جدة - نهاد محمد الهواري
يرعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة خلال الفترة من 16 إلى 18 ربيع الأول القادم 1429هـ الموافق 23 إلى 25 مارس 2008م فعاليات المنتدى السعودي الدولي الأول للموانئ والنقل البحري في فندق هيلتون بجدة. ويهدف الملتقى، الذي يرعاه ميناء جدة الإسلامي ويحضره أكثر من 500 خبير ومهتم بالموانئ وصناعة النقل البحري من كافة دول العالم، إلى مناقشة قضايا الموانئ والنقل البحري والتحديات التي تواجه هذا القطاع ووضع الحلول والمقترحات العملية لها وآليات تنفيذها، إلى جانب بحث مجالات الاستثمار المتعددة في الموانئ وصناعة النقل البحري.
وقال المدير العام لميناء جدة الإسلامي ساهر طحلاوي إن ميناء جدة الإسلامي حقق خلال العام الماضي 2007م نمواً مميزاً في مجال مناولة الحاويات؛ حيث استطاع مناولة أكثر من ثلاثة ملايين ومائة ألف حاوية قياسية بنسبة زيادة بلغت (7.4%)، منها أكثر من مليون ونصف المليون حاوية مسافنة بزيادة بلغت (1.13%) عن عام 2006م. وأضاف أن كميات البضائع التي تناولها الميناء عام 2007م مقارنة لعام 2006م أكثر من اثنين وأربعين مليوناً ومائة ألف طن بنسبة زيادة بلغت (4.56%)، إضافة إلى ذلك زادت كمية المواشي الحية التي وصلت إلى الميناء بنسبة فاقت (22%) وبأعداد تجاوزت أربعة ملايين ومائتي ألف رأس من الماشية، إلى جانب تحقيق زيادة في مناولة السيارات بلغت نسبتها (13.5%)، بما يزيد على أربعمائة وتسعين ألف سيارة.
وأضاف أن ميناء جدة الإسلامي تعامل في نفس العام مع أكثر من ستمائة ألف راكب و4850 سفينة تجارية، تشمل أحدث وأكبر أنواع السفن الناقلة للحاويات والسيارات والحبوب السائبة وزيوت الطعام دون وقوع أية حوادث تذكر ولله الحمد سواء في الأرواح أو الممتلكات.
وأكد طحلاوي أن إنجازات الميناء لم تتوقف على عمليات المناولة فحسب بل امتدت إلى تحديث البنى التحتية وإجراءات عمليات الصيانة للتجهيزات بشتى أنواعها عبر مشاريع تم تنفيذ بعضها وجارٍ تنفيذ البعض الآخر، بلغ إجمالي تكلفتها أكثر من مائتين وثمانية وخمسين مليون ريال، شملت رصفاً للطرق والساحات داخل الميناء وتوفير كاميرات أمنية للمراقبة وتركيب وحدات للتكييف وتطوير بوابات الميناء ومشاريع أخرى متنوعة.
وأشار إلى أن الميناء مقبل في الفترة القادمة على التوسع في مرافقه لزيادة طاقته الاستيعابية لمناولة الحاويات، وذلك بعدما تم توقيع عقد لإنشاء محطة ثالثة للحاويات في الجزء الشمالي الغربي من الميناء بتكلفة تجاوزت ملياراً وستمائة مليون ريال، وبطاقة مناولة تصل إلى 1.5 مليون حاوية قياسية، حيث تسهم في رفع طاقة الميناء في هذا المجال بنسبة 45%، وتتولى شركة بوابة البحر الأحمر المستثمر من القطاع الخاص بناء هذه المحطة التي ستسهم في ترسيخ مكانة ميناء جدة الإسلامي كميناء محوري رئيسي في مجال مناولة الحاويات ومسافنتها عالمياً.
وأضح المدير العام لميناء جدة الإسلامي أن كافة الأرصفة ومحطات ومرافق الميناء تدار وتصان من قِبل مستثمرين من القطاع الخاص عبر عقود الإسناد التجاري، حيث تم ضخ ما يزيد على أربعة مليارات من الريالات، أي ما يزيد على مليار دولار؛ لشراء معدات المناولة وبناء الساحات وصيانة الأرصفة دون تحميل الميناء أية نفقات في مجال التشغيل والصيانة.
من جهته عبَّر رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة صالح بن علي التركي عن سعادته بتشريف سمو أمير منطقة مكة المكرمة وافتتاحه لأعمال المنتدى وقال: إن المنتدى الأول للموانئ والنقل البحري الذي تنظمه لجنة النقل والخدمات البحرية بالغرفة ومجموعة الفارس Knight Group يهدف إلى إطلاق منبر سنوي متخصص لبحث ومناقشة قضايا الموانئ والنقل البحري في المملكة وتسليط الضوء على التحديات التي تواجه القطاع البحري من كافة جوانبه واقتراح الحلول العملية لها وآليات تنفيذها إلى جانب بحث وتحديد مجالات الاستثمار المتعددة في الموانئ السعودية والفرص المستقبلية.
وبيَّن التركي أن المنتدى يشارك فيه أكثر من 500 من الخبراء والمتخصصين في الموانئ والنقل البحري من داخل المملكة ومن خارجها ويتوقع حضور الهيئات الرسمية المعنية في المملكة وسلطات الموانئ في الدول العربية والخليجية ودول حوض البحر المتوسط وأوروبا وشرق آسيا إضافة إلى حضور ومشاركة خبراء دوليين ومتخصصين في القطاع البحري ونخبة من رجال الأعمال والمستثمرين في صناعة الموانئ والملاحة والشحن والنقل البحري والمقاولات البحرية والخدمات اللوجستية والتأمين والمصارف.
ولفت التركي إلى أن المنتدى يشتمل على إقامة أول معرض دولي عن الموانئ البحرية يشارك فيه شركات النقل البحري والخدمات اللوجستية وتقنية ونظم الملاحة والإدارة وشركات تجهيز معدات الموانئ وأنظمة السلامة والأمن وشركات الحلول البيئية والتأمين البحري والمصارف والمجموعات الاستثمارية.
وأكد رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة على أهمية المنتدى.. مشيراً إلى أن اللجنة المنظمة وضعت أربعة محاور أساسية يشتمل كل محور منها على ثلاث أوراق عمل من أبرز موضوعاتها: (صناعة النقل البحري العالمية).. و(منظمة التجارة العالمية والشركات الملاحية) و(أثر صناعة النقل البحري على البيئة البحرية).
وأوضح أن المحور الثاني عن عالم السفن يتضمن موضوعات من أهمها: سفن الحاويات العملاقة والموانئ السعودية وناقلات النفط والبتروكيماويات في أكبر دولة مصدرة للنفط فضلاً عن سفن الركاب وتجهيزاتها ومرافق استقبالها في المرافئ السعودية.
وقال التركي إن المحور الثالث يشتمل على موضوع صناعة الموانئ في الحاضر والمستقبل، وسيطرح خلالها إنجازات المؤسسة العامة للموانئ وخطط التوسع القادمة وفرص الاستثمار والتحول الإستراتيجي إلى موانئ محورية، إلى جانب دور الجمارك والإجراءات الجديدة مع انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية وتجربة الموانئ العالمية والرؤية المستقبلية لصناعة الموانئ بينما يتطرق المحور الرابع إلى الاستثمار والتمويل والخيارات المتاحة ويتطرق إلى الاستثمار في صناعة الموانئ في المملكة مع تسليط الضوء على مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ إلى جانب اقتصاديات النقل البحري وتبادل الحاويات والبنوك ودعم القطاع الملاحي.
من جهته أكد رئيس اللجنة المنظمة المهندس طارق عبد الرحمن المرزوقي على أن اللجنة اتخذت كافة الترتيبات لعقد المنتدى منوهاً بالدعم والرعاية اللذين يوليهما سمو أمير منطقة مكة المكرمة من أجل إقامة المنتديات التي تسهم في تبادل الخبرات من أجل الارتقاء بالخدمات وفق منهجية وآلية عمل تجسد ما حققته المملكة في قطاع الموانئ البحرية والنقل.
ولفت إلى أن المملكة تتبوأ اليوم المركز الأول بين الدول المصدرة للنفط في العالم وتمتلك أكبر اقتصاد متعدد القنوات في الشرق الأوسط مع صادرات صناعة تعتمد على الأسواق العالمية مبيناً أن المملكة من هذا المركز المهم كان لا بد أن تنشئ موانئ تشكّل الشرايين الحيوية للنمو الاقتصادي ورافداً أساسياً من روافد التنمية.
وأشار إلى أن عدد الموانئ السعودية ثمانية موانئ هي ميناء جدة الإسلامي، وميناء الملك عبدالعزيز بالدمام، وميناء الملك فهد الصناعي بينبع، وميناء الملك فهد الصناعي بالجبيل، وميناء الجبيل التجاري، وميناء ينبع التجاري، وميناء جيزان، وميناء ضباء.
وأكد المرزوقي أن الانفتاح التجاري على المستوى العالمي والاستثمارات الكبيرة في الموانئ وبالذات المجاورة منها والتحولات الكبيرة في الاقتصاد السعودي من اقتصاد مستورد ومستهلك إلى اقتصاد منتج ومصدّر دعت إلى عقد هذا المنتدى في المملكة من أجل وضع برامج عمل جديدة لتعزيز المركز الريادي للموانئ السعودية وتوفير فرص العمل الجديدة للكوادر الوطنية السعودية ورفع كفاءة التشغيل والأداء.