إسلام أباد - لاهور (باكستان) - الوكالات
أدلى الملايين من الباكستانيين بأصواتهم أمس الاثنين في الانتخابات البرلمانية الحاسمة وسط مخاوف من العنف والتزوير.
وعلى الرغم من عدم ترشح الرئيس مشرف إلا أنه ينظر إلى تلك الانتخابات على أنها استفتاء على نظام حكمه، حيث يقرر الناخبون المسجلون في كشوف الاقتراع والبالغ عددهم 80 مليون شخص مستقبل قائد الجيش السابق والحليف الرئيسي في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على الإرهاب.
وتهدف هذه الانتخابات إلى عودة الحكم المدني في البلاد بعد أكثر من ثمانية أعوام من الحكم العسكري بقيادة مشرف. وشهدت هذه الأعوام أحداثاً مهمة كان من أبرزها اغتيال رئيسة الوزراء السابقة وزعيمة المعارضة بنظير بوتو في السابع والعشرين من كانون أول - ديسمبر الماضي.
وأظهرت استطلاعات الرأي التي جرت قبل الانتخابات أن حزب الشعب الباكستاني (حزب بوتو) هو المرشح الأقوى للفوز بهذه الانتخابات؛ حيث حظي بنحو 50 في المئة، يليه حزب الرابطة الإسلامية (جناح نواز) الذي يقوده رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف بنحو 22 في المئة.
أما حزب الرابطة الاسلامية (جناح القائد) وهو الحزب الحاكم فقد واصل تأكيداته أنه سيفوز بالانتخابات على الرغم من أن استطلاعات الرأي لم تعطه سوى 14 في المئة من أصوات الناخبين.
وذكرت محطة (دون) الإخبارية التليفزيونية أنه بعد فتح مراكز الاقتراع أبوابها في الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي (03:00 بتوقيت جرينيتش) انفجرت قنبلة بالقرب من أحد مراكز الاقتراع في إينايات كيلي بالمناطق القبيلة الباكستانية، حيث يشن المسلحون سلسلة من العمليات الانتحارية. وفي الأجزاء الأخرى من المناطق القبلية يمنع كبار السن النساء من الذهاب للإدلاء بأصواتهن.
وكان العنف المتعلق بالانتخابات بدأ حتى قبل أن تفتح مراكز الاقتراع أبوابها، حيث أعلنت الشرطة الباكستانية أمس أن ستة أشخاص بينهم أحد مرشحي المعارضة قتلوا أمس.
وقال قائد شرطة مدينة لاهور مالك إقبال لوكالة فرانس برس إن مجهولين أطلقوا النار على مرشح لحزب رئيس الوزراء السابق المعارض نواز شريف في لاهور كبرى مدن ولاية البنجاب. وقتل المرشح لمجلس الولاية آصف أشرف مع سكرتيره وحارسه الشخصي وشخص ثالث. وتوفي أحد مؤيدي أشرف متأثراً بجروحه صباح أمس الاثنين في المستشفى. وطالب نواز شريف بتوقيف قتلة مرشحه، بينما أرجأت اللجنة الانتخابية عمليات التصويت في هذه الدائرة.
وقال نائب رئيس الحزب نفسه جواد هاشمي إن موظفاً في حزب شريف الرابطة الإسلامية الباكستانية (جناح نواز) قتل خارج أحد مراكز الاقتراع في سيالكوت شمال لاهور. وفي ولاية السند جنوب البلاد جُرح ستة أشخاص في صدامات بين أنصار حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو ومؤيدي الرابطة الإسلامية (جناح القائد) التي تدعم الرئيس برويز مشرف، وأُحرق عدد من الآليات لكن الحوادث لم تؤثر على عمليات التصويت.
وفي المنطقة القبلية الحدودية مع أفغانستان حيث يتمركز مقاتلون قريبون من تنظيم القاعدة، ألقيت قنبلة على مركز للاقتراع اصطف أمامه حوالي 300 شخص، لكن لم تسفر عن إصابات. وقال نعمت خان أحد الناخبين: (لا نخاف الموت؛ فلا مفر منه؛ لذلك علينا أن نقوم بواجبنا كمواطنين).
وأشارت القنوات الإخبارية التليفزيونية المحلية إلى انخفاض أعداد الناخبين الذين أقبلوا على مراكز الاقتراع في الدقائق الأولى من بدء التصويت.