معرض الكتاب الدولي في العاصمة الرياض، والمهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية لهذا العام اتفقا على المجيء معاً، متزامنين، وبأسبوع واحد.. فليس أجمل من أن تطل الثقافة، ويحضر الفكر، والأدب في الكتاب، ونستعيد معاً الجميل فقط من صور الماضي في التراث، ولكن السؤال الذي يطل على نحو غير موارب:
- لماذا جاءت (الجنادرية) بصحبة (معرض الكتاب) في هذا التزامن؟ فوزارة الثقافة والإعلام تؤكد أن المعرض الدولي للكتاب مرتبط بجدول زمني دولي ثابت والعاصمة الرياض كان نصيبها بين العواصم هذه الأيام من كل عام.
أما (الجنادرية) وأهلها، والمنظمون لفعالياتها فإنهم قد يؤكدون ومن منطلق أصالة (الجنادرية) وأمومتها أنها قائمة في هذا الوقت وهي سابقة من حيث الالتزام في هذا التوقيت لموعد معرض الكتاب، فلا يمكن لأحد إلا أن يتصور أن الأمر مجرد إصرار على المواقف أي كانت الظروف والمسببات، ليذكرنا بتوقف السيارات القديمة في عرض الشوارع الضيقة حينما يصر كل واحد على رأيه، ليطلب كل طرف من الآخر أن (يريوس).. يعود إلى الخلف ليفسح المجال له، أو على نحو: (والله ما أحد قال لنا أجلوه). فالبعض هنا يبتهج ويرى أن هذا الحضور المتزامن ما هو إلا ثراء للمشهد الثقافي، والبعض الآخر منهم يتوقع أن الأمر لا يعدو كونه سوى هموم مناسبة يجب أن ترمى عن كواهلهم، فيما فئة أخرى تود أن تكون هذه المناسبات أكثر ترتيباً، لتتساءل هذه الفئة على وجه التحديد: ألهذا الحد تتزاحم مواعيد المعارض، والسينما، والمسرح، والفنون التشكيلية والعروض الفلكلورية حتى تتضارب فيها المواعيد على نحو ما نراه هذا العام؟!
فبكل الأحوال إطلالات ثقافة الكتاب، ومواسم التراث في (الجنادرية) مدهشة جملة وتفصيلاً.. إلا أن الشغوف بأمرهما قد لا يتمكن من متابعة المناسبتين معاً، وقد لا تظهر جماهيرياً بالشكل المطلوب، لتداخل أوقات الفعاليات والأنشطة في المعرض والقرية الشعبية.. إنما رائع أن يروا هذه الهجمة التراثية والثقافية التي تحاول جاهدة أن تعيد على مسامع الجميع وأمام أنظارهم رحلة الذائقة في البحث عن الجماليات الممكنة رغم هذه الانثيالات الهائلة لثقافة المرئي، وإرهاصات المعلوماتية المتلاطمة.
hrbda2000@hotmail.com