لا تخلو الحياة الزوجية من المواقف اللطيفة والطريفة، وهذه المواقف لا يخطط لها أصحابها من قبل، وإنما تحصل بصورة عفوية. |
وهي من الأمور التي تدخل البهجة والسرور في الحياة الزوجية متى ما تقبلها الزوجان برحابة صدر وسعة بال وهذا هو المفترض والواجب على الزوجين متى أرادا أن تكون حياتهما حياة زوجية سعيدة طيبة. |
ولقد وصل إلى علمي مواقف متعددة يرويها أصحابها مباشرة أو ممن عايشها وكان قريباً منها، ويتناقلها الناس في المجالس والمنتديات العامة وهذه المواقف من المجتمع السعودي وفي بعض الأحيان أسجل مواقف من المجتمع الخليجي أو العربي ولعلي أذكر بعضها للقارئ الكريم: |
ومن الطرائف في الحياة الزوجية: |
ما جاء في كتاب الدكتور زيد الرماني (من بساتين التراث أقمار وأزهار). |
قال محمد بن سلام: ضجر أعرابي من امرأته، فقال: |
رزقت عجوزاً قد مضى من شبابها |
زمام فما فيها لذي اللبس ملبس |
ترى نفسها زيناً وليست بزينةٍ |
إذا رد فيها طرفه المتأنسُ |
لها ركبتا عنزٍ وساقا نعامةٍ |
وكاهل حرباء بدا يتشمس |
وعين كعين الضب في صمِّ تلعةٍ |
ووجهٌ لها مثل الصلابة أملسُ |
عجباً لهذا الأعرابي الذي استشاط غضباً من زوجته فهجاها بمثل هذا الهجاء الجارح، وكان الأجدر بها أن يتذكر بعض محاسنها لينسى بها العيوب، ولعلنا نحيله إلى قول الشاعر المحسن الذي قال: |
وإذا الحبيب أتى بعيبٍ واحدٍ |
|
الرجال والنساء منهم المحسن ومنهم الذي يسيء، وبعض الحسنات تغطي السيئات فالواجب على الرجل والمرأة أن يتذكرا الحسنات إذا رأوا شيئاً من السيئات. |
ومن الطرائف الواردة في كتب التراث: |
قيل: إن المعتمد بن عباد ملك إشبيلية تزوج امرأة يقال لها الرميكية، وعاشا حيناً من الدهر في سرورٍ وغبطة يحسدان عليها، وحدث أن رأت زوجة المعتمد النساء يمشين في الطين، فاشتهت المشي فيه، فأمر المعتمد الخدم أن يصنعوا طيناً في ساحة القصر وصب فيه ماء الورد، وخاضت الرميكية مع جواريها في الطين، وكان يوماً مشهوداً، وبعد فترةٍ من الزمن حصل بين المعتمد وزوجته مخاصمة، فأقسمت أنها لم تر منه خيراً قط. فقال لها: ولا يوم الطين.. فاستحيت واعتذرت منه. |
إن توفير طلبات الزوجة إذا كانت معقولة مطلب من المطالب الضرورية، وعلى الزوجة أن تقدر ما يبذله الزوج من مجهودات طيبة لإرضائها. |
وورد في كتاب رضا ديب أن هند عندما تزوجت الحجاج بن يوسف الثقفي وقفت يوماً عند المرأة تتأمل جمالها وتتفكر في حسنها فأخذت تردد: |
وما هند إلا مهرة عربية |
سليلة أفراس تحللها بغل |
فإن ولدت مهراً فلله درها |
وإن ولدت بغلاً فجاء به بغل |
فسمعها الحجاج فقال غاضباً: |
يا هند لقد كنت فبنت وطلقها. |
وسرعان ما أجابته: لقد كنا فما فرحنا، وبنا فما ندمنا. |
كثير من النساء -هداهن الله- يتحدثن عن أزواجهن في غياب الأزواج بكلام قبيح، ويكون ذلك الحديث أمام مجموعة من النساء فينتقل ما قالت في زوجها للزوج، فيحصل الشقاق والنزاع، وهذا الأمر ما كان ينبغي فعله من المرأة أبداً، وكان الواجب على النساء أن يتحدثن عن أزواجهن بالكلام الحسن الطيب الذي يجعل الزوج راضياً عن زوجته، وكذلك يجب على الزوج أن يتحدث عن زوجته بالكلام الطيب أمام الناس. |
ومن الطرائف: ما روي أن شريح الراوية تزوج زينب بنت حدير، فزارتها أمها بعد سنة فقالت له: |
لو يضم الرجل إلى نحره شره من ورهاء (حمقاء)، وإنما زينب من النساء، فإن رابك منها شيء فالسوط، فضحك شريح ثم قال: |
رأيت رجالاً يضربون نساءهم |
فشلت يميني يوم أضرب زينبا |
وكل محب يمنع الود إلفه |
ويعذره يوماً إذا هو أذنبا |
إن الأولى بأمهات النساء أن يسعين لدوام المحبة والألفة بين بناتها وأزواجهن وذلك بإسداء النصيحة المناسبة للزوجات والأزواج. |
ومن الطرائف الواردة بين الأزواج: أن رجلاً نظر إلى امرأته وهي صاعدة في السلم فقال لها: |
أنت طالق إن نزلت وطالق إن وقفت، فرمت نفسها إلى الأرض، فقال لها: |
فداك أبي وأمي، إن مات مالك احتاج إليك أهل المدينة في أحكامهم. |
إن من الملاحظ أن كثيراً من الرجال يتساهلون بالطلاق فيستخدمونه دائماً في حياتهم اليومية ولا شك أن استخدامه في القسم والحلف فيه مخالفة شرعية ينبغي التنبه لها. |
ومن الطرائف ما جاء في كتاب طرائف ونوادر من عيون التراث العربي: أن ابن عربي سئل عن حاله مع زوجته فأنشد قائلاً: |
إذا رأت أهل بيتي الكيس ممتلئاً |
تبسمت ودنت مني تمازحني |
وإن رأته خلياً من دراهمه |
تجهمت وانثنت عني تقابحني |
ما ذكره الشاعر هو حقيقة غالبية النساء فهن يذكرن الرجال بالخير مادام عندهم المال والقوة، وبعد ذهاب المال وتحول القوة إلى ضعف فإن كثيراً من النساء يتنكرن للرجال ويقلن لم نرَ من رجالنا خيرا. |
وذكر السيوطي في كتاب الأشباه والنظائر قال: إن رجلاً قال شعراً في وصف زوجته التي يرى أنه ابتلي بها: |
هي الغول والشيطان لا غول غيرها |
ومن يصحب الشيطان والغول يكمد |
تعوذ منها الجن حين يرونها |
ويفرق منها كل أفعى وأسود |
عجيب أمر بعض الرجال الذين لا يحفظون الود أيصل بهم الحال إلى ذم نسائهم والتشنيع بهن. |
إن هذا الأمر ليس من شيم الرجال الأفاضل إذ إن الأولى بهم أن يمسكوا بمعروف أو يسرحوا بإحسان. |
|
|