دبلن - طلال الحربي
خصَّ صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله الجزيرة بهذا اللقاء خلال زيارته الرسمية لإيرلندا وقد كانت زيارة ناجحة بكل المقاييس حرص سموه رغم برنامجها المزدحم من الصباح وحتى العاشرة ليلاً ورغم برودة الطقس حرص سموه على كل لحظة للاستفادة منها بما يعود إيجابياً على جمعية الهلال الأحمر السعودي. وحرصت الجزيرة على التواجد في كل مواقع الزيارة لتغطيتها لأهميتها. وفي نهاية الزيارة كان هذا اللقاء.
* تأتي زيارة سموكم في وقت تشهد فيه العلاقات السعودية الإيرلندية مرحلة مهمة من التقارب والتطور، كيف يرى سموكم أثر هذه الزيارة في دفع علاقات البلدين الصديقين نحو مزيد من التعاون في مجالات جديدة؟
- تعلمون أن الزيارت المتبادلة بين المسؤولين في البلدين ستعزز وتقوي العلاقات القائمة ولا شك أن زيارتنا لإيرلندا وبدعوة رسمية من معالي وزير النجارة والتوظيف والمؤسسات ستدفع علاقات التعاون بين البلدين للتقدم وخاصة في مجال الإسعاف والطوارئ والبحث عن شراكة مع أكاديميات متخصصة في تنفيذ برامج تأهيل المسعفين الاخصائيين خاصة أن إيرلندا بدأت تطبيق نظام الربط بين فرق الطوارئ مع المستشفيات من خلال شبكة تعد الأولى في العالم فهي من ضمن اهتمامات الجمعية التي تسعى حالياً لتطبيق نظام شامل للاتصالات الطبية الفضائية.
* منذ تولي سموكم الهلال الأحمر وهو يخطو خطوات متسارعة في التطور والتقدم، وما نجاحتكم في موسم الحج وغيره إلا دليلاً على القفزات التي تعيشها الجمعية وتتمتع إيرلندا بخبرة واسعة في المجال الطبي والمجال التقني، هل هناك نية لبرامج تعاون أو إدخال التقنية الحديثة في عمل الهلال الأحمر؟
- نحن من خلال هذه الزيارة قمنا بالاطلاع على التجهيزات التقنية في مجال الإسعاف وطب الطوارئ وطائرات الإسعاف الهليكويتر كما ثمنا بدراسة مستفيضة حول مدى الاستفادة من جميع هذه الإمكانيات وكما ذكرتم فإن إيرلندا أحد الدول المتقدمة في هذا المجال.
* منذ صدر الإسلام وقبل الإسلام والمرأة تضطلع بدور مهم في مجال الإسعاف ومساعدة المصابين سواء في الحروب أو المعارك، والتاريخ يحمل أسماء كثير من المتميزات في هذا المجال، ما هي حصيلة برامج المرأة في جمعية الهلال الأحمر سواء كمتطوعة أو كعاملة ضمن كادر الجهاز الإداري والفني؟
- هناك إدارة فعلاً في جمعيات الهلال الأحمر السعودي للفرع النسائي وهي في مجال التدريب والتطوع والتوعية وتقوم هذه الإدارة بزيارات مستمرة إلى جميع المرافق النسائية كالمدارس والجامعات والمعاهد ولكن لما كانت هذه الإدارة حديثة الولادة فقد يستغرق منا ما يقارب السنة لترى النور في جميع المناطق علماً أنه يوجد أقسام منها في بعض الفروع مثل مكة المكرمة، المدينة، عسير، القصيم الشرقية بالإضافة للرياض، وسوف تعمم هذه الأقسام على باقي الفروع بإذن الله قبل نهاية هذا العام 2008م.
* تتمتع المملكة بمساحات شاسعة ويؤمها عدد كبير من الزوارسنوياً، هل هناك نية لإنشاء مراكز إسعافية متنقلة أو إنشاء مراكز للطوارئ على مداخل المدن لتسهيل مهمة الإجراءات الإسعافية وأعمال الطوارئ؟
- المشكلة ليست في المراكز فقط ولكن بعد المركز عن المستشفى ولذاك يجب تعميم فكرة الإسعاف الطائر في أسرع وقت نظراً لاتساع المملكة وبعد المسافت، أما المراكز المتنقلة فنعم نحن ندرس ذلك للاستفادة منها قي المواسم كالأعياد والإجازات وفي الأماكن التي لا يوجد قربها مراكز إسعافية، أما مراكز الطوارئ فهي من اختصاص وزارة الصحة ولكننا نرحب بهذه الفكرة في حال دعم ميزانية الجمعية بهذا الخصوص وعدم التداخل مع وزارة الصحة.
* ما هي نسبة السعودة في جمعية الهلال الأحمر وما هي خططكم المستقبلية لتطوير الجمعية؟
- السعودة تقريباً 90% أما عن خططنا المستقبلية فهو إنشاء معهد متخصص في طب الطوارئ وذلك بشراكة مع أحدث وأفضل المعاهد العالمية، ويجب أن يستوعب ما لا يقل عن 400 طالب سنوياً حيث إننا في حاجة لهذا التخصص ولأنه لا يوجد كوادر مؤهلة في الوقت الحالي فلا يوجد أمامنا إلا استقطاب المسعفين المؤهلين (البراميديك) لحين إنشاء المعهد وتخريج ما يسد العجز الحاصل أو الابتعاث الفوري بما لا يقل عن 2000 طالب.
* الأعمال التطوعية مهمة في مجال الإسعاف والطوارئ، هل هناك نية لتطوير برامج التطوع وتدريب المواطنين على الأعمال الإسعافية ليكونوا رديفاً وسنداً لأعمال الهلال الأحمر في حالة الطوارئ أو الحوادث الكبيرة لا قدر الله؟
- نحن لدينا إدارة للتطوع في الجمعية ونعمل على استقطاب المتطوعين من الجنسين شباباً وشابات من خلال التوعية بأهمية هذا العمل الإنساني وكي يكون لدينا سنداً مهماً في أعمالنا خاصة في مواسم الحج وغيرها وكل عام يشارك متطوعون من النساء والرجال في الحج والعمرة في شهر رمضان كما أننا ساعون في تطوير برامج التطوع من خلال التدريب وإقامة الندوات والمؤتمرات الخاصة بذلك.
* ما أهم ما سوف تترتب عنه هذه الزيارة من تعاون وهل هناك اتفاقيات أو مذكرات تفاهم سوف توقع أثناء الزيارة؟
- من أهم أهداف هذه الزيارة هو الوقوف عن كثب على التجربة الإيرلندية في الخدمة الطبية الإسعافية وهي: 1- أنظمة الحاسب الآلي خاصة وأن إيرلندا هي موطن أهم مصانع المعالجات للحاسبات الآلية وتطبق حالياً تجربة جديدة خاصة بالإسعاف.
2- نظام الإسعاف الطائر.
3-برامج تأهيل المسعفين. وتم خلال الزيارة الاطلاع على هذه البرامج وسيتم تقييمها ومدى مناسبتها لبيئة العمل بالمملكة ومن ثم صياغة تفاهمات مع الجهات التي سوف توفر المتطلبات التي نصبو إليها.
* كيف تغلبتم أو تتغلبون على مشكلة الوصول للمصاب مع عدم وجود عناوين واضحة للمنازل؟ وهل هناك نية للتعاون مع بعض الجهات التي تستخدم نظام الجي بي اس للعناوين كمؤسسة البريد السعودي مثلاً؟ أو هل لديكم نظام خاص بكم؟
- مما لا شك فيه أن خفض زمن الاستجابة سوف يتأثر كثيراً وسينخفض إذا توصلنا بالجمعية إلى التعرف على عنوان المتصل بصورة تلقائية وهي من أولويات النظام الجديد الذي طورته الجمعية حديثاً مع إحدى الشركات المتخصصة والذي يستغل الوسائط المتطورة والاتصالات الفضائية لتحديد موقع المتصل، وحالياً بدأت تجربة هذا النظام في الرياض بعد أن انتهت الجمعية من إدخال جميع بيانات المواقع والخرائط الخاصة بمدينة الرياض لتطبيق النظام وسوف يساهم ذلك في خفض زمن الاستجابة بما لا يقل عن 30% بإذن الله ومن ثم سوف يتم نشر البرنامج في بقية مناطق المملكة.
* ما هو عدد الحوادث التي تعاملتم معها خلال العام المنصرم وخلال هذه الأشهر؟ وما هو معدل وقت وصولكم لمكان الحادث واستجابتكم لطلب الخدمة؟
- عدد الحالات التي تم التعامل معها يتجاوز 50 ألف حالة ناتجة عن إصابات الحوادث المرورية وزمن الاستجابة الحالي داخل المدن يصل إلى 10 دقائق لنصف حالات الطوارئ ويرتفع زمن الاستجابة عن ذلك لبقية الطلبات الإسعافية. ولخفض الزمن لابد من الانتشار الأفقي ولابد من الاستفادة القصوى من التوزيع المناسب لموارد الجمعية ليتاسب مع مصادر هذه الحالات الطارئة. وتعد التحديات الأكثر أمام فرق الطوارئ للوصول للمواقع هو موضوع العناوين والزحام ومضايقة السيارات لفرق الطوارئ ومزاحمتها ولتحديد زمن الاستجابة قامت الجمعية بدراسة أظهرت أن 10% أقل من 6 دقائق و20% أقل من 8 دقائق و30% أقل من 10 دقائق.
* تعيش المملكة في عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -حفظه الله- نهضة في جميع المجالات أين هو الهلال الأحمر من هذه النهضة والانتعاش الذي تعيشه المملكة في هذا العهد الميمون؟
- جمعية الهلال الأحمر السعودي شأنها شأن بقية الأجهزة الحكومية تحظى بدعم حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -حفظه الله- ولكننا نتطلع إلى مزيد من هذا الدعم كي نحقق طموحات وتطلعات ولاة أمرنا ومواطنينا، فللعلم فإن بند الرواتب تأخذ جزءاً كبيراً من ميزانية الجمعية والباقي منها نعمل جاهدين وقدر الإمكان على تحقيق الأفضل من عمل ومهام جمعيتنا إضافة إلى ذلك فقد استفادت الجمعية من المرونة الكبيرة التي منحها لها خادم الحرمين الشريفين في ميزانيتها للعام 1427- 1428 الأمر الذي انعكس إيجاباً على تطوير شامل للاتصالات في وقت قياسي جداً ولو كان العمل يتم بالأسلوب المتبع لما استطاعت الجمعية إنجازه إلا في سنوات عديدة.
* هل هناك نية لدى سموكم للتوسع في المجال الأكاديمي والتدريبي وإنشاء كلية جامعية أو طرح برامج في الجامعات السعودية لمنح درجات علمية في مجال الإسعاف والطوارئ؟
- تعتبر الجمعية من أهم أهدافها الإستراتيجية الاهتمام بمواردها البشرية وتسعى بخطوات جادة وحثيثة إلى إنشاء خمس أكاديميات متخصصة في طب الطوارئ لتخريج فنيين أكفاء باستطاعتهم تقديم خدمات نفخر بها وتساهم في إنقاذ الأرواح بإذن الله كما تسعى الجمعية إلى استقطاب أكاديميات دولية ذات سمعة عالمية في هذا المجال لتنفيذ برامج تأهيلية تتماشى مع ما هو متعارف عليه دولياً.