دار السلام - نيروبي - الوكالات:
زار الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس شمال تنزانيا الدولة التي وجدت الكثير من الإطراء منه، بل الأموال أيضاً، بينما وصلت وزيرة خارجيته إلى كينيا في مسعى أمريكي للتسوية في هذا البلد المضطرب وسبق وصولها تصريحات لبوش تعهد فيها بعدم فرض حل في كينيا لكنه توعّد بفرض عقوبات على الطرف الذي يمكن أن يعرقل جهود التسوية فيها.
وقد وصلت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أمس الاثنين إلى نيروبي لدعم جهود الوساطة من أجل إخراج كينيا من الأزمة الحادة التي تتخبط فيها. والتقت رايس في وقت لاحق الرئيس الكيني مواي كيباكي وزعيم المعارضة رايلا اودينغا.
وهي تعتزم دعوتهما إلى إيجاد حل لتقاسم السلطة من أجل الخروج من الأزمة.
وألقى بوش أمس بثقله خلف اتفاق لتقاسم السلطة يهدف لإنهاء أعمال العنف في كينيا التي أودت بحياة ألف شخص منذ انتخابات متنازع عليها في ديسمبر - كانون الأول.
وفي مؤتمر صحفي مع الرئيس التنزاني جاياكا كيكويتي أكّد بوش على أن الولايات المتحدة تريد مساعدة كوفي عنان أمين عام الأمم المتحدة السابق الذي يقوم بجهود للتسوية في كينيا ولا تريد فرض شروط لإنهاء الأزمة في ذلك البلد.
وقال بوش إنه ورايس بحثا مع كيكويتي (ليس ما يتعين علينا فعله لإملاء ما ينبغي عمله ولكن ما يمكن لأمريكا أن تفعله كي تمضي العملية قدماً). ولكن واشنطن هددت بفرض عقوبات ضد كل من يقف في طريق الوصول لاتفاق تقاسم السلطة.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو أكدت الأحد أن رايس لا تتوقّع (العودة باتفاق نهائي) بعد زيارتها لكينيا.
وكررت الحكومة الكينية من جهتها الأحد رفضها لأي تدخل خارجي في حل الأزمة، في تلميح مبطن إلى زيارة رايس.
وأمس توجه بوش إلى مدينة اروشا شمال تنزانيا، حيث مستشفى لعلاج مصابين بالإيدز ومصنع ينتج ناموسيات تستخدم لمكافحة الملاريا، وتشكل الأمور الصحية في القارة الصحية جانباً مهماً من الجولة التي يقوم بها بوش في خمس دول إفريقية.
وفضلاً عن مستشفى اروشا الذي يتلقى تمويلات أمريكية زار الرئيس الأمريكي مصنعاً ينتج عشرة ملايين ناموسية سنوياً ويصدرها إلى 25 بلداً إفريقيا، وهو مصنع فريد من نوعه في إفريقيا وينتج ناموسيات مشبعة بمادة ينفر منها البعوض وقد أثبتت فعاليتها في مكافحة الملاريا. وما زال مرض الملاريا الذي يتسبب به طفيلي ينقل بواسطة البعوض السبب الأول للوفيات لدى الأطفال ممن تقل أعمارهم عن الخمس السنوات في القارة. وبحسب منظمة الصحة العالمية يفتك المرض كل عام بـ 1.2مليون شخص في العالم معظمهم في إفريقيا.
وبعد تنزانيا سيواصل بوش جولته الإفريقية التي استهلها في بنين السبت، بزيارة رواندا الثلاثاء قبل أن ينتقل إلى غانا ثم ليبيريا.