من الرائع حقاً أن تقام في بلادنا الغالية - المملكة - مهرجانات وندوات ومؤتمرات (دعوية، ثقافية، تراثية، علمية، فنية، تكنولوجية، تربوية ..إلخ وليس من الرائع(!!) أن (تتكدس) كل تلك الفعاليات الهامة في وقت واحد مما يشتت ذهن المتابع والدارس والمستفيد وتضييع وقته على فعالية واحدة دون الفعاليات الأخرى أو اللهاث للحاق بحضور جزئيات من تلك الفعاليات ولو من الواجب الثقافي!! دون الإحاطة والإلمام بتلك الفعاليات ولكي لا نذهب بعيداً عن غاية هذه المقالة فإننا نذكر الإخوة القراء أنه أقيم خلال الأيام المنصرمة مؤتمر لأطباء القلب شارك فيه أهم أطباء القلب في العالم وتلاه مباشرة مؤتمر للتربويين شارك فيه العديد من وزراء التربية العرب ومن هم بمستواهم ثم تبعه مباشرة (الملتقى الأول للدراسات الدعوية) وشارك فيه العديد من علماء الدين الأفاضل ثم تبعته ندوة (ترجمة السنة والسيرة النبوية) والتي تحتوي على أكثر من (40) بحثاً وورقة لمشاركين من داخل المملكة وخارجها وبالطبع سينطلق يوم الأربعاء القادم مهرجان الجنادرية للثقافة والتراث ويتزامن مع مهرجان الجنادرية معرض الكتاب السنوي في الرياض وكل ذلك مبهج ورائع.
***
وبالطبع كل هذه المهرجانات والندوات والمؤتمرات تعتبر أحداثاً هامة تعني المواطن العادي والدارس والمتابع والمثقف على حد سواء؛ لما لها من انعكاس حضاري ناصع على جبين وطننا الحبيب بين الشعوب والأمم الأخرى، ولكنه من المؤسف حقاً أن تمر هذه الفعاليات مر السحاب دون الاستفادة (القصوى) منها؛ وذلك (لحشرها) في وقت متقارب ولعدم إعطائها التغطية الصحفية اللائقة بها من قبل صحافتنا المحلية، ولعدم اهتمام قنواتنا التلفزيونية الفضائية سواء الرسمية أو شبه الرسمية أو التي تدار برأسمال سعودي بتسجيلها ومن ثم بثها ليستفيد منها من لم يتمكن من حضورها ومتابعة فعالياتها، أي أننا نريد أن نقول وبالفم المليان ما هو آت:
أولاً: يجب أن يتم نوع من التنسيق من قبل وزارة الثقافة والجهات التي ترعى تلك الفعاليات لتحديد أوقات انطلاقها مما لا يتعارض أو يتقارب زمنياً مع فعاليات أخرى تقام في ذلك الوقت ليستفيد من فارق التوقيت المتابع والدارس والمواطن على حد سواء.
ثانياً: يجب أن يحدث نوع من التفاهم (التعاوني) بين وزارة الثقافة ووسائل الإعلام المحلية المختلفة على التغطية الإعلامية لتلك الفعاليات وكما يليق بها.
ثالثاً: مناشدة الفضائيات التي يملكها أفراد أو مؤسسات سعودية بتسجيل تلك الأحداث والفعاليات الثقافية الهامة وعرضها حتى ولو من باب سدّ الفراغ وما أكثره في تلك الفضائيات أو على الأقل معاملتها أسوة بشعراء (المهايط) الذين تكرر قصائدهم في اليوم الواحد عشرات المرات وإلى حد (الملغ).