تحفل بلادنا اليوم بنهضة جبارة في شتى الصعد، وهذا يستدعي منا مزيداً من بذل الجهد لنكون جديرين بالإسهام في مجال الاهتمام بقطاع العلوم والتقنية وطرح آفاق مفاهيم المرحلة القادمة من خلال رعاية العلم وأهله وتكريمهم وإنشاء المؤسسات الراعية للمواهب العلمية للحاق بعجلة التقدم العلمي والركب العالمي المتسارع في شتى ضروب المعرفة وآفاقها، وكم نحن في حاجة إلى نشر الوعي العلمي والثقافة المعرفية والتوجيه الإعلامي بأهمية التقنية والبحث العلمي وتنظيم المعارض العلمية وغير ذلك مما يرفع من مستوى الوعي بالعلوم والتقنية ودورها في تحقيق التقدم العلمي والرقي والنهضة والتطور والحرص على العملية البحثية والتطوير التقني، وأن نشهد في بلادنا بإذن الله المراكز المتقدمة في مجال (البحث العلمي والتطوير التقني).
إن شبابنا يتطلع إلى آفاق المستقبل بكل ثقة وتفاؤل وإيمان، ويحتاج إلى المزيد من البرامج والفعاليات من قبل مراكز البحث العلمي والجامعات من خلال التدريب والتأهيل والمعارض والمحاضرات العلمية في شتى نواحي المعرفة وقضايا العلم وأمور التقنية وتنمية مهارات التفكير والبحث العلمي وتقنيات هذا العصر الذي يطالعنا كل يوم بمخترعات جديدة في مجالات الطاقة والمعلومات المتنوعة والتقنيات والحاسب الآلي وغير ذلك في مجالات التربية والصحة والمياه والكهرباء والزراعة والصناعة، وكل ما يخدم هذه البلاد ورقيها وتطورها، ولا يفوتني أن أشيد بإنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وأن نراها في المستقبل القريب مركزاً للمعرفة ومنارة للإشعاع العلمي وأن نشهد ذلك قريباً، كما نحيي مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وما تبذله من جهود في ميدان العلوم والتقنية طوال مسيرتها، وأن نرى منها المزيد من التواصل مع أجيال المبدعين والمخترعين والمواهب الواعدة من شبابنا، وأن نرى لهم مكانة مميزة على خارطة برامجها ومشاريعها وتلبية طموحاتهم، ونتمنى لها المزيد من التطوير والعطاء والاتساع، وقد استطاعت خلال فترة - أحسبها قصيرة - أن يكون لها حضور على أرض الواقع.
وبعد فإن التقدم الكبير الذي نشهده اليوم في مجال العلوم والتقنية يجعلنا نهتم بذلك ونضاعف الجهود للاهتمام بذلك لتحقيق التطور والتقدم والازدهار ولاسيما وقد أصبحت دنيانا أشبه بقرية كونية في اتصالاتها وانطواء مسافاتها في ظل التقنيات الباهرة.