بروكسل - (أ ف ب)
أعطت دول الاتحاد الأوروبي الضوء الأخضر لإرسال بعثة (يوليكس) تضم عناصر شرطة وقانونيين مكلفة مواكبة استقلال كوسوفو الذي بات وشيكاً، على ما أفاد مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس.
وأعطت العواصم الأوروبية رسمياً موافقتها على نشر نحو الفي شخص غالبيتهم من عناصر الشرطة والقانونيين في كوسوفو في وقت بات فيه إعلان استقلال هذا الإقليم الصربي المفترض إعلانه اليوم الأحد.
ولجأت الدول الأوروبية السبع والعشرون إلى إجراء خاص معروف بإجراء (الصمت): ففي حال لم تعترض أي من هذه الدول على هذه المهمة قبل منتصف ليل الجمعة (23.00 ت. غ.) تنطلق العملية.
لكن لن تنتشر طلائع هذه المهمة وهي أكبر مهمة مدنية يقوم بها الاتحاد الأوروبي قبل أسبوع أو أسبوعين.
وستكون هذه الطلائع مكلفة التحضير لانتشار أفراد المهمة الإلفين، بينهم 1500 شرطي و250 قاضياً ومدعياً عاماً، القادمين من كل الدول الأعضاء باستثناء مالطا لأسباب لوجستية، ومن دول أخرى بينها تركيا والولايات المتحدة.
لكن لا يتوقع أن تنقل بعثة الأمم التي تدير شؤون كوسوفو منذ 1999 صلاحياتها إلى حكومة كوسوفية إلا بعد انتهاء هذه الفترة الانتقالية التي تستمر 120 يوماً - والواردة في خطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتي اهتيساري. وستشرف مهمة يوليكس على حكومة كوسوفو وتقدم لها النصح في مجال الشرطة والقضاء وحماية الأقليات.
وتهدف هذه المهمة الأوروبية بشكل عام إلى توجيه المؤسسات الكوسوفية وتوفير النصح لها في كل المجالات المرتبطة بدولة القانون، وإقامة نظام قضائي مستقل ومتعدد الاتنيات فضلاً عن شرطة متعددة الاتنيات.
وكانت الدول الأوروبية السبع والعشرون أعطت مطلع الشهر الضوء الأخضر القانوني لانطلاق يوليكس. ولم تستخدم أي دولة حقها في الاعتراض (الفيتو) لكن قبرص امتنعت عن التصويت.
ونيقوسيا هي في الواقع واحدة من العواصم الأشد رفضاً لاستقلال كوسوفو بسبب قيام جمهورية شمال قبرص التركية من جانب واحد ولا تعترف بها سوى أنقرة على قسم من أراضيها. وهذا الرفض سيمنع الاتحاد الأوروبي من الاحتفاظ بوحدته التي أظهرها حتى الآن بشأن ملف كوسوفو.
لذلك يتوقع أن يكتفي وزراء الخارجية الأوروبيون الذين سيجتمعون غداً الاثنين في بروكسل ب(أخذ العلم) بإعلان استقلال كوسوفو بحسب الرئاسة السلوفينية للاتحاد الأوروبي.
لكن عندما سيحين الوقت لاتخاذ موقف من الاعتراف بالدولة المقبلة ستظهر الانقسامات بين دول الاتحاد الأوروبي الذي لا يتمتع بصلاحية في هذا المجال.
ففضلاً عن قبرص لا تزال خمس دول متحفظة وحتى رافضة بصراحة لهذا الاستقلال وهي إسبانيا التي تواجه حركة انفصالية باسكية وأخرى كاتالونية، وكذلك اليونان وبلغاريا وسلوفاكيا ورومانيا التي تعترض على شرعيته.
في المقابل يتوقع أن تعترف بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا بكوسوفو في وقت سريع جداً ربما اعتباراً من غداً الاثنين. كما يتوقع أن تحذو غالبية الدول الإعضاء حذوها بعد فترة.