الضعف الجنسي هو أحد أكثر الأمراض شيوعاً في العالم وأقدمها ولقد أظهرت دراسة أجريت بجامعة بوسطن بأمريكا أن أكثر من 40% من الرجال يصابون بالضعف الجنسي في مرحلة ما من حياتهم وتأكدت هذه النتائج في العديد من الدراسات في مختلف أنحاء العالم ومنها المنطقة العربية.
ومما لا شك فيه أن تأثير الضعف الجنسي يمتد ليشمل الزوجة والأسرة بالإضافة إلى تأثيره على الرجل نفسه، ولكن الاهتمام بعلاج الضعف الجنسي ينبع أيضاً لكونه علامة أو مؤشراً مهماً لاضضرابات صحية أكثر خطورة فمثلاً الرجال المصابون بضعف المني نتيجة لضيق الشرايين بالعضو الذكري يكونون أكثر عرضة للإصابة بالذبحة الصدرية أو السكتة الدماغية في خلال الخمس سنوات التي تلي إصابتهم بالضعف الجنسي، وفي كثير من الحالات يكتشف المريض إصابته بالسكري أو ارتفاع ضغط الدم أو خلل الهرمونات أثناء زيارته للطبيب لعلاج الضعف الجنسي.
مما لا شك فيه أن ظهور أدوية الضعف الجنسي التي يتم تناولها عن طريق الفم كان إضافة مهمة جداً للطب حيث سهل علاج الضعف الجنسي وجعله متاحاً لملايين الرجال وشجعهم على طلب العلاج أيا كان درجة الضعف وأيا كانت شدته على عكس ما كان عليه الأمر قبل ذلك، حيث كان العلاج يقتصر على الحقن الموضعي أو الجراحات وهو ما لم يستسيغه أو يتقبله الكثير من المرضى.
صاحب ظهور هذه الأدوية ضجة كبيرة حول أعراضها الجانبية وتأثيرها ولكن مع مرور سنوات عديدة واستخدام ملايين الرجال للأدوية أصبح من المؤكد أن درجة أمان هذه الأدوية كبيرة خاصة عند استخدامها تحت إشراف طبي.
هذا النجاح الكبير لأدوية الصعف الجنسي دفع الأطباء وشركات الأدوية إلى محاولة تطويرها والوصول إلى نتائج أفضل، فأصبح التركيز ليس فقط على تمكين الرجل من القيام بالعلاقة الزوجية بنجاح، ولكن على زيادة فعالية الدواء للوصول إلى أفضل نتائج ممكنة لتحقيق رضاء الزوجين وكذلك على سرعة الحصول على النتيجة لتكون هناك تلقائية وللمحافظة على الرومانسية في العلاقة الزوجية.
والرجال الذين يعانون من الضعف الجنسي تكون لديهم مشكلة كبيرة هي عدم الثقة في قدراتهم والخوف من الفشل مما يعيق تحسنهم ويجعلهم غير قادرين على المحافظة على الانتصاب لفترات كافية، وعندما تكون فعالية الدواء كبيرة ويكون تأثيره قوي فإن ذلك لا يؤدي فقط إلى زيادة الرضا عند الزوجين ويمكن أيضاً إلى زرع الطمأنينة وإعادة الثقة إلى الرجل وهو ما يساهم في عودته إلى طبيعته في وقت أقصر.
وعلى الطرف الآخر فإن الرجال الذين يعانون من مشاكل عضوية مثل السكري وتصلب الشرايين وتليف الأنسجة يحتاجون إلى هذه الجرعة الكبيرة للتغلب على هذه العوامل.
في النهاية يجب أن نتذكر أن الضعف الجنسي مشكلة لها تأثير سلبي على الزوجات، وقد أظهرت الأبحاث أن أكثر ما يضايق المرأة ويؤرقها عند إصابة زوجها بالضعف الجنسي هو ابتعاده النفسي عنها وقلة إظهاره للمشاعر تجاهها اعتقاداً منه بأن هذه اللحظات الحميمية قد تؤدي إلى علاقة زوجية حميمية هو غير مستعد لها، ولذلك فإن تفهم الرجل لاحتياجات الزوجة النفسية والفرق بينها وبين الرجل في المشاعر يساهم كثيراً في تحسن وظيفته وزيادة استفادته من العلاجات المتاحة، ومن الواجب على الطبيب الاهتمام بهذا الجانب وشرحه للرجل لمعرفة كيفية التعاون مع زوجته والاستمرار في أوجه الخير بنجاح.