تدفقت الروايات السعودية (كأفواه القرب) وبخاصة النسائية خلال العامين الأخيرين، ولا بد أن نفرح بهذا المنجز الأدبي ومن المرأة تحديداً.

ولكن ما جعلنا نتوقف ونؤجل احتفالية الفرح أن أغلب هذه الروايات - مع الأسف - جعلت هدفها الشهرة والانتشار عن طريق أسلوب الجرأة غير المقبولة بل وفي ملامسة المحظور على حساب فنية الرواية وشروطها الأدبية، وليس هذا رأيي فقط بل رأي عدد من قرأ هذه الروايات، بل رأي امرأة وناقدة سعودية هي الأستاذة شمس المؤيد، إذ تقول في محاضرة لها بالدمام عن المرأة وحضورها في الرواية المحلية: (الرواية النسائية على كثرتها الآن فاشلة لأسباب منها ضحالة المعنى وركاكة الأسلوب، هدفها عند بعضهن البحث عن الشهر والمساس بالمحظورات والعوامل الخفية مما جعلها تنغمس في الذاتية).

***

** لقد أعطت كثير من هذه الروايات الأخيرة - مع الأسف - صورة مشوهة للمرأة السعودية إذ أظهرتها إما بمظهر المدللة التي غايتها في الحياة اللذة والمتعة ومن هنا فهي تكابد من أجل ذلك أو أنها متلبسة بالخطأ والرذيلة وسط مجتمع ذكوري ظالم وندرك أن هذا ليس صحيحاً على إطلاقه وإن كان هناك شذوذ فهو يؤكد القاعدة ولا ينفيها، وفي بعض هذه الروايات يرسخ السرد الروائي مفهوم أن كل السعوديات مظلومات مضطهدات مكسورات ونحن نعرف أيضاً أن هذا موجود لكن الأكثرية منهن معززات مبدعات مستقرات في بيوتهن وسعيدات بأعمالهن!

اللافت أن أغلب مؤلِّفات - بكسر اللام - الروايات النسائية خلال السنتين الأخيرتين أسماء جديدة على الساحة الأدبية ولا جرم في ذلك شريطة تقديم أعمال فنية جيدة تتوافر فيها شروط العمل الفني الأدبي وليس هدفها (الشهرة) عن طريق العزف على جسد المرأة واضطهادها!

أين هذه الروايات من روايات روائيات وقاصات من أمثال رجاء عالم، وأميمة الخميس، وفوزية الجار الله، وفاطمة العتيبي، ورقية الشبيب وغيرهن كثير؟.

***

جمعية المستهلك متى نراها؟..!

** نتطلع جميعاً إلى استكمال إجراءات مثول (جمعية حماية المستهلك) على أرض الواقع لتكون إحدى مؤسسات المجتمع المدني التي تسهم في تقديم خدماتها من أجل الإسهام في توفير عيش كريم للمواطنين ولتكون المعادل للغرف التجارية لسان حال التجار والدفاع عن حقوقهم!

إن السوق الآن أحوج ما يكون إلى هذه الجمعية لتكون الناطق باسم المستهلكين فتساعد في دفع الغش والدفاع عن المستهلكين، والحد من ارتفاع الأسعار وغيرها من الأهداف النبيلة التي نص عليها قرار مجلس الوزراء عندما صدرت موافقته عليها.

أذكر أنني وغيري كتبنا قبل عدة سنوات عن الحاجة إلى مثل هذه الجمعية وها هو المقام السامي يوافق عليها وبقي مبادرة الجهات المختصة بالإسراع في تفعيلها، واختيار أو انتخاب أعضائها.. المهم أن نراها حقيقة أمامنا.. والذي نأمله أن يكون أعضاؤها من المشهود لهم بالأمانة والإخلاص والتراحم وأن يكونوا من المستهلكين فقط الذين ليس لهم علاقة بالتجارة فهؤلاء لهم غرفهم التجارية التي (مد النظر)..!، بارك الله لهم فيها، وأن يكونوا - أخيراً - من المعنيين بأهداف هذه الجمعية فضلاً عن سمعتهم وأمانتهم.

***

في إمارة مكة لا مراجعات بعد اليوم!

** خطوة مباركة للتسهيل على المواطنين والمراجعين اتخذتها إمارة منطقة مكة المكرمة وتتمثل بخدمة (الجوال التفاعلي) حيث (تتيح هذه الخدمة للمواطن والمقيم الاستفسار عن أي معاملة تم تقديمها لديوان الإمارة من قبل صاحب الاستدعاء عن طريق رسالة sms قصيرة إلى الهاتف رقم 71111 وما على صاحب الطلب أو الاستدعاء إلا إرسال رقم المعاملة المكون من 11 رقماً ثم يجد الجواب عن هذه المعاملة وما اتخذ عليها من إجراء بل إن إدارة الاستقبال وعلاقات الجمهور ترسل لصاحب المعاملة رسالة قصيرة، إن قام بوضع رقم هاتفه الجوال على المعاملة تفيد بما اتخذ عليها من إجراء بالإضافة إلى أن من يريد أن يعقب على معاملة سابقة عليه أن يرسل رسالة إلى الجوال التفاعلي ويكتب بها بعد ترك مسافة كلمة (تعقيب) يجد الرد عليها مباشرة بعد إرسالها).

***

إنها خطوة موفقة جداً ستخفف من عناء المراجعات الشخصية، وبخاصة لمن تشق عليهم المراجعة الشخصية مثل النساء والمرضى وكبار السن، كما أنها سوف تجعل الموظفين يؤدون أعمالهم وينجزونها بسرعة عندما يقل عدد مراجعيهم.

إن (الجوال) بيد كل إنسان تقريباً، وتوظيف بعض تقنياته ومميزاته للتيسير على الناس خدمة رائعة.

تحية لإمارة مكة المكرمة على هذه المبادرة الرائعة.

آخر الجداول

** من قصيدة (مكة) للأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة وقد كانت - فعلاً - أول نور رآه، والآن هي أغلى منصب ارتقاه: