عنيزة مدينة حالمة تقوم على أنقاض بلدة عريقة، وتحتضنها الرمال الذهبية الموشحة بأشجار الغضا من الغرب ويطل عليها جال عنيزة من الغرب، ويحفها مجرى وادي الرمة من الشمال، لتختال بطبيعتها الفاتنة، وتتباهى بموقعها المميز كواسطة العقد بين مدن القصيم الخضراء. |
في يوم السبت الثاني من شهر صفر الحالي كنت في زيارة لعنيزة لقضاء إجازة نهاية الفصل الدراسي الأول، والتمتع بمهرجان الغضا 29 بدعوة كريمة من سعادة محافظ عنيزة المهندس مساعد السليم الذي ينقل عدوى عشق عنيزة إلى كل من زاره أو قابله.. وليس عشق عنيزة جديداً عليَّ وهي مسقط رأسي ومرابع طفولتي وصباي: |
بلاد بها نيطت عليَّ تمائمي |
وأول أرض مسَّ جلدي ترابُها |
لكنه عشق يزداد مع الأيام، ويتجدد مع كل زيارة.. ويغسل صدى القلوب مع كل لقاء.. لأن العودة إلى عنيزة من مدينة صاخبة كالرياض - عمرها الله - ينفث في أنفاسنا هواء أكثر طراوة، ويضخ في عروقنا دماً أكثر صفاوة، وفي نفوسنا شعوراً أكثر نقاوة.. إنها ملتقى الأحبة من رفقاء الطفولة والشباب، وزملاء الدراسة، ومعاشر المهنة والأدب. |
ولأن كل شيء في عنيزة يتطور؛ فقد كان مهرجان الغضا 29 متميزاً، ببرامجه وفعالياته، وموفقاً في توقيته الذي صادف أياماً تجمع بين المطر والدفء، بعد أيام كانت النفوس فيها مشدودة بكآبة الامتحانات وبرودة الشتاء القارس.. لقد كان المهرجان نقلة ترفيهية وتثقيفية موفقة، حيث جمع بين الترفيه البريء والتشويق البديع، والتثقيف السريع، وتمكن من ربط الحاضر بالماضي من خلال نشاطات تنقلك من فن الخبيتي إلى الطيران وعلوم الفضاء، مروراً بالسوق الشعبي، والتسوق الدولي، وعروض الليزر، والشاليهات البرية، ورحلات الغضا، والمسرح، والفلوكلور، وكرة القدم، وسباق السيارات العجيبة، والأمسيات الشعرية والثقافية.. إلخ. |
وكان من أجمل اللقاءات على هامش زيارة المهرجان ذلك اللقاء الأدبي الأخوي الذي رتب له سعادة المحافظ وسعادة أمين عام الجمعية الخيرية الصالحية بعنيزة، وجمع عدداً من الأدباء والشعراء وعلى رأسهم الأستاذ سعد البواردي، ود. حمد بن عبدالكريم المرزوقي، ود. عبدالرحمن بن عبدالله الواصل، والأستاذ إبراهيم المنصور الشوشان، ود. محمد عبدالرحمن الشامخ، ود. إبراهيم العبدالرحمن المطوع، ود. عبدالعزيز بن محمد الخويطر، ود. أحمد العبدالعزيز البسام، وأ. إبراهيم بن عبدالله التركي (أبو قصي)، وأ. إبراهيم العبدالعزيز الفوزان، وأ. عبدالعزيز المحمد الدواي، وأ. عبدالعزيز الحمد الجطيلي، وأ. فريد العبدالعزيز الزامل، وأ. يوسف النعيم، وغيرهم ممن لا تحضرني أسماؤهم. |
وتم ذلك اللقاء الجميل ضحى يوم الاثنين 4-2-1429هـ في مركز بن صالح الثقافي، وشمل جولة على أقسام المركز ثم جلسة أدبية مفتوحة، ثم حفل غداء، حيث استمر لقاء الأنس ذلك إلى الساعة الرابعة عصراً. |
ختاماً؛ إن هذا المهرجان وما يتضمنه من فعاليات وما يتسم به من تنظيم، مثل يحتذى لتحويل الأقوال الجميلة إلى أفعال مثمرة.. فلكل من شارك في تنظيم مهرجان الغضا من مسؤولين وداعمين وعاملين، جزيل الشكر على جهودهم الرائعة في خدمة مدينتهم وزائريها ومحبيها. |
|