كتبت قبل فترة بأن لقاءات الهلال والشباب هي الأجمل والأفضل بكل المعايير الفنية والأخلاقية، فرغم التنافس القوي والإثارة والندية ورغم أن اللقاء الأخير كان بطريقة خروج المغلوب إلا أن المثالية كانت حاضرة قبل وأثناء وبعد المباراة فخرج اللقاء بروح رياضية عالية تعكس الوعي الإداري الذي أثر إيجابياً على سلوكيات اللاعبين والجماهير وتعاطي الإعلام الرياضي مع الحدث، فلا تصريحات متوترة قبل المباراة ولا تشكيك أو تقليل من كفاءة الخصم بعدها، فالرئيس الشبابي كان أول من هنأ الهلاليين بالفوز بطريقة راقية، ولو فاز الشباب لكان الرئيس الهلالي أول المهنئين.
ففي هذا اللقاء ظهرت كل جماليات التنافس الرياضي والوعي فلماذا لا تكون هذه سمة كل اللقاءات الرياضية السعودية؟
ولماذا تحفل المباريات المهمة بعاصفة تصريحات غير مسؤولة تهيج الشارع الرياضي وتثير الغبار في الأجواء النقية؟
الجواب ببساطة هو أن بعض مسؤولي الأندية غير مؤهلين لمناصبهم ويعانون من محدودية الفكر وضيق الأفق ويختزنون مفهوم الرياضة بنتيجة مباراة!!
ولإدراكهم بأن إمكانياتهم لا تؤهلهم لتقديم شيء مفيد فإنهم يتهافتون على الظهور الإعلامي بأي شكل قبل المباريات المهمة ليبثوا التعصب والاحتقان في الشارع الرياضي ويشعلوا الإثارة الإعلامية على حساب التنافس الشريف، ولن أحمل هؤلاء المسؤولية كاملة فالإعلام الرياضي يتحمل مسؤولية فتح المجال لهذه النماذج ونحن في هذه الفترة على مقربة من حصاد الموسم وعلى الإعلام الرياضي الواعي مسؤولية تفويت الفرصة على كل من يتجاوز الحدود للارتقاء بمنافساتنا الرياضية، فالرياضة مدرسة للتربية والتعليم ولكل مدرسة مستوى بحسب محتوى المناهج وكفاءة المعلمين الذين هم: الإداري واللاعب والإعلامي.
ولنصارح أنفسنا بمستوى الرسالة التربوية التي نقدمها من خلال المنافسات الرياضية!! فالعملية التربوية بحاجة لتقييم مستمر.
ومرة أخرى أقدم لكم نموذج لقاءات الهلال والشباب لتلاحظوا الفارق وهو نموذج أتمنى تعميمه على بقية اللقاءات لنبرز الوجه الجميل للرياضة.
دوري مجلس الإدارة
كما أن نظام الدوري يقتضي هبوط فريقين وصعود آخرين في نهاية الموسم فإنني أقترح تطبيق نفس النظام على أعضاء مجالس إدارات الأندية بحيث تجدد دماء أعضاء الإدارة سنوياً بخروج أقل عضوين عطاءً ويدخل المجلس أكفأ شخصين قريبين للنادي ولهما حضور مؤثر وقدرة على العمل، وليكن اختيارهما بطريقة الانتخاب من قبل جماهير النادي، وبهذه الطريقة يتنافس الأعضاء على تقديم الأفضل وتفعل مشاركة من هم خارج الإدارة للدخول في السنة القادمة، ويكون للجماهير حق في التصويت ولاختيار الأعضاء الجدد، وباعتباري أقل أعضاء مجلس إدارة نادي الشباب عطاء فإنني أرشح نفسي للهبوط في الموسم القادم.
من مثلك يا صالح!!
بر الوالدين ليس بمستغرب على مجتمعنا المسلم ولكن قدرات الأبناء متفاوتة واللباقة والتفاني في خدمة الوالدين تختلف من شخص لآخر، ولبر الوالدين حكاية مميزة مع الصديق العزيز الدكتور صالح العقيل الذي اختار مهنة الطب ليكون الطبيب الأول والممرض والخادم لوالديه الكبيرين في السن، ومن ثم رفض الالتحاق بالبعثات الخارجية لمواصلة دراساته العليا في الطب لسبب واحد وهو إصراره في البقاء بجانب والديه ولم يثنه ذلك عن التفوق فأصبح طبيباً استشارياً في تخصص دقيق ومتميز. وقبل أيام توفي والده الشيخ علي العقيل - رحمه الله - وكانت آخر عباراته: ذكر الله والدعاء لابنه صالح ولأشقائه وشقيقاته.. وبقي لصالح والدته التي لا تستغني عنه إطلاقاً ولا يستغني هو عن دعائها، وما زال الابن الصالح صالح يزاول عشقه القديم بر الوالدين بشكل يصعب إيجاد نموذج مثله أو محاكاته.
فإذا أردت أن تدعو لمن تحب فادع الله أن يرزقه بابن مثل صالح، ولكن من مثلك يا صالح.
nizar595@hotmail.com