بيروت - هناء حاج
لم تكن حلقة برنامج (عيشوا معنا) على شاشة (LBC) يوم السبت 8 مارس كغيرها من الحلقات، إذ اجتمع فريق التقديم (منى سراج وغادة موصلي وعلي العلياني) للمرة الثانية معاً وسوياً في الحلقة الختامية قبل شهر رمضان المبارك من العام الماضي، لتوديع المشاهدين على أمل العودة بعد العيد، ولكن المرة الثانية لم تكن للغاية نفسها، بل كانت حلقة وداعية مليئة بالدموع. أثناء الحلقة التي سارت بشكل تقريباً عادي، تحدثت فيها المذيعتان منى سراج وغادة موصلي بشكل طيبعي عن مواضيعهما التي تم تجهيزها، حول الأخبار والطرائف والقضايا التي تهم المجتمع السعودي والخليجي والعربي عامة، ودخلتا في تفسير الأحلام ككل حلقة، وأيضاً ناقشتا مسألة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وطريقة تعاطي المجتمع والقانون معها، والتي أخذت الكثير من النقاش في المجتمع السعودي فكانت حلقة الهيئة بامتياز.
إلى هنا والحلقة التي تلعثمت فيها منى أكثر من ذي قبل، وبشكل لافت، كانت حلقة عادية قد تمر مرور الكرام بانتظار اليوم التالي في حلقة جديدة، ولكن دخول الإعلامي علي العلياني إلى الاستديو بشكل مفاجئ ليجتمع مع زميلتيه دفعنا للكثير من التساؤل عما سيقوله. فلم يعتد المشاهد على وجوده مع زميلتيه معاً.
لحظات وعلي بدأ يطرق على وتر المشاعر خصوصاً عندما اقتربت الكاميرا (زووم) على وجه منى سراج ليقول إنها المرة الثانية وسيحتفلون الثلاثة معاً. لكن قبل معرفة سبب (معاً) أطلق علي العنان للتعبير عن مشاعره ومشاعر زملائه وفريق العمل والفضائية اللبنانية (أل بي سي).
بدأ علي بمقدمة واسعة عن معنى 8 مارس كونه اليوم العالمي للمرأة، وقال (هي مصادفة جميلة بأن يقرر أحد المبدعين أن يذهب إلى مكان آخر، اليوم يوم العالمي للمرأة يقدمون الدراسات عن وضع المرأة)، وتوجه بالتهنئة إلى كل السيدات، وإلى زميلتيه غادة ومنى، وفاجأ المشاهدين بالقرار الذي اتخذته منى سراج بقوله (منى قررت أن تغادر البرنامج بكل فخر وإبداع كانت معنا، وهي التي بدأت في 9-9- 2006 ، وكانت بحالة ارتباك وبحث وجهد).
وأضاف علي عزاء المحطة بهذا الخيار بأن منى ستعود يوماً ما وهذه قناعات المسؤولين في المحطة لأنها ابنة (أل بي سي) وكنت أتمنى أن يأتي 9- 9- 2009 وهي معنا، ووصف منى بالفراشة وستعود يوماً ما. وركز على منى لأنها هذه هي آخر حلقة تقدمها.
كونها ستنتقل إلى محطة سعودية جديدة أنشئت تهتم بالشأن السعودي.
وهناك تقنيات كثيرة موجودة في المحطات، ولكن لأن منى وعلي وغادة قرروا أن يكونوا معكم وأن يقرأوا بطريقة عفوية، تحبون هفواتنا وأخطاءنا وأحببتم هفواتنا وعفويتنا..
وبغصة قال الإعلامي علي العلياني عن زميلته منى ووجه الحديث إليها: (خسارتنا كبيرة بغياب منى، وعزاؤنا أنها كانت القلب النابض، ونتمنى ألا يطول غيابك)، وفي هذه اللحظة تقدمت زميلتها في الإعداد (ميريام) وأهدتها الورود التي تحب وتهتم بزراعتها.
ثم توجه إلى الزملاء الإعلاميين بكلمة شكر لقبول عفويتهم المباشرة في البرنامج ربما كانت الأكثر قرباً من المشاهدين.
ثم ضمّت غادة صوتها لصوت زميلها عليّ وأعربت أن منى سراج كانت نعم الزميلة في الغربة وفي العمل.
وكانت الكلمة النهائية لمنى سراج التي شكرت زملاءها بغصة، فقد بحّ صوتها عندما بدأت تشكر وتعبر عن حزنها وبكت مباشرة كونها لم يكن لديها المقومات للظهور على الهواء وبمساعدة علي استطاعت ذلك. وطيّبت غادة خاطرها.
ثم شكرت كل المشاهدين العرب والفريق والمحطة لمناقشة كل القضايا التي يحضرونها. وشكرت الصحافة جميعاً خصوصاً التي انتقدتها بشكل بناء. اعتذرت لأنها توّدع بالدموع الغزيرة، وختمت بقولها ابقوا مع فريق (عيشوا معنا) بدوني وتابعوهم بإذن الله. وعلى أمل أن تعود منى لتعيش معنا على (أل بي سي) ستجد متابعين محبين لأسلوبها في عملها الجديد.