«الجزيرة»- غزة - بلال أبو دقة
قتلت المقاومة الفلسطينية ضابطاً إسرائيلياً برتبة عقيد وأصابت عسكريين آخرين بجراح بالغة الخطورة عندما فجّرت جيب إسرائيلي بعبوة ناسفة قرب موقع كيسوفيم العسكري شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. وبحسب مصادر المقاومة الفلسطينية في غزة وشهود عيان فإن الجيب الإسرائيلي جرى تفجيره بعبوة ناسفة كبيرة عن بُعد تمت زراعتها في وقت سابق ما أدى إلى اشتعال النيران فيه بالكامل مدة تزيد عن ربع ساعة. وقد انفجرت العبوة الناسفة بينما كانت دوريات إسرائيلية تمر وتنفذ عمليات تمشيط روتينية.
وهبطت طائرات مروحية إسرائيلية من نوع أباتشي في المكان, وشوهدت سيارات إسعاف تهرع لإخلاء القتلى والجرحى من المكان.. وقال شهود عيان إن النشطاء الفلسطينيين استهدفوا الجيب بعبوة ناسفة ما أدى إلى إعطابه واشتعال النيران بداخله، وأعقب اشتباكات عنيفة بين قوات من الجيش والنشطاء وسط أنباء عن جرحى في صفوف الجنود الذين كانوا يستقلون الجيب.
هذا وقد أعلنت كل من كتائب عز الدين التابعة لحركة حماس وسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، كل على حدة عن المسؤولية في تفجير العبوة في الدورية الإسرائيلية. وأفاد شهود عيان أنه سمع دوي عدة انفجارات ضخمة قرب موقع للجيش الإسرائيلي بمحاذاة قطاع غزة وقالوا إنهم رأوا آلية للجيش الإسرائيلي تشتعل إثر هذه الانفجارات.
وفي أعقاب العملية توغلت قوات من جيش الاحتلال لمسافة كيلو متر في الأراضي الفلسطينية مطلقة القذائف والرشاشات الثقيلة تجاه منازل المواطنين.. وعزّز جيش الاحتلال قواته من معبر صوفا العسكري باتجاه موقع كسوفيم وسط تواصل الاشتباكات مع المقاومة..
في غضون ذلك، أكدت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية, أن التسليم باستمرار إطلاق الصواريخ الفلسطينية على (مدينة سديروت) وعلى كل بلدة إسرائيلية أخرى، أمر لا يطاق, مشيرةً إلى أنه لا يلوح في الأفق نظام لإحباط فعّال لهذه الصواريخ. وتقول الصحيفة العبرية عن المقاومة في عزة وأساليبها التي تُوصف بالعبثية: (إن قدرتهم على استعمال وسائل بدائية, لاختراق الأجهزة الأمنية الإسرائيلية المحكمة والمتطورة تحظى بالمدح في دوائر متقدمة).. وتبيّن يديعوت أن عملية (الشتاء الساخن) التي أطلقها الجيش الإسرائيلي في غزة غير ناجعة, وأي عملية عسكرية واسعة في غزة لن تنجح فجميع الدلائل تشير إلى أن ثمناً دموياً باهظاً لقواتنا).
ومن جانب آخر قال خضر عدنان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أن الجيش الإسرائيلي اعتقل يوم الأربعاء القيادي البارز في الحركة الشيخ خالد جرادات (أبو هادي) من بيته في بلدة السيلة الحارثية غرب جنين في الضفة الغربية. وقال عدنان إن قوة عسكرية إسرائيلية توغلت في البلدة وداهمت منزل جرادات واقتادته إلى جهة مجهولة.
وكان جرادات وهو أب لأربعة أطفال اعتقل من قبل إسرائيل وقضى في السجن ما مجموعه 15 عاماً وهو من الرعيل الأول لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وكان قد أفرج عنه قبل ثلاثة أعوام.
يذكر أن جرادات قد وصف في تصريح له مؤخراً مفاوضات التسوية (بالعبثية وقال عدنان إن استهداف إسرائيل لقادة الحركة في غزة واليوم في الضفة من خلال حملة الاعتقالات المسعورة ضد القادة المؤسسين تمرر بصمت وخبث واضحين في محاولة لتجريد المقاومة في الضفة من رموزها وعناصرها.
وعلى صعيد آخر قال تحالف من كبرى المنظمات الإنسانية وحقوق الإنسان في تقرير نشر أمس الخميس إن غزة تعيش أسوأ وضع إنساني على الإطلاق منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م.
ووفقاً للتقرير فإن حصار غزة أدى إلى زيادة رهيبة في معدلات الفقر والبطالة إلى جانب تدهور ملحوظ في الخدمات التعليمية والصحية. ويعتمد ما يزيد على 1.1 مليون شخص في غزة الآن على المعونات الغذائية كما أن شبكات المياه والصرف الصحي على وشك الانهيار وتعاني المستشفيات من انقطاع للكهرباء يستمر 12 ساعة يومياً. إلى ذلك قالت صحيفة هآرتس العبرية في مقال افتتاحي لها: إن إراقة دماء الفلسطينيين في غزة يزيد من دعم السكان للمقاومين الفلسطينيين، وأن التوقع بأن يؤدي رفع الثمن الذي يتكبده السكان الفلسطينيون عن كل هجمة صاروخية ضد المدن والقرى الإسرائيلية، إلى إقناع المقاومين الفلسطينيين بتغيير نهجهم، لا يؤثر ولا ينفع, فالعكس هو الصحيح, هذه الطريقة تزيد من دعم السكان للمقاومين في غزة.. وجاء في مقال صحيفة (هآرتس) أن الإسرائيليين عالقون مع قيادة تميل لإحداث الكوارث والنكبات بهم, متساءلةً: (ومن يعرف إلى أين ستقودنا هذه القيادة إلى أن تزاح عن مناصبها؟