|
نتاج منطقي لعهد التجارب.. |
والشعراء لهم ميزة لأنهم يملكون قدرة صياغة هذه الحكمة |
عبر قوالب شعرية على كفاءة عالية جداً.. |
تجعل هذه الأبيات صالحة للبقاء لفترة طويلة ولأجل أطول.. |
لذا رددت أجيال كثيرة أبياتاً ولدت في أزمنة سبقتهم وكل ذلك كان نتيجة رقي وجمال تلك الأبيات التي (برتها) التجارب فجاءت صالحة لأكثر من جيل وزمن.. |
|
يقول سعد بن هثيل الدوسري في رسم صورة الرجل الحقيقي: |
أرجي ثلاث فيك من دون منه |
الدين الاول والكرم والشجاعه |
الرجل لامن الثلاث افختنه |
لاينبغي زوله ولابه طماعه |
|
وهذا صقر النصافي يعطي نصيحة ثمينة نابعة من حكمة صنعتها التجربة: |
وأوصيك عز النفس في كل الاحوال |
عن ذلها والذل ويش انتفاعه |
وارع الصديق اليا صدقت منه الاقوال |
والا العدو الله يسود رقاعه |
وأحذّرك لاتاله على قرب الانذال |
او شوفهم وتصير راعي دناعه |
|
مشعان بن هذال يحذر هنا بواقعية شعرية غاية في الجمال حيث يقول: |
مانيبت النوار لوسال واديه |
صبخا وجفاف وهيار جنابه |
ولد الردي لو طابلك لاتماشيه |
يومين والثالث يبين الردى به |
|
سعدون العواجي يطبع (فلسفته) ورؤيته الخاصة النابعة من حكمة منصفة عبر هذين البيتين: |
شبر من البيدا يعوضك بالافزاع |
وسود الليالي يبعدنك عن الضيم |
ليا صار ماتوفي عميلك من الصاع |
ما ينعقد لك عن حصيل النواهيم |
هذي هي الحكمة التي كانت جلباباً جميلاً للشعر حاكتها التجارب فكانت ملبوساً زاهياً أثرها كبير لأنها كتبت من فرد يعيش بإحساس الجميع.. |
لذا لاقت الذيوع والانتشار وهذا سر من أسرار بقائها بهذا الأمد الزمني الطويل. |
|