سبق أن ذكرت في هذه الزاوية عدة مرات أهمية كتب التراجم والسير الذاتية أو من إعداد الآخرين عن الأعلام. وفي تقديري أن كتاباً متخصصاً في سيرة أحد الأعلام الوطنيين يمثل صفحة مهمة لكل مَن أراد أن يقرأ تاريخنا المحلي، فعلى سبيل المثال:
لا نستطيع أن نفرق بين كتاب يتحدث عن تاريخ المملكة العربية السعودية أو كتاب يتحدث عن الملك عبدالعزيز؛ فكلاهما تاريخ وطني، لكن يختلف أسلوب الطرح والزاوية التي تطرح فيها معلومات الكتاب.
المتأمل في الكتب والببلوجرافيا التي وثقت ما رصد في تراجم رجال هذا الوطن يجد أن بيننا وبين الآخرين بوناً شاسعاً، ونحتاج إلى سنوات بل عقود حتى نلحق بالركب العراقي أو المصري في هذا المجال. وذكرت هذين المثالين لأنهما برزا في الكتابة في مجال التراجم والسير الذاتية بصورة لافتة.
وثق الباحث العراقي الراحل كوركيس عواد شيئاً مما كتبه العراقيون في سيرهم وتراجم أعلامهم، فكانت النتيجة رائعة ومشرفة؛ فالكثير كتبوا سيرهم ومذكراتهم خدمة للأجيال اللاحقة، السياسي والعسكري والطبيب والصحفي كلهم كتبوا.
هذا موضوع مهم، وليست الكتابة عن شخصية فاعلية في المشهد الوطني من باب التطبيل أو التلميع، بل هي من باب التوثيق الذي لا بد منه، وبالذات في مثل هذه الفترة التي يحتاج الجيل الصاعد فيها إلى معرفة القدوة المحلية في شتى تخصصات الحياة ومناحيها.
فاكس / 2092858
Tyty88@gawab.com