«الجزيرة» - محمد المناع
افتتح صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن أحمد بن عبدالعزيز آل سعود رئيس الجمعية السعودية لطب العيون مساء يوم الأحد الماضي 24 - 2 - 1429هـ الموافق 2 مارس 2008م اجتماع طب العيون 2008م بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض، وقد بُدئ الحفل بالسلام الملكي وتلاوة آي من الذكر الحكيم ثم ألقى الدكتور عبدالإله بن عباد الطويرقي المدير العام التنفيذي لمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون كلمة رحب فيها بالمشاركين والحضور بهذه الندوة العلمية السنوية الخامسة والعشرين لمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون التي تنعقد بالاشتراك مع الاجتماع العلمي السنوي الحادي والعشرين للجمعية السعودية لطب العيون، وقال: سيتم التركيز في هذا العام على تخصصات المياه البيضاء (الكتاركت) وعمليات تصحيح العيوب الانكسارية بالعين، والماء الأزرق (ارتفاع ضغط العين)، علاج أمراض الشبكية والتهاباتها، ومكافحة العمى، وعلاج أمراض أعصاب العين، طب عيون الأطفال، الجراحات التقويمية والتجميلية، وعلم البصريات، وذلك بمشاركة نخبة من أطباء العيون العالميين من مختلف دول العالم، فضلاً عن المتحدثين من داخل وخارج المملكة، حيث تتم مناقشة نحو (250) ورقة علمية على مدى أيام الاجتماع الأربعة مع (29) ملصقاً علمياً و(4) عروض للعمليات، كما أن الهيئة السعودية للتخصصات الصحية قد اعتمدت (30) ساعة تعليمية لهذا الاجتماع، ومن حسن الطالع أن اجتماع طب العيون 2008 لهذا العام يتزامن مع مناسبة مرور خمسة وعشرين عاما على افتتاح المستشفى الذي أمر بإنشائه الملك خالد بن عبد العزيز - طيب الله ثراه - وافتتحه الملك فهد بن عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وما زال يواصل مشوار العطاء في هذا العهد الزاهر الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - كما يلقى المستشفى الرعاية والاهتمام من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض - حفظه الله -.
ثم ألقيت كلمة معالي الدكتور حمد بن عبدالله المانع وزير الصحة ألقاها نيابة عنه الدكتور عبيد بن سليمان العبيد وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتطوير قال فيها: يسعدني مشاركتكم نيابةً عن معالي وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع فعاليات هذا الاجتماع السنوي المشترك، وقال: لا شك أننا جميعاً ننظر بعين التقدير والامتنان لما يقوم به صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن أحمد بن عبدالعزيز رئيس الجمعية السعودية لطب العيون من جهود مخلصة على جميع المستويات الداخلية والخارجية في سبيل مكافحة العمى وما يبذله سموه من مساع حثيثة وتوجيهات طيبة في سبيل توحيد الجهود بين مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون والجمعية السعودية لطب العيون لما فيه مصلحة المرضى، وما هذا الاجتماع إلا ثمرة من ثمرات هذه الجهود النبيلة والخيرة.
وفي ختام كلمته رفع أسمى آيات الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن أحمد بن عبدالعزيز رئيس الجمعية السعودية لطب العيون على ما يبديه من عناية كريمة واهتمام بالغ بكل ما من شأنه الارتقاء بطب العيون في المملكة، وشكر كافة العاملين بمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون وعلى رأسهم سعادة المدير العام التنفيذي الدكتور عبدالإله بن عباد الطويرقي على ما يبذلونه من جهود مباركة للوصول بالمستشفى إلى أفضل المستويات، كما شكر قسم طب العيون بجامعة الملك سعود على جهودهم الطيبة في مجال التعليم الطبي وخصوصاً في مجال طب وجراحة العيون وبرامجها المشتركة مع مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون، متمنياً لجميع المشاركين في هذه الندوة الطبية المهمة والمميزة المزيد من التوفيق والسداد، كما سأل المولى جلت قدرته أن يوفق الجميع إلى ما يحبه ويرضاه وأن يجعل العمل كله خالصاً لوجهه الكريم.
وألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن أحمد بن عبدالعزيز رئيس الجمعية السعودية لطب العيون راعي الحفل كلمة الافتتاح التي قال فيها: إنه لمن دواعي سروري أن أشارك اليوم في افتتاح مؤتمر طب العيون السعودي 2008م، الذي يحظى باهتمام معالي وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع، وهذا الاجتماع يتحد فيه كل من الاجتماع العلمي السنوي الحادي والعشرين للجمعية السعودية لطب العيون، والندوة الخامسة والعشرين لمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون، بالتعاون مع قسم العيون بكلية الطب جامعة الملك سعود، وهي مناسبة علمية غالية يشارك فيها الأطباء والطبيبات من كافة الجامعات والمستشفيات الحكومية والأهلية في المملكة ومن أكثر من (26) دولة شقيقة وصديقة، ويزداد إيماننا بمكانة التعليم الطبي للتصدي لمسببات الإعاقة البصرية، مع الإفادة من النهضة الصحية التي تعيشها المملكة ويرعاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله - وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، ولهما جميعاً نرفع أسمى تحية وتقدير باسم هذا الاجتماع العلمي، ويسرنا جميعاً ما يحظى به هذا الاجتماع السنوي من مكانة مرموقة لدى العاملين في مجال طب العيون من محاضرين ومشاركين وعارضين، وقد تزايدت أعداد من سجلوا في اجتماع هذا العام حتى وصلوا إلى أكثر من (1250) مشاركاً منهم أطباء عيون وأطباء زمالة وأطباء عموم وأخصائيو بصريات وفنيون وممرضون، بالإضافة إلى المهتمين بمكافحة الإعاقة البصرية، وأشكر جميع السادة الضيوف والأساتذة الزائرين الذين لبّوا الدعوة للمشاركة بالاجتماع، وإن اجتماع طب العيون السعودي 2008 يناقش حوالي (250) ورقة علمية موزعة على مدى أربعة أيام إضافة إلى تنظيم معرض طبي يعرض أحدث الأجهزة والمعدات الطبية طوال أيام الاجتماع بمشاركة أكثر من (30) شركة طبية، ويركز الاجتماع على المستجدات في تخصصات: (الماء الأبيض والماء الأزرق وتصحيح العيوب الانكسارية بالعين وطب عيون الأطفال ومعالجة أمراض الشبكية ومكافحة العمى وعلاج أمراض أعصاب العين والجراحات التقويمية والتجميلية وعلوم البصريات)، كما سعدنا باحتفال مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاماً على إنشائه وما حققه من نجاح كواحد من الصروح الطبية الرائدة بالمملكة وفي العالم، كما أرحب بمشاركة مجلس الشرق الأوسط الإفريقي لطب العيون (مياكو) في ندوة وجلسات مكافحة العمى، وأهنئ الأطباء الذين اجتازوا دورة مياكو الأولى لإعداد القادة ليشاركوا زملاءهم في شتى الدول الأعضاء في (مياكو) لتطوير طب العيون وخدمة مرضى العيون، وأبشر جميع الحاضرين عن المشروعات الإنسانية الكبرى التي تَعِدُ بالخير، حيث أعلن عن تأسيس منظمة إقليميّةٍ وهي اتحاد مكافحة العمى التي تضم تحت مظلتها أكبر الهيئات والمنظمات غير الحكومية العاملة في حقل مكافحة الإعاقة البصرية في منطقة شرق المتوسط وهي امباكت شرق المتوسط، ونادي البصر، ومؤسسة البصر العالمية، وجمعية إبصار، ومؤسسة النور، ومؤسسة (شيف) وجهات التنمية الاجتماعية مثل (أجفند) بالإضافة إلى منظمة الصحة العالمية بشرق المتوسط والبنك الإسلامي للتنمية بصفة مراقب، وعن المؤسسات المهنية مجلس الشرق الأوسط الإفريقي لطب العيون (مياكو)، كما أنه تم عقد اجتماع تأسيسي لإنشاء جمعية خليجية تجمع جمعيات دول مجلس التعاون وتمت مراجعة النظام الأساسي لها وهي في طور التأسيس، وأنه ما من شك أن حصول طب العيون السعودي على (30) ساعة تعليمية كأقصى حد من الاعتراف للاجتماعات العلمية، جاء بعد العمل والمثابرة والاهتمام من معالي الدكتور حمد المانع وزير الصحة وبجهود من الدكتور عبدالإله الطويرقي المدير العام التنفيذي لمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون وزملائهم أعضاء الجمعية السعودية لطب العيون ومجالسها العلمية وسائر اللجان العلمية والمنظمة، وفي الختام أدعو الله عز وجل أن يوفق الجميع لتحقيق أهداف الاجتماع، متمنياً للجميع الإفادة والاستفادة مما سيطرح في هذه الاجتماعات.
ثم قام الدكتور عماد عبود المدير الطبي بالنيابة بمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بتقديم المتحدثين الدوليين.
تلا ذلك تقديم الجوائز وهي: الميدالية الذهبية 2008 للجمعية السعودية لطب العيون، حيث اعتادت الجمعية كل عام اختيار الموضوع الأكثر أهمية للأطباء وأخصائيي البصريات في المملكة، والطبيب الأكثر عطاءً لهذا الفرع من علوم طب العيون، وقد شد اهتمامنا هذا العام البروفيسور بنج خاو أستاذ دراسات الماء الأزرق وأورام العين ومستشار جراحات العيون ومدير مركز أبحاث طب العيون بالمعاهد الوطنية للأبحاث الصحية بمستشفى مور فيلد ومعهد يو سي أل في بريطانيا، وكانت المحاضرة التي نال عليها الميدالية الذهبية بعنوان (التقنيات الحديثة الخاصة بمكافحة إصابات العين، كما قُدم درع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن أحمد بن عبدالعزيز رائد طب العيون السعودي ورائد رعاية مكافحة العمى بالمملكة وبإقليم شرق المتوسط للبروفيسور ياسو تانو وهو رئيس أكاديمية المحيط الآسيوي لطب العيون والرئيس السابق للجمعية اليابانية لطب العيون ونائب رئيس مستشفى أوساكا الجامعي وهو عضو في عدة مجلات علمية مرموقة وهو أحد الأطباء المعروفين عالمياً في إجراء عمليات الشبكية، مما أثمر في تطوير هذا التخصص، كما كرس جهوده لتدريب الجراحين في تخصص الشبكية.
وشارك تانو في تطوير بحث عن الرؤية الاصطناعية منذ عام 2001م وهو رائد في جراحات الشبكية والجسم الزجاجي باليابان كما أنه كان موضوع محاضرته في ندوة مكافحة العمى هذا العام. ونشر أكثر من 650 مقالة علمية باللغتين الإنجليزية واليابانية في مجال طب العيون وعلوم الرؤية بالإضافة إلى تأليف 70 كتاباً في نفس المجال وكان تركيز أغلب بحوثه في نطاق أمراض الشبكية.
بعد ذلك تم التعريف بدرع الجمعية السعودية لطب العيون، حيث دأبت الجمعية على تقديمه في كل عام لأحد أطباء العيون ممن يضيئون العمل الخيري والعلمي تفانيا لخدمة دينهم ووطنهم، وقد منحته الجمعية هذا العام إلى عضو الجمعية الدكتور عبد العزيز بن إبراهيم الراجحي استشاري أول طب وجراحة العيون عضو مجلس إدارة الجمعية ورئيس لجنة تقنية المعلومات ورئيس مجلس الشرق الأوسط الإفريقي لطب العيون (مياكو).
ومنحت جائزة الجمعية السعودية لطب العيون لأفضل بحث لعام 2008م التي تهدف إلى تكريم العلماء ونشر العلم والتحفيز على الاستزادة منه وهو كذلك أحد الأهداف الراسخة للجمعية السعودية لطب العيون التي تنظم كل عام مسابقة شريفة بين أعضائها أطباء وطبيبات وأخصائيي البصريات لتقديم البحث الأفضل بما يحمله من خبرة جديدة في مجال طب وجراحة العيون، وقد تشكلت من عدد من الأساتذة والأطباء ذوي الخبرات العالية لاختيار البحث الذي يلبي متطلبات الجمعية ووقع الاختيار على البحث الذي تقدم به الدكتور فيصل الغضفان من بين الأبحاث المقدمة إلى الجمعية.
وتم التعريف بالدكتور فيصل الغضفان، خريج برنامج زمالة طب العيون وأحد الأطباء العاملين في زمالة طب عيون الأطفال حاليا وموضوع البحث عن: (مقارنة بين الليزك والليزر السطحي في النتائج والمضاعفات)، وقد نشر في مجلة الماء الأبيض والتقويم الجراحي Laser in situ Keratomileusis vrsus surface ablation: Visual outcomes and complications
وجائزة البحث عبارة عن شهادة تقدير من الجمعية ومبلغ عشرة آلاف ريال قدمها هذا العام مستشفى العيون بجدة.وخلال الحفل تم تكريم خريجي الدفعة الأولى من دورة مياكو لإعداد القادة في مجال طب وجراحة العيون، حيث تم تسليمهم شهادات تقديرية، وهم كل من الأطباء: الدكتورة منال بوحيمد - الكويت، الدكتورة جنين سروريان - سوريا، الدكتورة منال تريام - الإمارات، الدكتور عبد الرحمن المعمر - السعودية، الدكتور هشام الكريع - السعودية، الدكتور عبد الله الكحلاني - اليمن، الدكتور محمد ريازي - إيران.
كما سلم صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن أحمد بن عبد العزيز درعاً لمعالي وزير الصحة د. حمد بن عبدالله المانع وتسلمه نيابة عن معاليه سعادة وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتطوير د. عبيد بن سليمان العبيد.
والتقطت صورة جماعية للخريجين مع راعي الحفل، بعدها افتتح صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن أحمد بن عبد العزيز المعرض الطبي المصاحب لاجتماع طب العيون 2008م وتجول مع ضيوف الحفل على أجنحة المعرض.