تتشرف (بلاد الجبلين) هذا اليوم بتواجد أمير الشباب والرياضة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب بمناسبة وضع حجر الأساس لمنشآت نادي الطائي وهي الحلم الذي طال انتظاره لعدة عقود كان من خلالها نادي الطائي أبرز المستحقين لاعتماد منشآته عطفاً على تاريخه وعراقته وكذا أدائه ونتائجه المشرفة التي استطاع أن يكون من خلالها سفيراً مشرفاً للمنطقة في الدوري الممتاز لسنوات عديدة.. وبهذه المناسبة السعيدة لكافة أهالي حائل وعطفاً على ما تم نشره من اجتماع صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل نائب الرئيس العام لرعاية الشباب بوكلاء الرئيس العام ومديري الإدارات والشؤون الهندسية بالرئاسة العامة لبحث مواضيع مقرات ومنشآت الأندية وما تتطلبه من استكمالات وإنشاءات وصيانة الأمر الذي يشير بوضوح إلى اهتمام سموه بهذا الجانب التنموي الذي هو اللبنة الأساسية في تأسيس العمل الرياضي الصحيح بناء على توجيه سمو الرئيس العام فإنني أسوق هذا المقترح الذي أتمنى أن ينال عناية سموه باعتباره معنياً بهذا الجانب التنموي للبنية التحتية. والمقترح يصب في مصلحة حائل المدينة والرئاسة العامة كجهاز إداري معني بشؤون الشباب ونادي الجبلين كواحد من أهم وأعرق الأندية حيث جاء تقدير مكانة هذا النادي العريق من المرحوم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد - غفر الله له - الذي أصدر قراراً قبل اثني عشر عاماً بطلب اعتماد مقر نموذجي لهذا الكيان من وزارة المالية.. وقد كان تقدير سموه - رحمه الله - تأسيساً على تاريخ وعراقة وشعبية هذا النادي وكفاح رجالاته الذين أسسوا ملعباً ومقراً طينياً كان هو (الاستاد الرياضي للمنطقة) لمدة قاربت ربع قرن، حيث استضاف كافة المناسبات والمسابقات خلال المرحلة، إضافة إلى أن سموه - رحمه الله - قدَّر الفكر الخلاق والإبداع الجبلاوي في مجال الاستثمار وخلق البدائل المناسبة في وقت مبكر من بدايات التأسيس لهذا المفهوم حيث قدم الجبلاويون وقتها خطة استثمارية تتمثل في بيع المقر القديم وطلبوا منحهم أرضاً واسعة تليق بمتطلبات المنشأة الرياضية للتأسيس لها من ريع بيع المقر.. وقد كان إعلان هذه الفكرة محل تندر واستخفاف البعض وتصعيب الموقف واستحالة التنفيذ من وجهة نظر البعض الآخر.. لكن همة الرجال ورؤية الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - الثاقبة وتشجيعه لكل المبدعين أحال الحلم إلى واقع ملموس وتمت الموافقة على بيع مقر نادي الجبلين القديم وتم التنفيذ وجاهد سموه - رحمه الله - إلى أن منح الجبلين أرضاً واسعة (مائة ألف متر مربع) على طريق المدينة في مخطط الشفاء، وبهمة جبلاوية وتخطيط مدروس تم تسوير الملعب وإقامة ملاعب رديفة ومن ثم تم إنشاء نادٍ صحي عملاق ومقر للإدارة ومعسكر بجهود ذاتية وتحت إشراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووفق مواصفاتها الهندسية، وقد وعد المسؤولون بالرئاسة وعلى رأسهم سمو الرئيس العام وسمو نائبه - حفظهما الله - بقرب استكمال الملعب الرئيس بمدرجاته وكذا صالة الألعاب الرياضية وهما الشيئان الوحيدان المكملان لمنشآت نادي الجبلين القائمة حالياً.
هذا ما يتعلق بكفاح وتاريخ نادي الجبلين واهتمامات وتقدير وتثمين المرحوم فيصل بن فهد لعميد حائل وكذا متابعة وتقدير سمو الرئيس العام ونائبه حالياً - حفظهما الله - لهذا الجانب وما فتْح سمو الأمير نواف بن فيصل لهذا الملف إلا دليل تأكيدي على بُعد نظره ورؤيته التنموية لهذا الجانب الهام والمؤثر في المسيرة المستقبلية لرياضتنا السعودية.
وفي الجانب الآخر وأعني الرئاسة العامة لرعاية الشباب فقد أولت منطقة حائل اهتماماً مبكراً حيث اعتمدت قبل ما يقارب الثلاثين عاماً مدينة رياضية أُنشئت وافتتحها المرحوم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد - غفر الله له - عام 1400هـ حينها كانت المدينة الرياضية على أطراف المدينة ولم تستكمل أيضاً كافة متطلباتها التنموية اللازمة حيث تحتاج إلى ملعب رديف كضرورة حتمية وكذا استكمال مدرجات الدرجة الثانية التي لا تتعدى خمسة صفوف طولية ولا تتوازى مع الحضور الجماهيري لشباب المنطقة وما يخطط له من الاتحاد السعودي باستهداف المناطق السياحية في مناسبات ومنافسات المنتخبات الوطنية القادمة التي تأتي حائل في مقدمتها، إضافة إلى افتقار المدينة الرياضية لمقر للمكتب الرئيس لرعاية الشباب بحائل الذي يتوزع موظفوه بين عدة جهات متشتتة أفقدت مسؤوليه ومراجعيه النظرة للمكتب كوحدة إدارية متكاملة ومترابطة ومعنونة.. كل تلك السلبيات لم تغب عن نظر المسؤولين حيث تدور رحى الإجراءات والتخطيط لاستكمال مدرجات للدرجة الثانية المتواضعة وكذا إنشاء ملعب رديف ومقر للمكتب الرئيس لرعاية الشباب.
وهنا لا بد من التلميح لإضاءات بسيطة (تحتاج لدراسات متعددة) حول هذه الرؤية بما يخدم الجميع فمدرجات الدرجة الثانية من الاستحالة استكمالها بما يليق وطموح الجماهير الرياضية العريضة كون المدرجات على أقصى مساحة تحد الشارع الرئيس للمدينة (طريق الملك عبدالعزيز) الذي هو بدوره سيخضع لتوسعة اعتمدها خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في زيارته لحائل العام الماضي.. كما أنه من الاستحالة أيضاً إنشاء ملعب رديف إلا من خلال هدم وإلغاء لبعض الملاعب المفتوحة جنوب الملعب ليكون اتجاه الملعب الرديف شرقاً وغرباً حسب رؤية بعض المسؤولين وهذا ما يخالف القوانين الرياضية في حالة اللعب نهاراً.. كما أن إنشاء مقر للمكتب في المواقف المخصصة لمنسوبي المكتب -حسب الرؤية المطروحة- يأتي على حساب الوقوف في شوارع ضيقة وملاصقة للسكان.. كل ذلك يؤكد وجاهة عدم التنفيذ لهذه المشاريع الثلاثة (المدرجات - الملعب الرديف - مقر مكتب حائل).. في الموقع المذكور.
وتلك الاستحالة هي ما يحيط بالمدينة الرياضية من ظروف داخل أسوارها.. أما الأهم فو ما يحيط بهذه المنشأة من ظروف ومعوقات خارجية تعاني منها الجهات الخدمية القريبة منها والتي تتعدى مسؤولية الرئاسة العامة لرعاية الشباب أيضاً إلى مشاركة إمارة المنطقة التي يجب أن لا تغفل هذا الملف الهام والتنموي الذي أرى أنه أيضاً من مسؤولية الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل إذ يجب أن تشكل لجنة فورية لدراسة وتوثيق هذه النقاط لعرضها على جهات الاختصاص والمتمثلة في:
1- موقع المدينة الرياضية خطط واعتمد قبل ثلاثين عاماً في وقت كان فيه الموقع على أطراف المدينة وحالياً أضحى وسط مركز المدينة بل يغوص في أكبر أحياء المدينة سكناً وأعقدها شوارع وهو حي المطار.
2- الشوارع المحيطة بالموقع صغيرة جداً من جهتي الجنوب والغرب (اتجاه واحد لا يتعدى 20م) والشارع الجنوبي بيوت سكنية مباشرة والغربي بيوت سكنية ومواقع تجارية متواضعة.. أما الشارع الشمالي (اتجاهه واحد ضيق) فمشترك مع أمانة المنطقة المجاورة لمستشفى الملك خالد، والشرقي هو شارع المدينة الرئيس (الملك عبدالعزيز) الذي اعتمدت توسعته رسمياً -كما أسلفنا-.
3- بمعطيات الموقع الثابتة والصريحة التي لا تقبل الجدل أو العواطف فقد أضحى موقعاً كارثياً على المدينة وبخاصة السكان القريبين منه ومأساة للملاصقين له أو الناشدين للخدمات الملاصقة له كالأمانة ومستشفى الملك خالد حيث الازدحام الشديد والأزمات المرورية الخانقة وتوقف الحركة أثناء المباريات لا قرب الاستاد فقط بل الحي المحيط به حيث تعلن حالة الطوارئ المرورية وتقفل بوابات المساكن ويعاني الأهالي من أزمة بل (سجن) إلزامي من سيارات الجماهير التي لا تُوجد لها أي مواقف معتمدة عدا هذه الشوارع الضيقة المليئة بالسكان والخدمات والمحلات التجارية التي تعاني من كساد إلزامي وتوقف نهائي أيام المباريات والمناسبات داخل الاستاد الرياضي، بل وحتى مساحات كانت فارغة قبل أشهر تقع شرق الاستاد قد تمَّ تعميرها كأسواق تجارية ولم يعد أمام الجماهير إلا مضايقة مستشفى الملك خالد بمواقفه المهيأة للإسعاف والطوارئ وبالتالي تعطيل مهام وأولويات إنسانية بسبب عدم وجود مواقف للاستاد الرياضي.
(وتقارير المرور والشؤون الصحية وأمانة المنطقة وشكاوى الأهالي) هي ما يجب الاستناد إليها لتأكيد هذه الرؤية الواقعية.
وعوداً على بدء وأمام الملف المفتوح بين يدي سمو نائب الرئيس العام صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل - حفظه الله -.. أطرح المقترح المتمثل في ضرورة إجراء مبادلة بين نادي الجبلين والمدينة الرياضية وهذا ما يحقق:
1- القضاء على مشكلة الموقع وما يسببه من معوقات مرورية ومضايقة للسكان والجهات الخدمية (المستشفى والأمانة) وكذا المحلات التجارية، لاستحالة إيجاد مواقف بالموقع المذكور.
2- بما أن الجهة المسؤولة (رعاية الشباب) ستتكفل بتكاليف إنشاء (ملعب رديف ومدرجات ومقر للمكتب) وفق خططها وكذا (ملعب أساسي + مدرجات + صالة رياضية) لنادي الجبلين فإذا ما تمت المبادلة ستقوم الرئاسة بتحمل التكاليف المعتمدة للمدينة الرياضية (مدرجات + ملاعب + صالة) وبعض المستلزمات على أرض الجبلين فقط وهنا نكون مالياً قد وفرنا تكاليف مزدوجة تصل للنصف.
3- موقع نادي الجبلين حالياً (مائة ألف متر مربع) كفيل بتخطيط وإقامة منشأة رياضية عملاقة الطريق إليها مزدوج (دولي) -وسيتم الاستغناء عنه للمسافرين للمدينة المنورة لاعتماد الطريق الجديد في جهة بعيدة عنه- كما أن للرئاسة أرضاً مجاورة كبيرة وملاصقة لموقع الجبلين حالياً من الممكن اعتمادها وتخطيطها كمواقف كبيرة تستوعب الجماهير وهنا يتحقق وجود المنشأة على طريق واسع ومخصص لها مواقف تستوعب الكم الهائل من الجماهير الرياضية شأنها شأن المدن الرياضية الأخرى.
4- بوجود نادي الجبلين بموقع الاستاد الرياضي لن تكون هناك أزمات مرورية ومضايقات للسكان لعدم إقامة مباريات كبيرة على ملعب نادٍ.. كما أن المواقف الداخلية البسيطة تستوعب مرتاديه علماً أن الأكثرية ستكون من نفس الحي وهنا نحقق مفهوم النادي الذي يخدم الحي وشبابه كرسالة وهدف منشود للرئاسة العامة لرعاية الشباب.. كما تنتهي كافة الأزمات والمآسي السابقة (لكافة الجهات المتضررة من سكان وجهات خدمية وتجارية).. كما نحقق الوفر المالي بدلاً من ازدواجية المصاريف في جهتين علماً أن التعديل والإضافة بالاستاد الحالي غير ممكن مالياً وإن حدث فمكلف جداً جداً وإن نفذ فغير ذي جدوى.
تلك الرؤية التنموية الضرورية أضعها بين أيادي المسؤولين وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن أمير المنطقة رئيس الهيئة العليا لتطوير المنطقة وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب - حفظه الله - وكذلك بين أيادي من تبنى فتح هذا الملف التنموي برؤية ثاقبة وتخطيط إستراتيجي صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل - حفظه الله -.. وكما كانت فكرة الاستثمار والتبديل السابق حلماً جعله فيصل بن فهد - رحمه الله - واقعاً فليس ببعيد أن يتحقق هذا الطرح الذي يخدم كافة الجهات.. دام عز وطننا.
سعود الطرجم
كاتب إعلامي