Al Jazirah NewsPaper Monday  10/03/2008 G Issue 12947
الأثنين 03 ربيع الأول 1429   العدد  12947
في ندوة المركز والأطراف
الغيطاني يدافع عن مركزية مصر ويدعو السعودية لتبني القاموس العربي

«الجزيرة» - أنور العمير

أثارت مداخلة لأحد الحضور في الندوة الثقافية بمعرض الكتاب غضب الأستاذ جمال الغيطاني الصحافي والروائي والأديب حينما ذكر الدكتور عبد الرزاق يوسف في مداخلته أن ظروف مصر الاقتصادية جعلتها تتراجع شيئا ما عن دورها المركزي الثقافي؛ مما أثار غضب الأستاذ جمال مهددا بترك الندوة وحمل حقائبه والتوجه للمطار على الرغم من اعتذار مدير الندوة عما بدر في المداخلة من حسن نية وفهم بطريقة أخرى، حيث قال الأستاذ جمال إنه يجب احترام الضيوف وعدم الإساءة لهم معتبرا ذكر ذلك نوعا من الإساءة التي لا يجب أن تذكر. من جهة أخرى استنكر الحضور عدم التزام الغيطاني بوقت الندوة واستئثاره بالحديث على الرغم من نداءات مدير الندوة المتكررة.

جاء ذلك في الندوة الثقافية المصاحبة لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2008م وذلك يوم السبت السابع من مارس 2008 حيث كان موضوع الندوة (الثقافة العربية: المركز والأطراف) وشارك في الندوة كل من الأستاذ إبراهيم الزبيدي من العراق مستشار قناة الحرة سابقا والأستاذ جمال الغيطاني من مصر والدكتور حسين الواد من تونس والأستاذ عبد الله الماجد من السعودية، حيث تحدث الأستاذ إبراهيم الزبيدي عن صعوبة الحديث في مثل هذا العنوان الشائك وبدأ الحديث ببعض التساؤلات حول مفهوم المركز والأطراف والمثقف والثقافة وحدود المركزية والطرف، مشيرا إلى اشتغال بعض المثقفين بالسياسة وتأثير ذلك على الثقافة.

وأشار الغيطاني إلى أن المركزية سابقا تنقلت بين القاهرة ودمشق وبغداد وما وراء النهر في سمرقند وبخارى، وأعرب عن استيائه لمهاجمة بعض المثقفين العرب لمصر مؤخرا على المستوى الثقافي، موضحا أن كتاباتهم تفوح منها رائحة العنصرية ودعا إلى نبذ هذه العنصرية والالتفاف حول كل ما هو خادم للثقافة العربية مستشهدا بابن خلدون عندما قدم لمصر من المغرب وتوليه القضاء في مصر.

كما نوه الغيطاني ببعض الإنجازات على المستوى الخليجي مثل مشروع الرقمنة الثقافية للأستاذ أحمد السويدي عندما أنشئ موقع الوراق في قطر وجائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز للترجمة وقال إنه لابد من أجل الحفاظ على الكيانات العربية السياسية الحفاظ على الكيان الثقافي، ودعا السعودية إلى تبني القاموس العربي لمواجهة التأثر بالثقافات الأخرى.

ثم انتقل الحديث إلى الدكتور حسين الواد الذي أشار إلى عنوان الندوة وأنه يندرج تحت مصطلح الجغرافيا الثقافية، مشيرا إلى أن سبب مركزية مصر منذ قرن ونصف هو أنها أصبحت مسرحا للاصطدام بين الحضارة العربية والغربية، كما تطرق إلى تدخل السياسة بعد استقلال الدول العربية في الثقافة وتضييق هامش حرية المثقف متطرقا إلى تأثير العولمة والانفجار المعلوماتي على واقع الثقافة، حيث أصبح كل شخص مركزا وأصبح المثقف يفضل أن يتوارى خلف الإنترنت بعيدا عن الأضواء.

وتحدث الأستاذ عبد الله الماجد عن قضية المركز والأطراف وأنها أكثر ما تنطبق على السياسة، متطرقا إلى أن العولمة هدمت العوامل الجغرافية وعن اقتراح جامعة الدول العربية في تكوين عواصم ثقافية متنقلة.

ثم أعطي بعد ذلك المجال للمداخلات حيث تداخلت من القسم النسائي الدكتورة بديعة كشراني حول ثنائية التكنولوجيا والثقافة مشيرة إلى وجوب تقبل عصر العولمة والإنترنت مع عدم نسيانه الهوية الثقافية.

ثم تداخل د. يوسف العارف معقبا على قول الواد: إن القوى المهيمنة تكون مركزا مشيرا إلى أن المركز طرف في يوم ما والأطراف كانت مراكز.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد