«الجزيرة» - عبدالله القشيري
برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين بدأت جمعية الكشافة العربية السعودية استعداداتها النهاية لإقامة المعرض الكشفي العالمي للسلام والمقام في مدينة الرياض بمركز الملك فهد الثقافي خلال المدة من الفترة 16 إلى 21 صفر في الرياض.
ويأتي إقامة المعرض الأول في المملكة رغبة من الصندوق الكشفي العالمي في أن تكون انطلاقة المعرض من السعودية إلى عدد من العواصم والدول العالمية، لأن السعودية هي الداعمة والراعية لمشروع هدية السلام الكشفي الذي يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله.
المعرض الكشفي العالمي للسلام يهدف القائمون عليه إلى التعريف أولاً بالمملكة العربية السعودية وجهودها في السلام المحلي والعالمي من خلال إبراز ما تقدمه من خدمات شاملة لشباب وخاصة التربية الكشفية..
كما يهدف المعرض لإبراز مكانة المملكة العربية السعودية في مجال السلام والمجال الكشفي كما يهتم المعرض بإبراز التربية الكشفية ودورها في تنمية المجتمع ودور جمعية الكشافة العربية السعودية في نشرها والتعريف بها..
مشروع السلام الكشفي العالمي دليل على جهود المملكة في دعم السلام
الدكتور عبد الله نصيف رئيس اللجنة العليا للرواد، عضو مجلس إدارة جمعية الكشافة العربية السعودية تحدث عن دلالة دعم خادم الحرمين على المستوى المحلي العالمي من جهة، ودلالة الاسم الذي يحمله مشروع السلام الكشفي العالمي من جهة أخرى فقال: إن من المعروف أن جهود المملكة العربية السعودية كونها من دعاة السلام واستناداً إلى الدين الإسلامي الذي تطبق شريعته وتحكم به وتحتكم إليه وهي تدعو إلى السلام والوئام والمحبة وكل المعاني السامية التي جاء بها هذا الدين العظيم والمملكة من هذا المنطلق تقدم الدعم لصندوق التمويل الكشفي العالمي لكي يبدأ برنامج السلام وذلك لتأكيد أن المملكة لها دور أساسي في السلام العالمي ونشر المحبة والسلام بين شعوب العالم.
وعن أهمية الدعم لمثل هذه البرامج العالمية يضيف د.نصيف بقوله: بدون شك فيها فائدة مضاعفة؛ لأن مثل هذه البرامج تفيد شباب الكشافة في كل أنحاء العالم وتجعلهم يستوعبون أهمية السلام في حياة البشر ويدركون أن المملكة العربية السعودية من دعاة السلام وراعية له ولذلك فإن للسلام فيها معاني كبيرة وله فوائد عظيمة إن شاء الله وتوقع الدكتور نصيف للمعرض النجاح الفائق وخصوصاً أن المعرض برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين رجل السلام الأول..
كانت البداية من المملكة تقديراً لرجل السلام خادم الحرمين الشريفين
المشرف العام د. عبد الله بن سليمان الفهد نائب رئيس جمعية الكشافة السعودية تحدث عن المعرض فقال: جاءت فكرة إقامة معرض عالمي للسلام بعد أن التقط مصور ياباني صوراً عديدة عن السلام والمبادئ الإنسانية لكي يتسنى مشاهدته من لم يشاهد هذه الصور..
وكانت الفكرة أن تكون البداية من الرياض تقديراً من الكشافين في العالم لجهود خادم الحرمين الشريفين في رعاية السلم والسلام ولدعمه ورعايته لصندوق السلام..
والأمر الآخر الذي جعل من المملكة بداية الطريق لهذا المعرض هو أن أرض المملكة عقدت بها أول مخيم كشفي للسلام وحقق آنذاك نجاحاً كبيراً..
وعن المعرض أكد الدكتور الفهد أن المعرض سيكون زاخراً بالأنشطة والفعاليات، فهناك ركن خاص بالمصور الياباني وصوره عن السلام كما سيكون هناك ركن يعرض بها الصور الأخرى عن السلام التي التقطت بعدسة مصورين آخرين..
كما سيشمل المعرض ركناً خاصاً بجهود جمعية الكشافة السعودية في موسم الحج وركناً آخر عن مشاركات الجمعية في الفعاليات العالمية...
رعاية خادم الحرمين الشريفين إضافة قوية للمعرض
من جهته رفع الأستاذ عبد الله بن عمر جحلان شكره العميق للوالد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على هذه الرعاية المشكورة للمعرض ورعايته الدائمة لجميع ما يقدمه الكشافة في السعودية وفي أرجاء العالم.. وأضاف: نحن الكشافة نحمد الله على هذه الرعاية للمعرض العالمي الذي يحمل معاني كثيرة للوطن والعالم ككل.
وبيّن الجحلان أن المعرض كان فكره إقامته لنحكي عن مدى اهتمام المملكة وقيادتها بالسلام بكل ما تحمله من معانٍ وأهداف سامية، لذا عندما أرسلنا الفكرة للمقام السامي لأخذ الرأي لم يكن من رجل السلام خادم الحرمين الشريفين إلا المباركة والتفضل على الكشافة في العالم بالرعاية الكريمة منه وهذا ما يلج صدورنا.
وتمنى الحجلان في نهاية حديثة أن يكون المعرض وسيلة اتصال عالمية مناسبة لنشر ثقافة السلام من جهة ومن جهة أخرى إثبات أن الكشاف السعودي المشارك ينتمي إلى أعظم دين وينتسبون إلى أرقى حضارة ويتبنون أسمى مبادئ وذلك بعد أن ينعكس ذلك عبر تعاملهم مع الآخرين وهو بدون شك انعكس في الكثير من المشاركات العالمية والتي أثبت الكشاف السعودي أنه جدير بالاحترام والتقدير...
الحركة الكشفية منذ تأسيسها تقوم على احترام الآخر وإشاعة ثقافة الحوار والتسامح والسلام
أكد الأمين العام المساعد للشؤون الإدارية والمالية وعضو مجلس إدارة جمعية الكشافة العربية السعودية الأستاذ عبد الرحمن بن عبد العزيز الحقباني على أن مفهوم الحركة الكشفية يكرس العمل التطوعي، ويرسخ لمفهوم الاعتماد على الذات، وأن الكشفية حركة مفتوحة للجمعي وذات أهداف سامية، دون تفرقة أو تميز، وآليتها تعتمد على تربية منسوبيها على أداء الواجب نحو الله تعالى، ثم أدائه نحو الآخرين والذات، وقال الحقباني: إن الكشافة السعودية لها دور كبير ولله الحمد في نشر وترسيخ مفاهيم الحركة الكشفية وتشجيعها في المملكة وتنظيمها في جميع أنحائها، والإسهام في تنمية النشء وتوجيه الشباب وإعدادهم خلقياً وتربوياً واجتماعياً ونفسياً وبدنياً وتنمية شعورهم نحو الله جلّ شأنه ثم المليك والوطن.
ويضيف الحقباني أن إطلاق اسم خادم الحرمين الشريفين على مشروع السلام الكشفي العالمي يأتي نظير جهود المملكة في نشر السلام في العالم والدعوة إليه، مؤكداً على الدور الإيجابي الفاعل للمملكة بوصفها رائدة في العمل الكشفي ولإسهاماتها البارزة في نشر التسامح والحوار ودعوتها الصادقة إلى المزيد من التفاهم الإنساني من خلال مبادراتها الواسعة على جميع الأصعدة.
وأوضح مدى تأثير البرنامج على أنحاء العالم وخاصة في الدول الغربية وما يصاحب ذلك من تشكيل للصورة الذهنية الحقيقية حول دور المملكة نحو السلام العالمي واهتمامها بالبرامج العالمية الكشفية التي تحقق النمو المتكامل للشباب.
ذلك التأثير الذي لمسوه من خلال مقولة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله للكشافة في مناسبة عالمية سابقة ووصف إياهم بأنهم رسل السلام، مؤكدين تفاعل الأوساط الكشفية مع هذه المقولة من خلال العديد من البرامج والفعاليات التي تعبر عن مكنونها وتأثيرها على العمل الكشفي.
الدكتور مقرن بن إبراهيم المقرن مفوض تنمية القدرات بالجمعية تحدث عن المشاركين في المعرض فقال: سيكون المصور الياباني المحترف صاحب الصور الفوتوغرافية عن السلام أول المشاركين كما ستعرض الجمعية الكشافة العربية السعودية جناحاً خاصاً عن هدية الملك عبد الله بن عبد العزيز للسلام الكشفي العالمي وجناحاً آخر عن خدم الحجيج بالمملكة وجناحاً عن المشاركات الدولية والعالمية كما سيكون هناك جناح عن تاريخ الكشافة بالمملكة وجهودهم..
بالإضافة لأجنحة لجميع القطاعات الكشفية الأخرى التي تشرف عليها الجمعية مثل وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والرئاسة العامة لرعاية الشباب...الخ
وهناك جناح عن المملكة العربية السعودية وجهودها في السلام في مختلف المجالات ويمثل ذلك وزارة الثقافة والإعلام... وبيّن الدكتور مقرن أن المعرض سيصاحبه برامج عديدة وفقرات شيقة سيؤديها الكشافون السعوديون حيث سيكون هناك أكثر من 300 كشاف يقومون بالخدمة والسعي لنجاح المعرض والمخيم المصاحب..
وعن الفقرات المصاحبة قال المقرن عند وصول الضيوف سيشاهدون في البداية كيف إعداد القهوة العربية ومن ثم عرض لتراث السعودي وكيف استطاع الإنسان المحلي العيش بأدوات محلية والتكيف في هذه الأجواء الصعبة..
كما سيكون هناك عرض عن اقتفاء الأثر وبرنامج للطبخ وغيرها من الفقرات والمناشط الكشفية الشيقة..
لمحة عن مشروع السلام العالمي
هدية برنامج السلام مشروع عالمي يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، واسم المملكة العربية السعودية في برامجها. ويأتي دعم المملكة ضمن جهود جمعية الكشافة العربية السعودية في المشاركة الفعالة مع المنظمات العالمية.
هدف المشروع
الهدف من هدية برنامج السلام هو توجيه كشافي العالم الذين يبلغ عددهم 28 مليون كشاف للعمل في مجتمعاتهم من خلال: التربية السلمية (التعليم المسالم) ومنع التعارض والتنافر بين الجماعات المتداخلة وبناء الجسور بين الثقافات المتعددة في المناطق التي لا يوجد فيها الكفاية من الدعم المالي أو البشري، وذلك للمساهمة الفاعلة في السلام العالمي.
وتأتي فكرة هذا البرنامج عقب كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في عام 2001م، التي وصف فيها كشافة العالم بأنهم (رسل السلام).
ففي عام 2003م وبرعاية من صاحب الجلالة الملك جوستاف كارل السادس عشر ملك السويد تم إنشاء المرحلة الأولى من هذا البرنامج العالمي الذي يشمل الكشافة في المناطق المضطربة من العالم وعلى سبيل المثال: القطاعات المحتلة من فلسطين، البوسنة ....إلخ.
وتتمثل فكرة المشروع في أن الكشافة العالمية (28) مليون كشاف، أكثر من ثلثهم مسلمون تسعى في المرحلة الثانية لتُرِي الناس أنها خلال مجموعة من العبارات الشعبية والتجمعات الكشفية سيكون لها القدرة على الوصول إلى تحقيق أهدافها بعيداً عن الحدود العرقية والثقافية. وأن هذه المرحلة سوف تولّد أيضاً اهتماماً عالمياً عظيماً لأن أكثر من ثلث الكشافة العالمية من المسلمين.
فكرة الهدية
هدية السلام هي الاسم الذي أطلق على المشروع المئوي لاحتفالات الحركة الكشفية العالمية بمناسبة مرور مائة عام على انطلاقها حيث قامت كل جمعية كشفية وطنية بتنفيذ مشروع وطني يجمع بين الكشافين من مختلف المجموعات العمرية لمدة عام واحد على الأقل بحيث يكون هذا المشروع جديراً بالاهتمام المجتمعي وملبياً لاحتياجات الشباب في الجمعيات الكشفية الوطنية. وقد تأخذ هدية السلام عدة أشكال، فقد تكون مبنية على مشروع سبق للجمعية الكشفية تنفيذه وقد تبدأ مشروعاً جديداً.
هدية السلام موضع تحدٍ
مدير الصندوق الكشفي العالمي السيد جون جوقيان قال عن المشروع: هذا المشروع من البرامج التي بدأت في تاريخ الكشافة في العالم. في نوفمبر 2001م قام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز, ولي العهد آنذاك بالتحدُّث مع قادة الكشافة في المنطقة العربية وقادة منظمة الكشافة العالمية Wosm.
لقد أوضح الملك أن العالم عاش أوقاتاً عصيبة وفقد الناس ثقتهم ببعض وكان الغرب متخوِّفاً من الإسلام رغم أنه دين سلام وشعب المملكة العربية السعودية هو شعب محب للسلام وليس كما يراه بعضُ الآخرين.
وقد صرح الملك عبد الله أن الكشافة هم رسل السلام في هذا العالم وحثَّ الكشافة على بذل مزيد من الجهد لإرساء السلام في العالم، ومن هنا فإن المؤتمر العام في سالونيك قد وافق على برنامج جديد - هدايا السلام - كفكرة رئيسية بمناسبة الاحتفال بمرور 100 عام على الكشافة في العالم وقد حثت الكشافة في كل بلد على تطوير برامج لتغيير مجتمعاتهم.
والكشافة على مستوى العالم يرون الآن هدايا السلام كفكرة مهمِّة وحقيقة وموضع تحدٍ بالنسبة لهم.
وملك السويد كان سعيداً جداً أن يسمع عن هذه الهدية ويتطلع إلى بناء علاقات متينة مع الأسرة المالكة في السعودية من خلال هذه المبادرة العظيمة.
ولقد تحدث جلالته (ملك السويد) في عدة مناسبات في العامين الماضيين عن هذا البرنامج، وكان إيجابياً جداً تجاه تطوّر هذا البرنامج والتأثير الذي سيحدثه، وقد تأثَّر ملك السويد حقيقة بالكشافة في المملكة العربية السعودية وفي العالم الإسلامي أجمع، وكان مهتماً جداً بحالة الملايين الذي تأثروا بالكارثة في تسونامي في العام الماضي، وقد سافر بنفسه شخصياً إلى المنطقة ليرى كيف قام الكشافة بالمساعدة في إعادة تأهيل المنطقة.
إنه يرسل تحياته الطيبة إلى كلِّ الكشافة في المملكة العربية السعودية ويشكر الملك عبد الله بن عبد العزيز على عطفه الكريم ويسأله أن يتعرَّف أكثر على عالم الكشافة.
إن الاحتياجات كبيرة في كلِّ أنحاء العالم، وسنحتاج لمثل هذه المساهمة في الأعوام القادمة.