العلماء في الأمة كالنجم الساطع في الأفق وكالشمس لدينا والعافية في البدن. إن فَقْدَ العلماء ثلمة في الدين ومصيبة حلت بأهل الأرض ونقص في المرجعية العلمية وفقد لربان السفينة. |
لعمرك ما الرزية فقد شاة تموت ولا بعير |
ولكن الرزية فقد شهم يموت بموته خلق كثير |
إن الأمة الإسلامية فقدت هذا الأسبوع عالماً ربانياً ومصلحاً تقياً أثرى المكتبة الإسلامية بعشرات المؤلفات، إنه العالم النحرير الورع الزاهد في دنيانا الفانية العلامة أبو عبد الله بكر بن عبد الله أبو زيد بن محمد بن عبد الله بن بكر بن عثمان بن يحيى بن غيهب من قبيلة بني زيد القضاعية المشهورة كان مولده عام 1365 هـ. |
درس في المدارس النظامية حتى تخرج من كلية الشريعة منتسباً وكان ترتيبه الأول بين زملائه، ثم التحق بالعمل فكان أميناً للمكتبة العامة بالجامعة الإسلامية بطيبة الطيبة، كان حريصا على طلب العلم وملازمة حلق العلماء والمشايخ في كل من المدينة ومكة والرياض، قرأ على العلماء أمثال الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي والشيخ صالح المطلق والشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ سليمان بن عبد الرحمن بن حمدان وغيرهم، ثم عمل في القضاء عدة سنوات في المدينة المنورة وعين مدرساً في المسجد النبوي الشريف ثم أصبح إماماً وخطيباً في المسجد النبوي حوالي ست سنوات، ثم اختير وكيلاً لوزارة العدل حتى عام 1412 هـ وبعد ذلك تم تعيينه عضواً في هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، إضافة إلى عضويته في المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي، إضافة إلى مشاركاته العديدة في اللجان والمؤتمرات الداخلية والخارجية. |
أما مؤلفات الشيخ - رحمه الله - فحدث ولا حرج فلقد زانت المكتبة الإسلامية بمؤلفاته العديدة في شتى العلوم الحديثة والفقهية والعقدية فمن ذلك: كتاب (فقه النوازل) في 3 مجلدات، كتاب (التأصيل لأصول التخريج وقواعد الجرح والتعديل) في 3 مجلدات، كتاب (النظائر).. إضافة إلى الكتيبات الصغيرة التي جمعت في بعض المجلدات مثل (خصائص جزيرة العرب، بدع القراء، تصنيف الناس بين الظن واليقين، رسالة آداب الهاتف، رسالة تسمية الولود)... وغير ذلك مما قدمه للقراء، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً وجعل هذه الكتب من العلم النافع الذي ينفع صاحبه بعد مماته. |
أهكذا البدر تخفي نوره الحفر |
ويفقد العلم لا عين ولا أثر |
خبت مصابيح كنا نستضيء بها |
وطوحت للمغيب الأنجم الزهر |
إن من حق علمائنا علينا أن ننشر علمهم وإنتاجهم العلمي والدعاء لهم ونشر وذكر مآثرهم في المجالس والمدارس.. إن العلماء المصلحين هم الذين يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله أهل العمى وينفون عن العقيدة السلفية تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين. |
إنها دعوة للشباب أن يبادروا الى الالتحاق بدروس وحلق أهل العلم الربانيين واقتناء كتبهم ومطالعتها. |
فهذه وصية العلماء دائماً لطلابهم ولمن لم يستطع الحضور إلى حلقات العلماء في المساجد فعليه الاستماع إلى تلك الشروح العلمية في الأشرطة، نسأل الله أن يغفر لعلمائنا الأحياء منهم والأموات وأن يجزيهم على ما قدموه للإسلام خير الجزاء. |
|