مكتب الجزيرة - القدس - بلال أبو دقة
برغم كشف مصادر إسرائيلية عن تحريض أميركي لدفع الجيش الإسرائيلي، لاجتياح قطاع غزة وإسقاط حكم حركة (حماس)، لقطع الطريق على الضغوط الدولية الرامية إلى فك الحصار المفروض على القطاع التي كان آخرها دعوة البرلمان الأوروبي إسرائيل إلى إنهاء الحصار الفاشل عنه؛ إلا أن مساندي دولة الاحتلال الإسرائيلي في أمريكا انقسموا تجاه مستقبل السياسة الإسرائيلية في غزة.
فقد رأى فريقٌ منهم أن سياسة الحصار فشلت وأن الوقت حان لكي تسعى إسرائيل للتفاهم مع حركة حماس مباشرةً أو عن طريق أطراف ثالثة.. أما الفريق الثاني فلم يجد أمامه حلا سوى المطالبة بإعطاء غزة لمصر مقابل ما تحصل عليه مصر من مساعدات سنوية من أميركا.. ويعبر الفريق الأول بوضوح عن موقفه بالقول: ما فائدة المفاوضات دون أن يتم إكمالها، كما شكك في فائدة جدار الفصل العنصري والحدود في حالة العجز عن حراستها، وعن فائدة مهاجمة الخصم إذا كانت المهاجمة لا تؤدي سوى إلى دفع الخصم إلى الرد.. بحسب مجلة (فوروارد) اليهودية - الأميركية التي قالت أيضا: (إن حصار غزة، مثل العديد من الجهود السابقة له، فشل)، وتساءلت المجلة حول ما إذا كانت إسرائيل ملزمة بتكرار الجهود الدموية التي أنهكتها وشوهت صورتها في الماضي.
وقد كشفت صحيفة هآرتس العبرية, عن أن هناك رغبة أميركية في ان تقوم إسرائيل بعملية عسكرية في قطاع غزة, مشيرة إلى أن واشنطن ستنسق مع تل أبيب العملية عسكرياً، تفاديا للفشل الذي منيت به إسرائيل في حرب لبنان الأخيرة.
وأكدت (هآرتس) العبرية أن مدى الحملة العسكرية الواسعة على قطاع غزة منوط بالتسوية السياسية والأمنية التي ستتحقق في ختامها والمتمثلة في نقل المسؤولية عن المنطقة التي يخرج منها الجيش الإسرائيلي بعد إنهاء حملته.
وأشارت الصحيفة العبرية في افتتاحية عددها الصادر يوم الجمعة المنصرم إلى أن الأمم المتحدة وحلف الناتو لن يبعثا بوحدات إلى غزة أو إلى محور (فيلادلفيا), مبيّنةً أن دولاً إسلامية غير معادية لإسرائيل كتركيا وماليزيا هم مرشحون جيدون لقوة كهذه.
ومن جانب آخر أفادت أنباء فلسطينية أمس بأن قرية كوبر/ قضاء رام الله مسقط رأس مجد البرغوثي (42 عاما) إمام مسجد القرية وأحد كوادر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) شهدت الليلة قبل الماضية إحراق الإطارات وإغلاق الطرق احتجاجا على وفاته خلال التحقيق معه في رام الله.
ودعا أبناء القرية إلى معاقبة المسؤولين عن الوفاة، واصفين ما حدث ب(الجريمة).
وأعلن اللواء توفيق الطيراوي رئيس المخابرات الفلسطينية أن الوفاة نجمت عن اعتلال في عضلة قلب المعتقل البرغوثي، بينما حملت حركة (حماس) اللواء الطيراوي ومساعديه في أجهزة السلطة الفلسطينية في رام الله المسؤولية الكاملة عن وفاة البرغوثي معتبرة أن الجريمة بدأت بالاعتقال قبل القتل حسب رأيها.
وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة حماس إن البرغوثي لم يكن يعاني من أي مرض سابق، رافضا ما صدر عن جهاز المخابرات بأن سبب وفاته كانت نتيجة مرض القلب. إلى ذلك قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن الجيش الإسرائيلي اعتقل فجر أمس خلال توغل في مخيم عين بيت الماء في نابلس في شمال الضفة الغربية مجدي مبروك (30 عاما) أحد قادتها العسكريين. وكان مجدي الذي ينتمي إلى كتائب أبو علي مصطفى ملاحقا منذ ثلاث سنوات. وأوضحت المصادر ذاتها أن شقيقته نبيلة (20 عاما) جرحت عندما حطم الجنود باب المنزل للدخول.