د. حسن الشقطي
أغلق سوق الأسهم هذا الأسبوع عند 9985 نقطة، خاسراً حوالي 307 نقطة عن مستواه في الأسبوع الماضي.. حيث سادت روح الهبوط خاصة خلال يومي السبت والأحد اللذين خسر فيهما المؤشر حوالي 420 نقطة تقريباً.. ورغم أن حركة التداول افتتحت هذا الأسبوع على هبوط، إلا إنه لوحظ ازدياد حدة هذا الهبوط يوم الأحد، ويعتقد البعض أن هناك سمة علاقة ما بين هذا التراجع الحاد وبين صدور تقرير تداول الخليجيين والمقيمين لدرجة وصلت فيها حجم خسارة المؤشر في هذا اليوم إلى حوالي 307 نقطة وهو اليوم التالي مباشرة لصدور التقرير.. الأمر الذي يثير الجدل حول مدى دور هذه المعلومات في إثارة مخاوف جهات وأطراف معينة بالسوق. أيضاً لوحظ تراجع معدلات السيولة المتداولة خلال الأسبوعين الماضيين بشكل آني حتى وصلت إلى مستوى 7 مليارات ريال، وهذا يعيدنا لزمان الضعف خلال فترة ما قبل نوفمبر من العام الماضي، فهل هو ترقب أم جني أرباح أم تخوف من المبالغة في أسعار بعض الأسهم المهمة؟ بل يثار التساؤل هل يمكن أن تستمر هذه الحالة إلى آوان تفعيل الهيكل الجديد؟
307 نقاط.. في يوم ومثلها في أسبوع
افتتح السوق يوم السبت على هبوط خسر خلاله 114 نقطة، تلاه هبوط قوي يوم الأحد خسر فيه 307 نقاط، ثم هبوط ثالث يوم الاثنين خسر فيه 34 نقطة.. ثم ارتد يوم الثلاثاء ليربح 192 نقطة، وتراجع يوم الأربعاء ليخسر نقاط طفيفة بلغت 45 نقطة. وقد أغلق المؤشر أسبوعه على خسارة بلغت حوالي 307 نقاط (أو ما يعادل 2.98%). ومن المستغرب أن حجم الخسارة الأسبوعية تساوت مع حجم خسارته يوم الأحد الماضي بنحو 307 نقاط.
تراجع معدلات السيولة المتداولة
شهدت السيولة المتداولة تراجعاً دراماتيكياً خلال تداولات العشر جلسات الأخيرة، حيث انحدرت من 12.5 مليار ريال يوم السبت الموافق 23 من الشهر الماضي، حتى استقرت عند مستوى ما بين 7 إلى 8 مليارات ريال خلال تداولات الأيام الثلاثة الأخيرة. والشاهد أنه لم تطرأ على السوق أية أحداث مثيرة خلال هذا الأسبوع، بل إن الوضع يبدو اعتيادياً بلا جديد.. باستثناء إعلان مجلس إدارة سابك عن نتائج أعمالها وزيادة رأس المال وأسهم الأحقية في يوم 23 فبراير الماضي.. إن هذا التاريخ قد يمتلك بعض التفسير، حيث إن تراجع السيولة بدأ بعده مباشرة واستمر منذ هذا التاريخ وحتى إغلاق يوم الأربعاء الماضي.. أما عن الاكتتابات الجديدة خلال شهر مارس لا تبدو مخيفة ولا تمثل قلقاً للمستثمرين في السوق.. إلا إنه يمكن بسهولة استنتاج وجود حالة من الترقب وعدم وضوح الرؤية لدى غالبية المتداولين. وتحدث هذه الحالة عادة عندما يتحسس هؤلاء المتداولون ضعف حركة المحافظ الكبيرة التي تسبب إرباكا في السوق نتيجة تساؤل الجميع: لماذا خفتت الآن ؟ وماذا في جعبتها؟.
التراجع الأسبوعي هل يعني نهاية الصعود؟
إن التساؤل الذي يطرح نفسه.. هل انتهى الصعود وأصبحنا في مسار هابط؟.. في اعتقادي الإجابة بالنفي.. نحن الآن نتحدث عن مسار المؤشر وليس عن تقييمه.. فبالنسبة للتقييم لا جدال أن المستوى الحالي (ما بين 9.000 إلى 10.000 نقطة) يعتبر جيد، والصعود عنه قد يضع المؤشر في أوضاع مبالغ فيها.. ولكن عند الحديث عن مساره فإننا نعتقد بأن هناك دورة أو شبه دورة صعود ربما تحدث خلال هذا الشهر.. وهذه الدورة لها ما يبررها وما يدلل عليها.. فمبرراتها تتمثل في سعي كبار المستثمرين لامتصاص أكبر قدر من الربح من الأسهم الاستثمارية الكبرى قبل تغيير ثوب السوق.. أما دلالاتها فهي تماسك سابك فوق مستوى ال 177 ريال.. بل لدينا ما هو أهم وهو أحقية المنحة وأرباح سابك.
أحقية سابك تحفظ
تماسك السوق خلال مارس
لقد قرر مجلس إدارة سابك التوصية بتوزيع أرباح نقدية على المساهمين عن النصف الثاني من العام 2007م بواقع 2 ريال للسهم الواحد كما أقر المجلس رفع رأس مال الشركة من 25 مليار ريال إلى 30 مليار ريال وذلك عن طريق منح سهم مجاني لكل 5 أسهم.. وحدد المجلس أحقية أسهم المنحة والأرباح النقدية عن النصف الثاني من العام 2007م للمساهمين المسجلين في سجلات تداول بنهاية تداول يوم انعقاد الجمعية العامة غير العادية المتوقع في نهاية مارس الجاري.. وعليه، فإنه يصعب توقع أن يقبل أيا من المستثمرين التفريط في أسهمه بسهولة حتى هذا التاريخ.. أي لدى سابك شبه حصانة ضد الخروج من السهم الآن.. لذلك، فقد لوحظ تماسك السهم والمساعي الحثيثة لإبقائه فوق الـ 177 ريالاً، بل لدينا تقييم صدر مؤخراً لدفع السهم (عمداً) إلى فوق الـ200 ريال، وإننا نعتقد أن هذا الدفع مؤهل للحدوث خلال هذا الشهر.
سابك والراجحي والإنماء
هذا الأسبوع لوحظ زخم أعلى على الراجحي وميل للصعود يفوق سابك، ولعل ذلك هو أولى إشارات الإحلال المتوقع بينهما، والصورة غير واضحة عن الفترة ما بعد إدراج وتداول مصرف الإنماء، الذي سيكون منافساً رئيسياً، إلا إن ما هو مؤكد أن البنوك ستلعب الدور الأهم في السوق في عصر القطاعات المتعددة.
هبوط المؤشر وصدور تقرير تداول الخليجيين والمقيمين
رغم أنه لا يوجد دليل علمي على العلاقة بين هبوط المؤشر وصدور تقرير تداول الخليجيين والمقيمين إلا إن تكرار حدوث التراجع في قيمة المؤشر بعد يوم أو يومين فقط من صدور تقرير قيم تداولات الخليجيين والمقيمين، يفتح الباب وراء البحث في مدى وجود هذه العلاقة، وإن وجدت فلماذا تحدث ؟ لقد صدر هذا التقرير مرتين، المرة الأولى بعد إغلاق تداولات يوم الأثنين 4 فبراير، فرغم صعود المؤشر في اليوم التالي (الثلاثاء) وربحيته لـ 28 نقطة، إلا إنه سرعان ما انكسر صعوده يوم الأربعاء، وبدأ يحرز خسائر وصلت خلال الأيام الأربعة التالية حوالي 939 نقطة. لقد بحثنا ورجعنا للوراء ولم نجد مبرراً لهذا الهبوط القوي الذي ضرب المؤشر خلال أربعة أيام. وبعد إغلاق السبت الماضي صدر التقرير الثاني لتداولات الخليجيين والمقيمين، ورغم أن المؤشر كان متراجعاً في هذا اليوم بحوالي 114 نقطة، إلا أن تراجعه تحول إلى هبوط حاد يوم الأحد عندما خسر 307 نقاط. أيضاً هذا الأسبوع لا يوجد مبرر يمكن أن يفسر هذا التراجع. وبترابط الأحداث، يمكن القول بأن هذا التقرير قد تسبب في كلتا المرتين اللتين صدر فيهما بتراجع قوي في المؤشر... ولكن لماذا؟ وكيف نفسر ذلك..؟.
مسيرة إنعام
استمرت مسيرة إنعام النزولية، حيث أغلق سعر السهم يوم الأربعاء عند 107.75 ريالات ولم تتجاوز الكمية المتداولة في آخر صفقة لهذا اليوم سهماً واحداً، وهنا نتساءل لماذا يقبل المتداولون على البيع بهذه الأسعار المتدنية التي تتسبب في خسارتهم؟ وإذا كان السهم مخيفاً لهذا الحد فمن يشتريه؟ أليس كل سهم يباع هناك من يشتريه.. ومن جانب ثالث، إن الكمية المتدنية للتداول اليومي (في نصف الساعة المحددة) لتدلل على أن السعر سينخفض حتى ولو لم يباع أو يشترى من السهم سوى سهم واحد.. وبرأيي أن متداولي بيشة المعلقة حتى الآن يعتبرون الآن أكثر حظاً من متداولي إنعام، لأن مساهمي بيشة لا يزال هناك أملاً في أن لا تلحق بهم خسائر كبيرة بهذا الحجم، في حين أن مساهمي إنعام خسائرهم أصبحت منتهية، ولا أمل في مراجعتها.
واجهة موقع تداول الأكثر إثراء بين مثيلاتها العربية
الأسهل والأكثر إثراء والأشمل والأبسط.. هذه جميعها صفات يمكن أن نصف بها موقع شركة تداول الأسهم السعودية على الإنترنت.. فمنذ أول وهلة يفتح بها موقع تداول تجد نفسك أمام واجهة ثرية تكاد تملك عبرها كافة ما تحتاجه من معلومات عن حركة التداول اليومية، من قيمة وكمية وصفقات وعدد شركات والتي ارتفعت والتي انخفضت، وأعلى خمسة من حيث الكمية وأعلى خمسة من القيمة وأعلى ربحية وأعلى خسارة.. فضلاً عن كافة مؤشرات القطاعات.. بل أكثر من ذلك، فذات الواجهة تعطيك مختصر لأحدث أخبار السوق وأحدث أخبار الشركات.. فضلاً عن ذلك توجد قائمة جانبية تسهل عليك الوصول إلى أي موضوع مرتبط بالسوق من قريب أو بعيد.. إن هذه الواجهة تمتلك كافة التفاصيل عن السوق وحركة التداول.. إلا أنه مع ذلك ورغم أنه بات يتم الإعلان عن تقرير التداول الإحصائي التفصيلي حسب الجنسية ونوع المستثمر كل شهر، فإن المستثمرين والمراقبين أصبحوا يتطلعون إلى اليوم الذي يتم إدراج معلومات التداول حسب الجنسية ونوع المستثمر على واجهة تداول اليومية لحظة بلحظة، لأنها عندئذ تكون قد وصلت إلى الوضع المثالي، والذي سيجعلها الأولى عربياً وإقليمياً وربما تستحوذ مراتب متقدمة عالمياً.
ما الجديد والمتوقع خلال مارس؟
لدينا العديد من الأحداث، بعضها مهم وبعضها أقل أهمية، بداية توقع إدراج زين.. ثم طرح عدة شركات تأمينية.. ثم طرح عدة صناديق استثمارية جديدة، أبرزها صندوق ينتمي لدولة أخرى، ولعل هذه خطوة نحو اجتذاب سيولة مؤسسية أجنبية.. وربما طريقة جديدة للتغلب على المشكلات التي بدأت تواجه الشركات المالية القائمة محلياً وخاصة بشأن عمالتها وكفاءتهم ومقدرتهم على اجتياز الاختبارات التأهيلية المحددة من قبل هيئة السوق.. إن الشاهد يؤكد وجود مصاعب محلية في هذه الشركات ربما تكون الدافع لفتح باب الاحتكاك مع مثيلاتها الإقيلمية والمحلية.
محلل اقتصادي
Hassan14369@hotmail.com