إنني أكثر المعجبين بما تقوم به الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض من جهود تطويرية قفزت بالعاصمة الرياض لتضاهي أكثر مدن العالم تقدماً وتطوراً، فإنجازات الهيئة أدهشت الكثير من الخبراء في العالم، فما يتم تطبيقه هذا لا يتم في الكثير من عواصم العالم المتقدمة.
فهذه الهيئة التي يقودها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لم تعد هيئة لتطوير عاصمة الوطن فقط، بل امتدت نجاحاتها لتشمل كافة مدن المملكة، إنني لا أبالغ فيما أقول وسترون حقيقة ذلك - إن شاء الله - في المستقبل القريب فاستراتيجية السلامة المرورية في مدينة الرياض التي كان من أهدافها تقليل حالات الوفيات والإصابات الناجمة عن حوادث الطرق خلال العشر سنوات القادمة في مدينة الرياض، كانت مبادرة من الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، بالتعاون مع إدارة مرور الرياض ولم تكن لتنجح لولا الكوادر الوطنية المؤهلة التي تولت إعداد أو تنفيذ هذه الاستراتيجية سواء في الهيئة أو في المرور، وكم شعرت بالفخر عندما كان لي شرف الاطلاع على هذه الاستراتيجية منذ انطلاقها، وشاهدت كيف تمت مراحل التنفيذ في تناغم رائع بين الكوادر الوطنية في الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وإدارة مرور الرياض مما جعلني أكثر تفاؤلاً وقناعة بالنجاح الذي لم يتم من خلال خبراء أجانب بل تحقق من خلال كوادر وطنية 100%، سواء في الهيئة أو المرور مما جعل هذه الاستراتيجية هدفاً تسعى لتنفيذه كافة إدارات المرور في المملكة، فقد تم الاطلاع على منهجية ونتائج دراسة تكلفة الحوادث المرورية من الناحية الاقتصادية والاجتماعية على المستوى المحلي والوطني التي قامت بها الهيئة بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور ومرور منطقة الرياض والتي أظهرت نتائجها أن تكلفة الحوادث المرورية على المستوى الوطني تبلغ 13 مليار ريال سنوياً، بينما تبلغ تكلفتها على مستوى مدينة الرياض 1.600 مليون ريال سنوياً وسوف تساهم هذه النتائج إن شاء الله في مساندة الجهات المعنية بالسلامة المرورية على المستوى المحلي والوطني في التعريف بالفوائد المتحققة مقابل التكاليف في مشاريع السلامة المرورية.
لقد أصبحت هذه الاستراتيجية تحظى باهتمام الخبراء في العالم، بعد أن أظهرت نتائج تطبيق الاستراتيجية انخفاضاً في معدل الوفيات والإصابات الخطرة حيث انخفضت أعداد الوفيات جراء الحوادث المرورية من 430 حالة وفاة في عام 1425هـ إلى 353 حالة وفاة في عام 1427هـ، وأصبح ينظر إليها دولياً كنموذج للتطبيقات الناجحة في مجال السلامة المرورية، فمنظمة الصحة العالمية أشادت بها وطلبت عرض نتائجها في الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية، كما أن المنظمة العربية للسلامة المرورية اختارت استراتيجية السلامة المرورية في مدينة الرياض كنموذج للتطبيقات الناجحة في مجال استراتيجيات السلامة المرورية للدول العربية، واختارت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الأسكوا)، هذه الاستراتيجية كنموذج للتطبيقات الناجحة في مجال السلامة المرورية، وطلبت نشر وتعميم التجربة، على باقي الدول الأعضاء في منطقة (الأسكوا) ليس هذا فقط بل إن الهيئة أيضاً تعمل بالتعاون مع إدارات حكومية أخرى، على إنجاز عدد من المشاريع الحضارية، العمرانية، والاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية، ولنا أن نفخر بالهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، ويكفينا فخراً أن سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز، كان يثق بقدرات أبنائه من مختلف الكوادر الوطنية، وكان إصراره أن يتم كل ذلك بسواعد أبناء هذا الوطن، لا من خلال الخبراء الأجانب، فهنيئاً لك يا سمو الأمير بأبنائك المخلصين، وحان لهم أن يفخروا بسلمان، الذي أعطاهم الثقة والتوجيه، والدعم، فأنجزوا ما لم ينجزه الآخرون.