على إيقاع المقال الشهير (إنهم يشربون) للأستاذ محمد العبدي نشرت جريدة الوطن في 13 - 1 - 1429 هـ تقريراً عن معاناة أندية المنطقة الشرقية من خروج لاعبيها المحترفين إلى البحرين والسهر حتى ساعات الصباح الأولى، وهو الأمر الذي انعكس سلباً على انضباطية اللاعبين ونتائج هذه الأندية، وقد طالب مسؤولو هذه الأندية بتدخل رعاية الشباب لحل هذه المشكلة، وطالب رئيس نادي القادسية بضرورة التعاون بين الأندية وإدارة الجوازات لأخذ تقرير شهري عن اللاعبين الذين يضيعون أنفسهم في (سهرات وملاهٍ)!! ووافقه الرأي مدير عام نادي الاتفاق ورئيس نادي الخليج.. وطالب مسؤول آخر بتطبيق نظام مماثل للعسكريين وهو عدم السماح للاعب بالسفر إلا بإجازة رسمية من مصدر عمله.
واتفق الجميع بما فيهم رئيس نادي النهضة على ضرورة تدخل الرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة باتحاد القدم، مما يعني أن المشكلة خطيرة وقد تتحول إلى ظاهرة تعقم ظهر رياضة المنطقة الشرقية، فما ينطبق على لاعب كرة القدم قد ينطبق على الألعاب الأخرى فأين الحل؟.
والسؤال الذي أطرحه هل تقتصر هذه المشكلة على لاعبي المنطقة الشرقية فقط؟ أم أن جرأة مسؤولي هذه الأندية في مواجهة المشكلة هي الفارق الوحيد!!.
وبقدر ما أحترم هذا الطرح الإعلامي الجريء إلا أنني أطلب إعادة قراءة المقال الشهير (إنهم يشربون) لمواجهة مشكلة غياب الوعي وتفريط بعض اللاعبين في صحتهم ومستقبلهم الرياضي، وقبل ذلك مخالفتهم لتعاليم دينهم.
فالحل العملي يبدأ من الاعتراف بوجود المشكلة مما يجعلني أتفاءل بعلاج سريع لمن واجهها بشجاعة وأتوقع أن تتفاقم المشكلة عند من يدس رأسه في الرمل ويرفض مواجهة الحقيقة المرة.
وهذا لا يعني أنها تحولت إلى ظاهرة ولكنها أخطاء فردية وقع فيها بعض اللاعبين لقلة الخبرة وغياب الوعي أو بسبب صدمة الشهرة، ولكم أن تسألوا أنفسكم عن نجوم صعدت لقمة المجد الكروي وسقطت بسهولة بسبب إدمان السهر والتدخين ومدمرات الصحة الأخرى.
فهي ممارسات لا تتم فقط خارج الحدود، ولا تقتصر على أندية المنطقة الشرقية فقط، فلله در من قال كلمة حق وسعى لعلاج أمراض الرياضة.
الرومي لاتحاد الملاكمة
نايف الرومي رجل تربوي يحمل درجة الدكتوراه في التربية والتعليم.. أخلاقه العالية وشخصيته الهادئة لا تدل على أنه كان بطلاً دولياً سابقاً في لعبة الملاكمة. فقد حقق بطولة المملكة لست سنوات متتالية وكان قائداً للمنتخب السعودي للملاكمة في وقت يصعب فيه أن تجد ملاكماً يحمل الشهادة الابتدائية أو حتى يجيد القراءة.
الدكتور الرومي مكسب للمكان الذي يتواجد فيه، وسيكون ضالة اتحاد الملاكمة بخبرته الرياضية في هذه اللعبة وبمؤهله العلمي وقدراته الإدارية، وسيكون واجهة مشرفة للعبة وللاتحادات الرياضية كما كان تاريخه الرياضي كلاعب مشرفٍ، فلاعب الأمس هو دكتور اليوم القادر على تطوير لعبة الفن النبيل.
ولثقتي بأن التشكيل الجديد للاتحادات الرياضية يبحث عن الكفاءات والتطوير أضع بين يدي من يملك القرار اسماً كبيراً لا يعرفه الإعلام الرياضي!!.
الاحترافية تكسب
لأن انتقال اللاعب يوسف السالم وتوقيعه لنادي الشباب كان وفق أنظمة الاحتراف، ولأنها تمت بطريقة احترافية عالية، فقد حسمت نتيجة الاختلاف حول صحة التوقيع لصالح أصحاب الموقف القانوني السليم؛ ففي النهاية لا يصح إلا الصحيح!!
فقد قدمت الإدارة الشبابية من خلال هذه الحالة إضاءة للفكر الإداري الاحترافي وأظهرت كفاءة عالية في التعامل مع عصر الاحتراف، فحتى أثناء الخلاف على الحالة القانونية للانتقال بين إدارة الشباب والقادسية كان البيان الشبابي موضوعياً واحترافياً في توضيح الوضع القانوني ونموذجياً في احترام الاختلاف، ولن أطيل في الكلام فالرأي الأهم للمتابعين المحايدين والمكسب الحقيقي هو في كسب احترام الوسط الرياضي من خلال العمل السليم في كل الأحوال.
nizar595@hotmail.com