بداية يسرني أن أعبر عن عظيم شكري وامتناني لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز لهذه المكرمة الملكية الكريمة المتمثلة بتوزيع المساعدات العينية على المتضررين من موجة البرد.
إن هذه المكرمة عطاء عظيم وخير عميم لا يستغرب ممن كان للخير أهلاً وللوفاء أصلاً، وهو حقيقة امتداد للعطاءات الخيرة المباركة التي دأبت عليها قيادة هذا الوطن المعطاء وجعلت احتياجات المواطن وتحقيق مطالبه وتحسين أوضاعه في أولويات اهتمامها خصوصاً أن توقيت المكرمة جاء في وقت ملائم جداً نتيجة للحاجة الماسة التي تتطلبها ظروف المرحلة الحالية وضرورة الصرف لتلبية المستلزمات، وظروف الأيام الباردة وموجة البرد القارس الذي اجتاح المملكة فجاءت دفئاً على أجساد الأيتام والمحتاجين وأتت في وقتها المناسب لتؤكد حقيقة راسخة هي أن القيادة الرشيدة ظلت وما زالت تتابع عن كثب أوضاع الناس وتتلمس تطلعاتهم وتعايش نبض إحساسهم، وتلبي طموحاتهم كونها لامست حاجات الناس، واقتربت من نبض قلوبهم، فهذه المكرمة وغيرها من المواقف الأبية تُعد من العطاءات المتميزة التي تحظى بها البلاد.
فشاهدنا منظر الشاحنات الطويلة تتواصل بتوزيع المساعدات العينية التي وجه خادم الحرمين الشريفين بتقديمها للمتضررين من موجة البرد بمختلف مناطق المملكة.. وقد أفرحت وأسعدت الجميع وأدخلت البهجة على قلوب المحتاجين والكل يثني ويشيد بهذه الخطوة التي جاءت من أجل سعادة المواطن وتلبية حاجته ولا شك في أن هذه المكرمة السامية هي مكان فرحة وتقدير، ودليل حب بين القيادة وشعبها، وهذا ليس بغريب على قيادتنا التي تحرص دائماً على مصالح المواطنين وحاجاتهم، لكن ما أردت الإشارة إليه هو أنه حتى تؤتي ثمارها وتصل إلى أيدي مستحقيها.
كم كنت أتمنى بأن يوجد لدى لجان التوزيع قاعدة بيانات للفقراء والمحتاجين والأيتام والمتضررين في كل منطقة، ليتم التعرف عليهم بسهولة وحصرهم بطريقة علمية وآلية واضحة منظمة تخدم مصلحة هذه الفئة ورفع الحرج عن العُمد والأئمة والمشايخ، فقد لاحظنا وقوف الناس طوابير على أبواب العُمد بطلب التزكيات وكذلك الازدحام الشديد في مكاتب الضمان.
لذلك فقد جاء الوقت إلى أن تعمل الجمعيات الخيرية في المناطق إلى زيادة التنسيق فيما بينها وربط العمل بشبكة حاسب آلي موحد في كل منطقة للمستفيدين من هذه الجمعيات.
ولا بد من إيجاد قواعد بيانات دقيقة لدى مكاتب الضمان الاجتماعي، حتى نضمن وصول المساعدات لمستحقيها.. ويستفيد منها الجميع وتغطي جميع مدن وهجر المنطقة حتى لا ينطفئ وهج الفرحة لدى المحتاجين ولا يبطل المفعول المعنوي للمكرمة الغالية، وخصوصاً أن مواسم الخير كثيرة في بلادنا وتتكرر في السنة مرات عديدة مثل توزيع سلة الغذاء وتوزيع وجبة إفطار الصائم في رمضان وتوزيع كسوة المدرسة وغيرها فلا بد من تنظيم العمل الخيري وتوفر المعلومات الدقيقة، وقد شاهدنا من يترددون على أبواب الجمعيات ويسببون الزحام الشديد في الطوابير يأخذون مرات عديدة ممن ليسوا بحاجة بينما يوجد من المحتاجين الذين يتعففون لا يمكن أن يقفوا في طوابير التوزيع.
فحتى تؤتي ثمارها وتصب في إنائها كان لا بد أن نصل إلى أم الأيتام والأرملة والعجوز التي لا تستطيع الخروج من بيتها أو صاحب الأسرة المتعفف.فدورنا وواجبنا أن نوصل المساعدة إلى بيوتهم ونتمنى من فروع وزارة الشؤون الاجتماعية ملاحقة ضعاف النفوس الذين يقتحمون الصفوف من هؤلاء المتسولين الذين لا يشبعون من السؤال، ولا تسمح لفئة من المنتفعين أن يتاجروا بأقوات المحتاجين ويبيعوها بالأسواق بثمن بخس.. ومن هذا المنطلق نأمل من لجان المساعدات في المناطق التنبه لهذه الظاهرة والعمل على علاجها حتى تؤتي ثمارها - بإذن الله - وختاماً ندعو الله من خالص قلوبنا أن يحفظ بلادنا ويحفظ قادتنا، وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار والرخاء والوفرة إنه سميع قريب مجيب.
fakhrihk@yahoo.com