لا يعرف هم الشاحنات الكبيرة على الطرق السريعة إلاَّ من جربه!
في الطرق الدولية وتحديداً شمال المملكة تشكل الشاحنات خطراً مؤكداً للمسافرين لكثرة تلفيات الطريق من جهة، ولقلة تأهيل سائقي الشاحنات من جهة أخرى،خصوصاً الشاحنات التي تحمل لوحات غير سعودية ....
....وفي السابق كان قائد (التريلة) أنموذجاً في فن القيادة والعناية بسيارته، وأتحدث عن السعوديين الذين كانوا يمثلون مدرسة في القيادة في زمانهم وفي حكاياتهم التي كثيراً ما نسمع عنها، وفي تعاونهم التام مع شركائهم في الطريق عن طريق الإشارات الضوئية التي كانوا يستخدمونها ويتعارفون بها فيما بينهم فكان الوفاق يسير مع الجميع على قارعة الطريق، والآن قائدو التريلات السعودية ولوّا مع ماضيهم الجميل وتركوا الجمل بما حمل لهؤلاء الأصدقاء الجدد الذين بدلاً من أن يشاركونا الطريق شاركونا حياتنا للأسف الشديد.
والأرقام والإحصاءات تشهد بهذا الواقع الأليم والذي ظننا أننا تخلصنا منه. ومن يرى في كلامي هذا مبالغة فليسلك طريق الشمال الدولي بدءاً من حفر الباطن إلى القريات قرب الحدود الأردنية، فهذه الشاحنات - سواء سيارات النقل (التريلات) أو الحافلات أو ناقلات الوقود - مزعجة بمعنى الكلمة ولا يتقيد معظم السائقين بأبسط قواعد المرور والسلامة، وكنت على هذا الطريق قبل أيام وتخيلت أنني أمام شاشة بلاي ستيشن، حيث تتمايل أمامي السيارات الصغيرة - كغصن البان - يمنة ويسرة- ولم أعرف السبب حتى اقتربت من إحدى سيارات النقل والتي يتطاير منها الحصى الصغير فاضطررت للمراوغة ونسيت التفكير في أرواح البشر بعد أن سرقني التفكير في حماية زجاج سيارتي الأمامي!
وخلاصة القول إن هذه الشاحنات دمّرت طرقنا السريعة وملايين الريالات تذهب للصيانة بسببها والحوادث تسجل أرقاماً فلكية بسببها، وهذه الشاحنات تتوسط الطريق ولم تعد تلزم المسار الأيمن كما يريد لها المرور، أليس الأولى بعد كل هذا أن يوضع لها مسار خاص بها؟ أظن أن عدة ملايين لا تقارن من حيث الأهمية بأرواح الملايين الذين أقلقتهم هذه الشاحنات.
mk4004@hotmail.com