بعضُ الشعراءِ لديه تجديدٌ في أسلوبِه الشعري وطريقة عرضه للقصائد، والكتابة في مختلف البحور الشعرية، واختيار الكلمات المناسبة المتجددة ذات الطابع المؤثر التي تعطي القصيدة مزيداً من الجمال والرونق الشعري الرائع، لذا تجده إذا كتب أجاد وأفاد وأَثَّرَ في العباد، وسلبَ الألباب بكلامه المفيد المُعبِّر، وهذا دون أدنى شك سيكون له من المعجبين الكثيرُ والكثيرُ ممن يعشقونَ الكلمةَ الجميلةَ وحُقَّ له ذلك طالما أنه متجددٌ، ويقدِّم ما يفيد من كل جديد من العذب الفريد، وهذا وأمثاله مطلبُ الشعرِ وأهله الذين يُفرِّقُونَ بين الرديء منه وبين السمين الثمين، وعلى النقيض هناك مِن الشعراء مَنْ هو عكس ذلك، فأسلوبُه لم يتغير وقصائدُه ليست مؤثرة، ولا تملك من مقومات الجمال ما يجعلها تصل لمستوى عالٍ، حتى طريقته في كتابة القصائد وعرضها لا تجديد فيه، فهو دائم التركيز على بحرٍ واحدٍ كما هو حال كثير من الشعراء، والكلمات التي يأتي بها تتكرر كثيراً في قصائده، ورغم هذا تجد له عشاقاً وإن كانوا قلةً، لذا - والكل يؤيدني على ذلك - التجديدُ مطلوبٌ في كل شيء، فهو يجعل الحياة جميلةً، ويُحسس بتغير الإنسان للأحسن، فكلما جدد المرء تغيرت حياته، وأحس بلذة وراحة وطمأنينة، وما يهمني هنا ويهم القراء الكرام وكل محبي الشعر، أن نرى من شعرائنا الأفاضل - وفقهم الله - ما يدخل السرور إلى قلوبنا من كلامٍ تتضح فيه علامة التقدم والرقي في الأسلوب والنظم واختيار المفردات اللغوية الغنية بالمعاني، وكل هذا مفيد ونافع لنا ولأدبنا، كيف لا ونحن دائماً نبحث عن كل راقٍ ورائعٍ ومؤثرٍ ومفيدٍ من الكلام الفريد المفيد من الشعراء، ومرحباً بكل شاعرٍ مجددٍ وبما يقدِّم من قصائد سامية وراقية.
صالح بن عبدالله الزرير التميمي - الرس
Abuabdulh58@hotmail.com