موسكو - سعيد طانيوس
في الوقت الذي أكدت فيه اللجنة المركزية للانتخابات في روسيا رسميا، فوز مرشح الرئيس فلاديمير بوتين والسلطة الروسية العليا، دميتري ميدفيديف، بعرش الكرملين بغالبية أصوات الناخبين وبنسبة تزيد على السبعين بالمائة، في الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد الماضي، أظهر استطلاع حديث للرأي أن 88% من الروس يظنون أن الرئيس بوتين سيحتفظ بنفوذه السياسي بعد أن يترك منصبه كرئيس للدولة للرئيس المنتخب ميدفيديف، منتقلا إلى منصب رئيس الحكومة. ويرى المشرفون على الاستطلاع أن هذا يثبت أن من صوتوا لصالح اختيار ميدفيديف رئيسا جديدا لروسيا صوتوا في حقيقة الأمر لصالح بوتين، معتبرين ميدفيديف رفيقا له. ويعتقد 62% من الروس أن جزءا كبيرا من سلطات رئيس الدولة سيوضع في يد بوتين حين يصبح رئيسا للحكومة. ولا يتفق الخبراء مع هذا الرأي. ويتوقع غالبية المحللين السياسيين أن تكون هناك في بادئ الأمر حالة من ازدواجية السلطة، ثم يصار إلى إنهاء هذه الحالة وتعود الأمور إلى طبيعتها التي تتضمن وجود مركز واحد للسلطة.
ولا ينتظر المحلل ألكسي موخين أن تصدق توقعات من يرى ميدفيديف (رئيسا ضعيفا) في ظل رئيس الوزراء القوي بوتين، مشيرا إلى أنه يتوقع تغيير قادة الأجهزة الأمنية أيضا ليحل محلهم أشخاص يدينون بالولاء لميدفيديف شخصيا.
ويستبعد الخبير القانوني ميخائيل كراسنوف أيضا أن يتم تكريس حالة ازدواج السلطة، ولكنه لا يستبعد أن يصبح رئيس الوزراء بوتين صاحب السلطة العليا إذا وافق الرئيس ميدفيديف على ذلك.
وفي هذه الأثناء، أعرب خبراء شاركوا في فعالية (جسر فيديو تلفزيوني) أقيم بين موسكو ونيويورك لبحث موضوع (تأثير انتخابات الرئاسة في روسيا والولايات المتحدة على العلاقات الثنائية)، عن ثقتهم بأنه لن يكون لنتائج انتخابات الرئاسة في روسيا تأثير ملموس على علاقات موسكو وواشنطن الثنائية. وأعرب أناتولي غروميكو، العضو المراسل في أكاديمية العلوم الروسية، عن ثقته بأن التأثير سيكون في الغالب، باتجاه الاستقرار. وقال إنه (إذا تناولنا تأثير الانتخابات الروسية على الوضع الدولي، فأنا واثق من أنه سيكون باتجاه الاستقرار). وأضاف قائلا إن (سياستنا الخارجية تتسم بالتتابع). لذلك (لن تحدث أي خطوات حادة، وإنما سيواصل ميدفيديف النهج الذي حدده الرئيس بوتين في خطابه في ميونخ). وتابع غروميكو أن (كل شيء يشير إلى أن الانتخابات الأمريكية سيكون لها تأثير على العلاقات الدولية أكبر بكثير من الانتخابات الروسية).
وشاطره هذا الرأي النائب في مجلس النواب (الدوما) سيرغي ماركوف، الذي يدير معهد الدراسات السياسية، وقال إن (السياسة الخارجية الروسية لن تتغير بكل مضمونها). وأضاف أنه توجد لدى روسيا والولايات المتحدة، مع ذلك فرصة جيدة لتحسين العلاقات.
وأشار إلى أن (السمعة الليبرالية التي يتمتع بها ميدفيديف، تتيح له استخدامها لتحسين الحوار سواء من جانبنا أو من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي).