بحكم معايشتي للمسيرة الرياضية التي تمتد لحوالي (40) عاماً.. مما وفّر لي - بداهة - بعضاً من القدرة على سبر أغوار الكثير مما يجري على الساحة الرياضية بعامة والإعلامية الرياضية بخاصة.. فضلاً عن القدرة على رصد الكثير من الظواهر التي واكبت مراحل هذه المعايشة. |
* ولعل من جملة الظواهر التي توقفت عندها طويلاً خلال العقدين الأخيرين هي: أن الغالبية العظمى من الفرق لدينا، وربما جميعها لا تتجاوز تأثيرات انتصاراتها محيط الطرف المقابل.. إلا الهلال، وقد أشرت إلى شيء من ذلك في مقالة سابقة، وما كنت لأعود لتناول هذا الأمر مرة أخرى لولا ما صاحب لقاء الديربي الأخير من تداعيات تصب في ذات المعنى والاتجاه. |
* ذلك أن التجارب والوقائع قد أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك بأن الهلال عندما ينتصر.. فإن تأثير انتصاره لا يقتصر على الطرف المقابل فحسب، وإنما يمتد ليشمل أكثر من طرف وأكثر من جهة. |
* هذه الظاهرة بدأت في الانتشار مع أولى المراحل التي بدأ الهلال خلالها فرض واقعه القيادي والريادي كفريق يمتلك الكثير من المقومات والكاريزمات البطولية والزعامية. |
* وعندما أخذ هذا العملاق في تعزيز وإثبات قدراته الخاصة على صنع الفوارق وتوسيع المسافات بينه وبين المنافسين. |
* ثارت كوامن الحسد والغيرة في أنفس أنصار الكثير من الأندية المنافسة تجاهه.. وكلما مضى في صنع وإضافة المزيد من الفوارق.. نمت واتسعت حالات الرغبة في التعبير عن مشاعر الحسد والغيرة لدى هؤلاء إلى أن تحولت بمرور الوقت إلى حالات من الغبن والحسرات. |
* وكان من الطبيعي أن تختلف أدوات ووسائل ذلك التعبير من شخص إلى آخر كل حسب ثقافته وطباعه التي جُبل عليها. |
* فهناك من لجأ إلى التشكيك، وهناك من مارس الغش والتجني.. فيما اعتمد النصف الآخر أساليب التركيز على الكذب وتضليل السذج والبسطاء على طريقة سيئ الذكر (جيوبلز) في اعتماده على مبدأ (اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس)؟! |
* ولأن المنطق يفرض نفسه.. لذلك اقتصرت التأثيرات السيئة لكل تلك الممارسات على أصحابها وعلى الذين يتلقفون نتاجهم الفكري المريض.. مما زاد من بؤسهم ومعاناتهم.. بدليل أن عشاق الأزرق كل يوم في ازدياد، في الوقت الذي تزداد فيه الحسرات في وجدان طابور التنابلة ومن سايرهم من العبطاء والدهماء (!!!). |
* ولعل آخر فصول ملحة (تعرية) هؤلاء قد تجسد في عدم قدرتهم على الوقوف موقف المحايد من لقاء الهلال والنصر في إطار دور الستة عشر من مسابقة كأس سمو ولي العهد.. عندما حوّل بعضهم أمانيه إلى تحليلات وقراءات استباقية أفضت إلى التأكيد على تحديد نسب التفوق النصراوي وبالتالي حظوظه المطلقة في تحقيق تلك الأماني.. فكانوا أكثر نصراوية من النصراويين أنفسهم (!!!). |
* غير أن نجوم الزعيم أبوا (كالعادة) أن يتحول الفسيخ إلى شربات على حسابهم رغم كثرة العوائق.. فكان هؤلاء هم أول ضحايا (سيد آسيا) الكثر الذين اعتاد على تعريتهم وفضحهم على رؤوس الأشهاد. |
* أما مسألة الفوز والخسارة كروياً فلن تتجاوز في أعراف العقلاء من الهلاليين وغيرهم إطارها ونواميسها الرياضية الشريفة.. فالأيام دول، والرياضة فروسية بعيداً عن الأحقاد والأهداف البغيضة. |
|
* النصراويون وعلى مدى الأعوام الماضية ما انفكوا يختلقون المبررات الواحد تلو الآخر أمام عجزهم عن مجاراة بقية الفرق.. ولعله من الجدير هنا التذكير بأشهر مبرراتهم الموسمية التي اعتادوا على التواري خلفها بمناسبة وبدون مناسبة.. ألا وهو مبرر التحكيم (؟!!). |
* وعندما احترقت هذه الورقة تماماً.. وبات القاصي والداني يشاهد حجم الهدايا التحكيمية التي أبقت على الفريق ضمن أندية الدرجة الممتازة، واستمرار هطولها للموسم الثاني على شكل جزائيات أخجلت الجهات المختصة وجعلتها في موقف لا تحسد عليه (؟!!). |
* ها هم يتذرعون بعدم وجود إعلام نصراوي على اعتبار أن هذا العنصر هو كلما ينقص الفريق حتى يحقق البطولات حسب زعمهم وكأن الإعلام هو من يحرز الأهداف بدلاً عن الحارثي (؟!). |
* يحدث هذا رغم تواجدهم الممل عبر الشاشات على مدى الـ(24) ساعة.. فضلاً عن العدد الكبير من الأقلام الصفراء المنتشرة في كافة الصحف وبكثافة لا تتوافر لسواهم (؟!). |
* من هنا أعتقد أنه ليس ثمة من سيتفاجأ إذا جاء اليوم الذي يطالبون فيه بمن يلعب نيابة عنهم (؟!!). |
|
* كالعادة تهرب عبدالله الناصر من المسؤولية الملقاة على عاتق لجنة الانضباط تجاه ظاهرة الليرز بحجة عدم معرفة المدرج الذي صدرت منه (عجباً والله)، فهل يعقل أن يقوم أحد مشجعي الهلال بتسليط الليزر في عيني الدعيع بقصد تمكين النصر من التسجيل في المرمى الهلالي (؟!!). |
* وبذات الكيفية والطريقة راوغ في الإجابة عن السؤال المتعلق بواقعة (دعس) لاعب النصر المبارك على ساق أحد لاعبي الهلال خلال مجريات اللقاء الدوري بين الهلال والنصر السابق (!!). |
* بالمناسبة: أنا على يقين بأن الناصر يعلم بأن المشاهد أكثر وعياً من أن تمرر عليه مثل هذه الكلمات المتقاطعة، وأن هذا المشاهد على إدراك كامل بالأسباب الحقيقية التي تقف خلف عجز لجنته (المنضبطة) عن القيام بدورها المفترض تجاه اللون الأصفر تحديداً (؟!!). |
* لم أصدق ما قيل عن الحالة العجيبة التي تنتاب المذيع (عبدالعزيز البكر) كلما انتهت المباراة بفوز الهلال حتى رأيت بأم عيني ما حدث له عقب لقاء الهلال والحزم (اللهم حوالينا ولا علينا)؟!! |
* المذيع البكر وضيوفه في الاستديو التحليلي تعاملوا مع الفريق الاتفاقي كما لو أنه أحد الفرق الزائرة من خارج الحدود.. حيث ظل الحديث واللت والعجن يدور حول جزئية (كيف خسر الاتحاد) هكذا المهنية وإلاّ فلا (!!). |
|
ياما حلا التجوال بأرض الثمامة |
لا صار عقب الفوز ومصافح الغيم |
خل الذي (ثرثر) يجوّد حزامه |
بمواجه (الحمّى) مع واهج الضيم |
الله يا زين القتب والفدامة |
على الذي ما زاده الوقت تعليم |
|