كوتونو - دار السلام - الوكالات
دعا الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس السبت في كوتونو عاصمة بنين إلى نشر قوة (متينة) للأمم المتحدة في دارفور، وإلى تقاسم السلطة في كينيا.
وقال بوش في اليوم الأول من جولته الإفريقية التي بدأها في بنين (بشأن زيارة كوندوليزا رايس إلى كينيا الاثنين): سيطلع قادة البلد مباشرة على رسالة الولايات المتحدة التي ترغب بتوقف أعمال العنف وتقاسم السلطة؛ ما سيساعد البلاد على تجاوز صعوباتها.
ووصل بوش برفقة زوجته لورا إلى بنين الدولة الصغيرة بغرب إفريقيا في المرحلة الأولى من جولته التي سيزور خلالها أيضاً تنزانيا ورواندا وغانا وليبيريا.
وقال بوش للصحفيين بعد وصوله إلى بنين (فيما يتعلق بزيارة كوندي (كوندوليزا رايس) فإن النقطة الأساسية تتمثل في أن يعلم الزعماء منها بشكل مباشر أن الولايات المتحدة ترغب في أن يتوقف العنف، وأن يكون هناك اتفاق باقتسام السلطة الذي سيساعد هذه البلاد على حل خلافاتها. (هذا هو معنى الدبلوماسية).
هذا وستسلط جولة بوش الإفريقية الضوء على المشاريع الأمريكية في قطاعي الصحة والتعليم والمشاريع المؤيدة للديمقراطية في الدول الإفريقية إلى جانب تعزيز الجهود التي تهدف إلى إنهاء الأزمة الكينية التي اندلعت بعد انتخابات الرئاسة. وتم اختيار الدول الخمس (بنين وتنزانيا ورواندا وغانا وليبيريا) بحرص لعرض وجه مختلف عن الصورة التي تنقلها وسائل الإعلام العالمية لقارة تعاني الفقر والصراع، وهذه الدول مستقرة حالياً بشكل نسبي وتنظر واشنطن إلى رؤساء هذه الدول على أنهم جيل جديد من الزعماء باعتمادات ديمقراطية وقادرون على توضيح الإمكانات الإيجابية لإفريقيا.
وقال ستيفن هادلي مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض للصحفيين على متن طائرة الرئاسة قبل وصول بوش إلى بنين (يعتقد الرئيس بوش أن كل هذه الدول وزعماءها في طريقهم لتشكيل نوعية الحكومات التي نود أن نكوّن شراكة معها.. كلهم يحرزون تقدماً).
وفي تنزانيا المحطة الثانية في هذه الجولة نظّم نحو ألفي مسلم مسيرة في مدينة دار السلام عاصمة تنزانيا وأحرقوا العلم الأمريكي؛ احتجاجاً على زيارة بوش. وحاول المتظاهرون الذين كانون يهتفون يوم الجمعة بعبارات من نوع (الشر ليس سياسة خارجية) منع السير من وسط المدينة إلى السفارة الأمريكية في الأطراف الشمالية. وأجبرت قوة صغيرة من الشرطة المتظاهرين على التحوُّل إلى منطقة مفتوحة، ولكنهم مزقوا العلم الأمريكي الذي رفع بمناسبة زيارة بوش للبلاد في وقت لاحق أمس السبت، وقاموا بإحراقه. ولم تتدخل الشرطة، ولم تقع أعمال عنف. وتعتبر تنزانيا واحدة من أكثر دول إفريقيا استقراراً وديمقراطية، ويحظى الرئيس التنزاني جاكايا كيكوتي بتأييد واشنطن. ولكن المسلمين غاضبون من الحرب في العراق وأفغانستان ومن التأييد الأمريكي لغزو إثيوبي للصومال للمساعدة في هزيمة الإسلاميين وما تلا ذلك من تسليم لمسلمين مشتبه بهم ومن القوانين التنزانية المناهضة للإرهاب التي يقولون إنها تتضمن تمييزاً ضدهم.