أيا شامخاً (شابحاً) في العراء
لوحدك تُقعي بأعلى الجبال
إذ تتأمل لون الفضاء
وتصغي إلى الريح لما تئز
و(تكمن) ثم (تُشمشم) ما تحمل
الريح
من (حَمَط الضأن) أو (عبس) الإبل
أو قطرة من دماء
وترفع رأسك نحو السماء
وتطلق ذاك العواء
إذا ما سمعت الثغاء
***
بعد ذلك يا (سيد البرّ) تعدو إلى السهل يتقادح من براثنك الصلبة الحجر المعدني، تُغير على قطعانهم حيث يلتفُّ الرعاة البليدون بالفراء السميكة ثم ينامون نوم السلاطين.. تغنم ثم تعود منتصراً وتلوذ بأشجار أعلى الشعاب كفارس بدوٍ يمارس سطوته ويعود بكل إباء.
***
أما الآن أيها الذئب الذي تقعي بصورتك الباهرة والتي أحملها معي حيثما تنقلت من بيت ل بيت
(من الكويت للرياض
ومن الرياض إلى الكويت)
فإنني لن أتخلى عنك حتى لو شحبت صورتك الناصلة بالحائط، أيا أيها الذئب (الحجري) الجميل الذي لا يعرف الأهل سرّ علاقتنا الأزلية الدائمة؛ فلذا أيها السيد الذئب:
(هات أقصى العواء
من الحلقِ حتى تسيل الدماء
وفجّر قهرك حتى تتطاير أشلاؤك
عبر الخلاء
وثق أيها السيد الذئب:
أن لا أحد يرثي الذئب إلاّ أنا
وها قد وفيت بذاك الرثاء)
***
الذئب الوحيد
ذئب وحيد في العراء
يُقعي على الحشائش الخضراء
يرنو إلى دخان النفط
ذئب بلا مأوى
ذئب بلا عواء
ذئب لربما ألقت به رياح الحرب
إلى متاهه الفظيع
ذئب بلا قطيع
ذئب، لربما تبرأت من جنسه الصحراء!!