مديرو التعليم هم مَنْ يحسم مستقبلنا التعليمي. قم بزيارة لأي مدير تعليم وستلحظ أنه يكاد يحترق نتيجة تعامله اليومي مع قضايا ومشكلات معقدة كثير منها ليس في صميم ما يجب أن يتعلمه طلابنا. إن انشغال مديري التعليم بقضايا لا تمس جوهر تعليم أبنائنا سببه أن تلك القضايا تكون موضع متابعة دقيقة من المجتمع المحلي والجهاز المركزي، أما فيما يتعلق بجودة ما يحصل عليه الطلاب من تعليم فلا أحد يسأل. سيكون تعليمنا على الطريق الصحيح عندما ينشغل مديرو تعليمنا في نهاية كل عام دراسي بالتأمل في الأسئلة التالية: هل تحسَّن مستوى طلاب الصف السادس في الرياضيات هذا العام (مثلاً)؟، هل وفَّرت المنطقة مؤشرات عن مدى انتشار العنف الطلابي، وعن مدى ظهور السلوكيات غير الأخلاقية، بما في ذلك حيازة الطلاب لكل أشكال الممنوعات؟. هل قدمت المنطقة برامج تدريب نوعية ساعدت المعلمين على تقديم دروس تثري الإبداع والتفكير عند الطلاب؟، هل طوَّرت المنطقة آليات فعَّالة لمساءلة المعلمين عن تردي مستوى أدائهم مع طلابهم؟، ما جودة برامج اختيار وتدريب وتقويم أداء القيادات المدرسية؟، هل قامت المنطقة بتقييم حقيقي للمناهج ولبيئة التعلُّم في المدارس؟. يا مديري تعليمنا تجاهلوا كُلَّ ما لا يخدم مباشرة تعلُّم طلابنا، وفقكم الله.