مقابلة إذاعية ومحاضرة أثارت زوبعة في الشارع البريطاني والدوائر الرسمية وفي وسائل الإعلام العالمية بسبب دعوة الدكتور روان وليامز أسقف كانتربري كبير الأساقفة ورأس الكنيسة الإنجليكية الذي يتبعه الملايين في أنحاء العالم....
.... إلى مراعاة حقوق المسلمين في بريطانيا والاستفادة من أنظمة الشريعة الإسلامية في القوانين والأحوال الشخصية، وكان فحوى كلامه أنه لا بد من الاعتراف بمحمد (صلى الله عليه وسلم) ما دمنا نعترف بأنبياء أقل منه شأناً.
وهذا الأسقف ليس رجل دين فحسب بل زعيم روحي وأديب وشاعر ومثقف واسع الاطلاع يدرك جيداً أن تعاليم المسيحية متضمنة القرآن الكريم والإيمان بنبوة عيسى عليه السلام جزء من إيمان المسلم، وأن شريعة الإسلام أكثر عدالة وإنسانية من القوانين الوضعية التي يعمل بها الغرب.
وهذا الأسقف المثقف المنصف رائد من رواد الحوار الإسلامي المسيحي اليهودي فيما هو متفق عليه لمصلحة الإنسانية، فقد شارك في يناير 2001م في الإسكندرية في اجتماع ضم أطرافاً من الأديان الثلاثة من أجل السلام العالمي والعمل على إيقاف حملات العداء بين الأديان الرئيسية الثلاثة في العالم.
بكلمة حق ودعوة إلى الإنصاف ارتكب هذا الأسقف جريمة نكراء فلم تشفع له مكانته في قلوب الملايين ولم يشفع له منصبه لأنه قال (لا مفر من الاستفادة من عدالة الشريعة الإسلامية)!!.. جعلتني هذه الحملة على هذا الرجل الشجاع أتذكر ما قاله الله سبحانه وتعالى عن هذا النوع من النصارى: {تَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}(83)سورة المائدة.. اللهم أتمم عليه نعمتك واكتبه من الشاهدين.