«الجزيرة»- منى العصيمي
يظل الأمر الأجدر بالاهتمام هو محور اللقاء الذي جذب المتلقي وأغرى ذائقته بالحضور آملاً بالعودة موفوراً بوعي أكثر فعلى الرغم من أن النشاط الثقافي ليوم السبت دسم المحتوى، غير أن المشاهدة والحضور كشفت خلاف ذلك كل حسب ما وعت أذنه.
وقد استطرد الدكتور إبراهيم الفوزان وأسهب في السير الذاتية وعبارات الشكر والثناء والمديح وبدا لي أنه لم يكن على علم بالكتيب الذي أصدره المنظمون والذي عنوانه السيرة الذاتية للمشاركين فلو كان على علم بذلك لما قلص المساحة التي أعطيت له ليحدثنا عن تجربته هو ورؤيته هو ومتعدياً على مساحة غيره ممعناً في تطبيق نظريته (الأنا) التي استهل بها كلمته وما إن كنا قاب قوسين من تجربة ثرية للدكتورة ملكة أبيض حتى بتر استرسالها من يخبرها بانتهاء الوقت المخصص لها فألجمت استمتاعنا بحديثها وتركت المجال لضيوف شاغلوا ذائقتنا بالتنقل بين سوانح الذكريات، ولأنه قد يكون لكل كلمة أذن فقد استطلعت الثقافية بعض ما وعت الأسماع ومن ذلك الدكتورة فوزية أبو خالد التي كانت قد أملت أن تجد نوعاً من المكاشفة ونقد الذات للإصدار الأول وأبدت رغبتها بوجود جيل الشباب ليصف تجربته التي وصفتها بدورها أنها فوارة، بينما وصفت تجربة الجيل القديم بالنضج عن طريق الرمضاء وكان مطلبها ووصفها مشبوباً بعدم الوضوح أكانت تقصد ملابسات الزمن وظروفه أم معنى آخر توصلت إليه الشاعرة بشاير محمد حين قالت: إنني اتفق مع الدكتورة فوزية بضرورة تواجد جيل الشباب الذي ما زالت الصعوبات والمعوقات وإشكاليات المرحلة ماثلة أمامه ليخبرنا عنها فهي فوارة لم يشبها شيء من نسيان. بينما أخبرت آسية العماري أن وجود جيل الشباب كان ضرورياً ليخبرنا عن زماننا الحالي فذلك أجدى في الاستفادة، وبدا لها أن فكرة اللقاء لم تكن متضحة لدى الضيوف إذ تحدثوا عن الإصدار الأول كمؤلف ولم يتطرقوا للتجربة نفسها وبينهما فرق.
ندى أبا الخيل كان لها وجهة نظر أخرى مغايرة فهي ترى أن عنوان اللقاء هو الإصدار الأول وترى أن للأديب حرية الخوض في الموضوع كيف شاء، إذ أن هذا هو إصداره هو وترى أن قصر الوقت حال دون أن يعطي الأديب كل ما لديه وخاصة المداخلات التي تتطلب وقتاً لا يتسع للأديب البت فيها، وتقترح أن تكون الفعاليات مركزة أكثر ومحددة، ففعاليات ما بعد العشاء لو يدرج لها وقت آخر ليتسع الوقت للضيوف ويمتد بهم. وطالبت أيضاً أن تكون المداخلة إثر كلمة الأديب لا كما هو معمول به من جمعها في نهاية الجلسة.