الركب يمضي والبدايات تبتعد.. و(حرام) أن نعود إليها إلا بمطايا (الحنين)، فالحنين مطية نمتطيها للرحيل إلى البدايات..

***

تلك (البدايات) التي وضعت رأس القلم على الصفحة وخطت معالم الحرف الذي شكلنا.. تلك (البدايات) التي حجزت المقاعد الأولى في مسرح عرض (التجربة).. وكأنا في كثير من الأحيان لا نراها وفي أحيان أخرى نزيح عنها أنظارنا الساهية التي ربما وقعت عليها (لوهلة)..

***

عجبي من عقوق (البدايات).. (بدايات النجاح).. (بدايات الصواب).. (بدايات الحياة بأكملها).. أنظُنّ عليها (بالحنين) ونتناسى أن النجاح ابن للفشل، والصواب مولود من صلب الزلل؛ فنكون بهكذا عقوق كفتى ألهاه بهاؤه عن الحنين لتجاعيد أبيه..

***

(حنين البدايات) بر بها واعتراف بفضلها.. رحلة لأطلال الكفاح.. وزيارة لمقابر شهداء (التجربة).. (حنين البدايات) هدية مغلفة بالإنجاز نهديها لخطواتنا المتعثرة.. وقبلة نطبعها على جبين الفشل الذي أشار لنا ببنانه إلى دروب النجاح.. وهمسة تحدث بأن الفشل إذا كان بداية النجاح فمن العار أن يكون النجاح بداية الفشل.

***

(الحنين) أقل ما نتذكر به (بداياتنا) لتصفق لنجاحاتنا.. وتشد من أزرنا، وحنينا لها كحنينا (لنار) لا نلجها لكنا بالتفافنا حولها نخبرها عن دفء لا يحرق (الجلود).

***

البدايات لها (حق) في الحنين وإن أخجلتنا فالورد ينبت من تراب..