الدمام - سامي اليوسف

عشرون ألف ريال لكل لاعب اتحادي هي ثمن الفوز على الاتفاق والتربع على صدارة فرق الدوري الممتاز، وكزيادة في الدلال فقد عادت بعثة الفريق الاتحادي الأول لكرة القدم فجر أمس إلى جدة قادمة من الدمام على متن طائرة خاصة تكفَّل بها الرئيس الاتحادي السابق وعضو الشرف الحالي منصور البلوي الذي كان حاضراً المباراة في منصة ملعب الأمير محمد بن فهد.

البلوي من جهته بارك للجماهير الاتحادية الفوز الثمين على الاتفاق، ومواصلة الصدارة في الدوري الممتاز بفارق (7) نقاط عن الهلال أقرب منافسيه، وذهب إلى أبعد من ذلك حينما وصف المباريات الثلاث المقبلة للاتحاد بجدة بأنها مباريات كؤوس لا تحتمل التفريط.

اتفاق وليزر

وقبل الخوض في تفاصيل ردود الفعل الاتحادية والاتفاقية على نتيجة المباراة، يجدر بنا الإشارة إلى توصل إدارتي الناديين إلى صيغة اتفاق أو حل مرض للطرفين فيما يتعلق بشأن إعارة اللاعب الاتفاقي عبد الرحمن القحطاني لصفوف الفريق الاتحادي واللعب معه حتى نهاية الدور الأول من بطولة دوري أبطال آسيا.

ونلمس ذلك من خلال تصاريح مسؤولي الناديين التي طغت عليها العبارات الودية المتبادلة وغابت عنها الحدة السابقة بخاصة من الجانب الاتفاقي.

من جهة أخرى رصدت كاميرات مخرج المباراة على قنوات art عقب إطلاق الحكم الدولي خليل جلال لصافرة النهاية توجيه أحد الجماهير في الدرجة الثانية لأشعة الليزر جهة المرمى الاتفاقي في الشوط الثاني، في مسلسل بات يتكرر في ملاعبنا في المدن السعودية المختلفة بعد أن بدأها أحد مشجعي نادي النصر ضد عميد لاعبي العالم الحارس الهلالي محمد الدعيع.

عتاب ثم فرحة

كشف المدرب الاتحادي سواريس أنه عاتب لاعبيه في غرفة الملابس بين شوطي المباراة بسبب بطء تحركاتهم وعدم ظهور الفريق بمستواه المطلوب.

وقال (لقد لعبت في بداية المباراة بثلاثة مهاجمين، اثنين على الأطراف (القحطاني وكيتا)، وواحد في العمق (ماجنو ألفيس)، لكني غيرت الطريقة في الشوط الثاني إلى 4-4-2 بعد أن ضم القحطاني إلى الوسط وتحسن الأداء خصوصاً مع تحركات نور وكيتا بفعالية أكثر، ثم لعبت بمحورين بعد أن أشركت علي الفلاتي في الوسط، أنا راض عن أداء اللاعبين ما عدا في آخر الدقائق عندما أتاحوا الفرصة للاتفاق أن يسجّل هدفه من كرة عرضية).

من جهته توجه المهندس جمال أبو عمارة بالشكر الجزيل للجماهير الاتحادية بالمنطقة الشرقية على مؤازرتها للفريق واللاعبين في التدريبات ومباراتي القادسية ثم الاتفاق وأهداها الفوز الثمين على الاتفاق، وأكد أن المرحلة المقبلة تتطلب جهداً وتركيزاً أكبر لتأكيد الحصول على بطولة الدوري والاستعداد للبطولة الآسيوية.

بينما قال المدافع الصلب رضا تكر أن مواجهة الاتفاق كانت صعبة بالنسبة لهم ومهمة، وأشار إلى أن الضغط القوي لفريقه في الشوط الثاني أثمر عن هدفين جاء بالفوز والنقاط الثلاث.

وكذلك شاطره زميله المدافع عدنان فلاتة بصعوبة مواجهة الاتفاق، لكنه قال (لقد استفدنا كثيراً من معسكر المنطقة الشرقية بالتعود على أجواء المنطقة الباردة وسهل لنا ذلك الفوز).

في حين ذكر المدافع المتألق حمد المنتشري أن تعثر منافسهم على الصدارة فريق الهلال بالتعادل السلبي مع القادسية جاء مفيداً بالنسبة لهم وفي توقيته المناسب بخاصة عقب الفوز الثمين على الاتفاق، حيث توسع الفارق النقطي مع الهلال إلى (7) نقاط.

وأضاف المنتشري (كنت أتمنى أن يتعثر الهلال والحمد لله فزنا على الاتفاق وتحققت أمنيتي بتعادل الهلال مع القادسية، ضغطنا على الاتفاق في ملعبه وسجلنا هدفين، أوعد جماهير الاتحاد بأن نلعب المباريات الثلاث القادمة مثل مباريات النهائيات لازم نفوز فيها لنقدم بطولة الدوري هدية لجمهورنا العزيز، لكن لا بد من أن يساندونا في هذه المباريات، ونعوض خروجنا من بطولة كأس ولي العهد ببطولة الدوري).

واقعية اتفاقية

في المقابل فإن المعسكر الاتفاقي لم يغضب بمرارة أو حسرة من الخسارة، على العكس تولّدت مشاعر من التقدير والاحترام لمجهود اللاعبين طوال الشوطين واعتراف بأحقية الاتحاد بالفوز على خلفية عدم أهمية المباراة الكبيرة للاتفاق من جهة، والنقص الذي اعترى صفوف الفريق من جهة أخرى في ظل غياب الثلاثي الأساسي: مشعل السعيد، جمعان الجمعان (غاب لوفاة ابن خاله) والبرنس تاغو (غاب لوفاة مربيته في غانا).

فقد أشار عبد العزيز الدوسري رئيس نادي الاتفاق إلى أن لاعبي فريقه لعبوا بروح قتالية وقدموا كل ما بوسعهم على مدار الشوطين على الرغم من النقص، مؤكداً في الوقت ذاته أن الخسارة لن تلقي بظلالها على تحضيرات فريقه لمواجهتي الأهلي في نصف نهائي كأس ولي العهد.

فيما اعترف اللاعب علي الشهري كابتن الاتفاق بأن الاتحاد استحق الفوز نظير المستوى الكبير الذي قدّمه، وأضاف (بصراحة لم نقدّم المستوى المطلوب، الهزيمة لن تؤثّر على عزيمتنا وإصرارنا بالفوز على الأهلي والوصول إلى نهائي كأس ولي العهد).

كما قال لاعب المحور الاتفاقي فيصل الدوسري إن فريقه قدّم مستوى جيداً بدليل تبادل الهجمات في الشوط الأول ومحاولة العودة إلى المباراة بتسجيل الهدف الأول، وأضاف (فقدنا التوازن في الشوط الثاني فسجّل الاتحاد هدفه الأول وخطف الثاني من هجمة مرتدة، لقد سنحت لنا عدة فرص لم نسجل منها، يظل الاتفاق فريقاً كبيراً وسوف نثبت ذلك في نصف نهائي كأس ولي العهد).

تحكيم ناجح

أخيراً لا بد لنا أن نشيد بأداء ومستوى وتركيز الحكم الدولي خليل جلال الذي أدار المباراة بنجاح متوقع استناداً إلى خبرته العريضة ولياقته العالية وتعامله كما ينبغي مع اللاعبين وردود أفعالهم على مدار الشوطين.

كان حازماً، متابعاً، دقيقاً، وعادلاً حتى في إنذاراته، وحضر مساعده الثاني عبد العزيز الهويمل بمستوى وتركيز جيدين، إلا أن المساعد الأول إبراهيم النعمي كان الأقل عطاءً ويبدو أنه ما زال يعاني من عدم التركيز والدقة في ضبط حالات التسلّل كما حدث في الشوط الأول للحالة التي رفع عليها رايته في الدقيقة (38) بوجود تسلّل (وهمي) على صلاح الدين عقال وسط استغراب ودهشة الحضور والمتابعين!

فواصل

* استحق نجومية اللقاء الثنائي تشيكو البرازيلي من الاتحاد، وماجد العمري من الاتفاق.

* أخطر لاعبي الاتحاد على الدوام الثنائي محمد نور والحسن كيتا.

* حضور جماهيري أكثر من جيد مال في كفته للاتحاد.

* هنأ البرتغالي المدرب توني أوليفيرا نظيره سواريس مدرب الاتحاد بالفوز عقب إطلاق الحكم صافرة النهاية مباشرة.