«الجزيرة »- جواهر الدهيم
وتتألق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب ثقافة وإبداعاً لتفتح للزوار نوافذ متعددة مع إطلالة كل يوم جديد من أيام العطاء والثقافي لفعاليات المعرض التي تنوعت بورود فاح شذاها عبقاً لثقافات عالمية وعطاءات لرواد الكلمة في بلادي العامرة بالإنجازات الثقافية في عالم الإبداع الثقافي والمعرفي، وفي خامس أيام المعرض الذي يزداد فعالياته تألقاً وحضوراً رجالياً ونسائياً في الصالة الخاصة لعشاق ومتذوقي الشعر، حيث انطلقت الندوة الشعرية بعنوان (أنا وجزيرتنا العربية للشاعر سليمان العيسى من سوريا وأداره د. إبراهيم التركي مدير التحرير للشؤون الثقافية والتي استهلها بآية قرآنية، وقال في حضرة الشعر وفي مساء المشاعر نقترب ونلتقي وقال عن اللغة إنها جميلة وخطرة؛ فالهواء الطلق لا تثنيه القشة هكذا نحن تجمعنا الشعر بالمشاعر وكيف إذا كان من سيد الشعراء إلى أن قال ها هو الهرم لا يحتاج إلى تقديم إنه الشاعر سليمان العيسى وجزيرتنا العربية الأخ والصديق د. إبراهيم وهو الشاعر أضفى علي عباءة من النسيم أتمنى أن أكون خيطاً وأهدي للإخوة والأخوات سلامي.
ألا يا صبا نجد قصة طفل
الطفل ابن السابعة أو العاشرة يردد بل يغنيه وهو جالس تحت شجرة التين في قرية النعرية شمال سوريا.. الطفل ابن التاسعة أو العاشرة يحب ابن الدمنية ويحب صبا نجد ويطير به خياله إلى الجزيرة العربية إلى جذوره وعسى أن جذوره إلى هناك، ولم يعرف أين تقع نجد وأين تسير صباه ثم ما يلبث الطفل ابن العاشرة أن يفتح جمهرة أفكاره العربية من أين جاءوا ويقلب صفحاته مرة من معلقة ابن قيس مرة ومعلقة طرفة بن العبد، وتابع: الطفل الشاعر كان قد بدأ يكتب الشعر وهو في العاشرة يتابع حفظ المعلقات تحت شجرة التين شعراء هذه القصائد الخالدة كلهم من الجزيرة العربية بطلات قصائدهم خولة - وليلى وأم الحويرث كلهن من تلك الربوع التي أعطته هويته الشعرية بل القومية وهو ما زال يركض خلفه الأطفال حافي القدمين ويكبر الطفل ابن التاسعة أو العاشرة ويجوب أقطاراً عديدة في هذه الدنيا القديمة والحاضر.. فيرى ما يرى ويحفظ ما يحفظ ولكن أمنيته هويته القومية تظل مرتبطة بالمعلقات إنه ابن هذه الجذور شاء أم أبى توحي له ويلهم وتعطه ما يشاء ليجمع ما أعطته في ديوان يتألف من جزئين الجزء الأول يسميه (ديوان اليمن) والثاني (أنا وجزيرتنا العربية) وتتفضل صنعاء بطباعة ديوان اليمن أما أنا فقد آثرت الإخوة في الرياض وفي وزارة الثقافة أن يكرموني بطباعته ويدعوني للتحدث وأن ألقي بعض المقتطفات منه وهأنذا ألبي الدعوة الكريمة زحفاً على قدمي سيستقبلني ديواني أنا وجزيرتنا العربية استقبلني في المطار فتحته لأجد رفيقة دربي الدكتورة ملكة أبيض وقدمته للقارئ بمقدمة جميلة وتعطي أجمل فكرة رفيقة الدرب كانت وما زالت تضيء لي الطريق في كل عمل أنجزه سأتوقف قليلاً لأختار من الديوان بعض المقتطفات وكل ما أرجوه ألا أثقل ولا أطيل.
وألقى أبياتا من قصيدة بعنوان (أي فجر من الجزيرة) قيلت في مطلع الشباب في حفل بغداد عام 1946م، ثم ألقى قصيدة في خيمة الصحراء.
واختتم بقصيدة صغيرة بعنوان قل للجزيرة حينما حدثني صديقي عن أطفال الجزيرة الذين يحفظون أناشيد سليمان العيسى.
ثم ألقى قصيدة بعنوان (عمي النجار):
عمي منصور النجار
يضحك في يده المنشار
قلت لعمي عندي لعبة
أصنع بيتاً للعمة
هز الراس وقال
أنا أهوى الأطفال
بعد قليل رحت إليه
شي حلواً بين يديه
سواه عمي منصور
أحلا من بيت العصفور
عمي منصور النجار
سعد في يده المنشار