ذكرت في مقالي السابق، أنّ هناك تحفظاً من كثير من الأكاديميين على منهج المهتمين الكتابي، فالمهتم لا يراعي مناهج التأليف من ذكر المصدر والتوثيق المنهجي، كما أنه يعرض المعلومات بطريقة غير سليمة، وبالتالي فطرح المهتم ناقص، كذا قالوا، لكن ألا يحق للمهتم أن يطرح سؤالاً عن الكتب والمدوّنات التاريخية التي ألفت وكتبت على مر القرون، هل كانت وفق الضوابط التاريخية التي ينادي بها أبناء الرواق الأكاديمي، أم أنها على النهج الذي يسير عليه المهتمون الآن ؟!
وعوداً على حديثي في الأسبوع الماضي من وجود شخصيات أكاديمية سارت على الخطى الأكاديمي، تأليفاً ومنهجاً علمياً وعملياً ، ونافست المهتمين في الكتابة والبحث دون التقيد بالسير بالكتابة وفق متطلبات العمل الجامعي فقط ، هذا الأخير موجود يؤدي دوره العلمي والعملي على خير وجه، بل تجد بعض الباحثين من أبناء الرواق الأكاديمي غزير الإنتاج سواء كان ذلك لمتطلبات الوظيفة أم واجباً وطنياً ، وتجدهم يؤدون دورهم في توجيه الجيل الجديد من الباحثين، سواء كانوا في الجامعات أم في المنتديات الخاصة والعامة، وتجدهم السبّاقين في الميدان والذهاب للمواقع التاريخية والكتابة عنها، وعدم الاكتفاء بالكتابة عن المواقع من خلال المراجع، وعدم النزول إليها كما هو الحال بآخرين.
وقبل أن أنهي حديثي هنا، يؤسفني أن أقول إنّ كثيراً من الاتصالات وردتني بعد مقال الأسبوع الماضي، تؤكد ما أشرت إليه من وجود علاقة غير مثالية بين الباحث المهتم والباحث الأكاديمي ، مع أنهم يكملون بعضهم البعض.
ولعلِّي في الأسبوع القادم أطرح بعض وجهات النظر في هذا الموضوع، متمنياً التوفيق للجميع وبخاصة أن نتاج هؤلاء وأولئك تصب في خدمة تاريخنا الوطني.
للتواصل فاكس - 2092858
Tyty88@gawab.com