تتعالى أصواتُ شبابٍ صُدموا بالانفصال الحاد بين ما يقرؤونه وما يرونه، وبين ما يتخيلونه وما يواجهونه في رموز قدّروها فخذلتهم، ومن بعضهم جاء تساؤل عن تفسير أو تبرير.
** لا سر في الأمر؛ غير أن (لمحمد إقبال) أبياتاً شعريّة موحية، معناها: أن في بني (الإنسان) من طلى فكره بأصباغ الثقافة؛ فبدا الوجه الأسود ناصعاً كالثلج، وسحر الناس ببيانه فرأوه راقصاً على أنغام العود بينما هو مُشهرٌ سيفه كسفاك دماء وعدو لدود.
** لعله قال حقاً؛ (فالثقافة) لم تتجاوز - عند هؤلاء - التكوين الخارجي إلى الكينونة الفاعلة والمتفاعلة، وبمثل هذا التشريح نفهم لماذا يغيب السلوك في بعض الممارسات الثقافويّة، وبين ثلة من الثقافويين، وبمثله تسودُ المشهدَ الثقافيَّ ممارساتٌ يتنافى فيها الفعل مع القول، ويغلب الصدى ويُصِمُّ الصوت، وبهذا انصرف الجيل الجديد عن الاهتمام بالثقافة حين تحولت إلى مجموعة من الهواجس والهموم والطقوس الكتابية والقرائية والأشكال الوجاهيّة التي لا ترسم له خطى يراها جديرة بالاحتفاء.
** ميزة برامج مثل (ستار أكاديمي وشاعر المليون) أنها قدمت نماذج حقيقيّة لا تستخدم الأقنعة؛ فبدا العبث والتبذل والتسول والتزلف والتسطيح غير متوارٍ خلف لمعان المصطلح وبهرجة المرايا.
** الثقافةُ ذاتٌ تتجاوزُ مكاسبَ الآن، وسمات ترقى بالإنسان، والمسافة كبيرة بين مَنْ تتمثل ثقافته في سلوكه ومن يكفيه منها لقب ونشب، والناتج هو الفارق بين الخلود والمحو..!
* القناع ساتر مؤقت.
Ibrturkia@hotmail.com