غزة - بلال أبو دقة - رندة أحمد
واصل الجيش الإسرائيلي مساء أمس الاثنين غاراته على شمال قطاع غزة بعد أن انسحب فجر أمس من شمال القطاع موقعا المزيد من الشهداء الفلسطينيين الذين بلغ عددهم 121 قتيلا منذ الأربعاء.
وقالت مصادر طبية (إن محمد أبو حجر استشهد وأصيب أربعة آخرون في تجدد القصف الإسرائيلي على بيت حانون شمال قطاع غزة حيث أطلق عدة صواريخ أرض أرض). وأوضحت المصادر أن الشهيد هو ناشط فلسطيني.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية أن (أربعة نشطاء فلسطينيين آخرين توفوا اليوم (أمس) متأثرين بجروحهما ثلاثة منهم أصيبوا بها يوم الأحد شرق جباليا والرابع أصيب فجر اليوم (أمس) في رفح).
وأفادت المصادر أن (المجاهدين حسن أبو جاسر وغسان عبد ربه من سرايا القدس استشهدا وعارف دغمش من كتائب القسام توفوا متأثرين بجروحهم التي أصيبوا بها شرق جباليا).
كما أكد مسؤول طبي فلسطيني العثور على جثة مسعف فلسطيني أمس كانت داسته الدبابات الإسرائيلية في جباليا. بذلك يرتفع إلى 121 عدد الشهداء الفلسطينيين منذ الأربعاء الماضي في سلسلة غارات شنها الطيران الإسرائيلي وعملية عسكرية هي الأوسع في شمال قطاع غزة، بينهم 22 طفلا و12 امرأة.
وقد سقط أكثر من سبعين من هؤلاء الشهداء في العملية التي شنت في شمال قطاع غزة اعتبارا من السبت. وكان الجيش الإسرائيلي انسحب صباح أمس من شرق جباليا، شمال قطاع غزة، وأفاد شهود عيان أمس أن الجيش الإسرائيلي تراجع إلى المناطق الحدوية شرق جباليا لكنه لا يزال متوغلا في الأراضي الفلسطينية مئات الأمتار كما أن الطيران الحربي يحلق بكثافة في أجواء قطاع غزة.
من جانبها استمرت الفصائل الفلسطينية وخاصة كتائب القسام وسرايا القدس في إطلاق الصواريخ محلية الصنع على بلدات إسرائيلية وخاصة بلدة سديروت.
وشهدت مدينة غزة مسيرة شارك فيها الآلاف من أنصار حركة حماس ألقى خلالها القيادي البارز في الحركة محمود الزهار كلمة أكد فيها أن (برنامجنا المقاومة وهدفنا الدفاع عن الأرض وعدم تضييع الحقوق.. يدنا ممدودة إلى من يريد أن يوجه بندقيته للعدو).
وأضاف الزهار متوجها إلى الجنود الإسرائيليين (اسألوهم كيف كان رجال حماس وسلاح حماس.. أرسلوكم للجحيم)، مضيفا (لن يبقى منا من يتخاذل.. هذه لحظة النصر لنا والهزيمة لأعدائنا).
وتزامنت هذه المسيرة مع مسيرة حاشدة لحركة فتح شارك فيها الآلاف من مناصري الحركة تمركزت في ميدان فلسطين وسط مدينة غزة.
ورفع المشاركون في المسيرة رايات حركة فتح ونددوا بالعملية العسكرية الإسرائيلية على شمال قطاع غزة وطالبوا بإعادة السلاح لأبناء حركة فتح لكي يتمكنوا من التصدي لأي عدوان صهيوني قد يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني.
من جهة ثانية أفادت مصادر طبية وأمنية أن فتى فلسطينيا قتل أمس برصاص مستوطن إسرائيلي في منطقة رام الله في شمال الضفة الغربية أثناء تظاهره ضد العملية الإسرائيلية في قطاع غزة.
وقال شهود فلسطينيون إن محمد صالح شريتح (15 عاما) أصيب برصاصة قاتلة في الرأس حين فتح مستوطن النار على مجموعة من الشبان الفلسطينيين كانوا يرشقون الحجارة قرب مستوطنة تلمون أثناء تظاهرة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أعلن أمس أن الجيش (لا يزال في قلب المعركة) ضد حركة حماس في قطاع غزة بعد انتهاء عملية دامية.
من جانبه أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرة أخرى أمس استعداده للتدخل بهدف التوصل إلى تهدئة إسرائيلية فلسطينية. وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيان (جدد الرئيس محمود عباس اليوم (أمس) استعداده للعمل مرة أخرى من أجل التوصل إلى تهدئة شاملة ومتبادلة مع الجانب الإسرائيلي لتجنيب شعبنا المزيد من الضحايا والمعاناة).من جهته أعلن البيت الأبيض أمس أن الرئيس الأمريكي جورج بوش لم يتخل عن هدفه القاضي بالتوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط قبل نهاية العام 2008م، داعيا إلى وقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية على إسرائيل. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض غوردن جوندرو للصحافيين (لدينا رسالة واضحة: على الفلسطينيين أن يختاروا).
وأضاف (إنه خيار الإرهاب أو خيار الحل السياسي الذي يفضي إلى دولة فلسطينية تعيش إلى جانب إسرائيل بسلام وأمن).
وغادرت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس واشنطن أمس في جولة جديدة على الشرق الأوسط بهدف إحياء مفاوضات السلام التي بدأت في أنابوليس (الولايات المتحدة) نهاية تشرين الثاني - نوفمبر ثم تعثرت جراء أعمال العنف.