|
أعلمه الرماية كل يوم |
فلما اشتد ساعده رماني |
الراوي كلمة قديمة تُطلق على بعض الأشخاص الذين كانت هواياتهم واهتماماتهم حفظ وتدوين الموروث الشعبي سواء كان تاريخاً أو شعراً أو نثراً أو قصصاً، ويقوم بسردها على الناس في أي مكان في كافة البلدان؛ لذلك كانوا كثيري التنقل بحثاً عن الجديد، إلى أن أصبحوا ملمين بكافة علوم هذا المجال حتى صاروا ينظمون بأنفسهم الشعر ويؤلفون القصص والحكايات، وأصبحوا شعراء. |
ومن الطبيعي أنه قد يختلف الراوي مع راوٍ آخر في بعض الروايات، وهذا حاصل في كل مجال وفي كل زمان، ولكن المشكلة إذا اختلفت رواية الراوي نفسه وحصل فيها تغيير، وذلك حسب المكان الذي يلقي الراوي فيه روايته، وعلى حسب مَن هم الذين يستمعون إلى هذه الرواية يقوم بإضافة وتغيير ما يريد هذا الراوي. والعجيب في الأمر إذا أراد الراوي إضافة روايته الجديدة قال قبل أن يضيفها: (من باب الأمانة التاريخية..)، فهذا أستطيع أنا أن أقول إنه اختلاف داخلي في شخصية هذا الراوي، وليس اختلافاً مع راوٍ آخر..!! |
أسئلة كثيرة يجب أن تُطرح لمن هو موجود في الساحة، لكن أكتفي بسؤالين فقط: |
* إلى هذه الدرجة يكون الخوض والتلاعب في الأمانات التاريخية من قبل بعض رواة هذا العصر؟ |
* إلى هذه الدرجة تتحكم وتسيطر المصالح والأغراض الشخصية في أمانة الراوي التاريخية التي يتكلم عنها؟ |
إن تحري الدقة مهمة ذاتية يحترمها الراوي النزيه؛ لأنه يدرك أنه موصل بين مَن سبقه ومَن سيأتي بعده.. وهنا تكمن خطورة الرواية. |
*** خروج للشاعر صاح بن سند الحربي |
ياما على الجاهل يفوتن الأفوات |
وياما على العاقل تصير البلاوي |
بدر محمد العتيبي |
|