Al Jazirah NewsPaper Thursday  13/02/2008 G Issue 12921
الاربعاء 06 صفر 1429   العدد  12921
بؤر (الشعبية) وارتفاع منسوب الجوفية أبرز معوقات المكافحة
فحص أكثر من ثلث مليون منزل بجدة لإزالة بؤر توالد بعوض الضنك

جدة - «الجزيرة»

تبنت أمانة محافظة جدة مبادرات جديدة إضافة إلى دعم برامجها القائمة لمكافحة حمى الضنك. وكشف الدكتور عبدالغفار أزهري مساعد وكيل الخدمات لشؤون النظافة والبيئة عن أنه تم الانتهاء من فحص (333.545) منزلاً ومسكناً في جدة خلال الفترة من 21-5-1427هـ إلى 1- 1-1429هـ ضمن برنامج المكافحة المنزلية حيث عولجت هذه المنازل بإزالة بؤر توالد البعض إضافة إلى المكافحة الكيمائية بالمبيدات الآمنة..

كما تم البدء في برنامج توزيع ستائر النوافذ المعالجة بالمبيدات على نحو (10) الآف مسكن شعبي في الأحياء المتضررة وتم توفير (200) لفة طول كل منها (100) متر وبعرض مترين, ويجري الآن الإعداد لتنفيذ حملة شاملة لتركيب هذه الستائر بعد تعيين (5) فرق متخصصة في ذلك.

وجرى تقييم فاعلية هذه الستائر بالمختبر الحشري التابع للأمانة. وبين أنه تم خلال الأشهر الستة الماضية معالجة أكثر من (90) ألف مسكن ووحدة سكنية في محافظة جدة من خلال برنامج المكافحة المنزلية الذي تنفذه عدة فرق من الطلاب المتطوعين وكذلك البدء في برنامج الاستكشاف الحشري للبعوض لـ(8) بلديات تابعه لأمانة محافظة جدة هي بلدية القنفذة، القوز، الليث، أضم، ثريبان خليص، الكامل، ورابغ، ويجري حالياً توزيع (216) مصيدة للطور البالغ من البعوض الناقل لحمى الضنك في جميع المراكز والقرى التابعة لها إضافة إلى عدد مماثل من مواقع توالد البعوض و(504) مواقع للطور البالغ و(210) مواقع للأطوار البرقية بمحافظة جدة ويتم فرزها يومياً بمختبر البعوض التابع للأمانة وترسل نتائجها يومياً لفرق المكافحة لتتم مكافحة بؤر توالد البعوض خاصة في المواقع ذات الكثافة العالية والمحددة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS).

وأفاد د.أزهري أنه وزع أكثر من (50) مصيدة بعوض بالغ في بداية شهر رمضان الماضي في عنابر ادارة الوافدين بإدارة الترحيل التابعة لجوازات منطقة مكة المكرمة ويجري فرز نتائجها بصورة يومية ومن خلال النتائج يتم مكافحة العنابر ذات الكثافة العالية للبعوض من الداخل والخارج وما زال الاستكشاف الحشري بها قائم حتى الآن.وأوضح أنه وبمجرد وصول بيانات الإصابات الأسبوعية بحمى الضنك من غرفة عمليات حمى الضنك التابعة لوزارة الصحة يتم توزيع مصائد بعوض للطور البالغ داخل منازل الحالات المصابة كما يتم فحص البعوض للاستكشاف الفيروسي إضافة إلى تطبيق أساليب المكافحة الكيمائية على هذه المواقع مشيراً إلى دعم برنامج توزيع خزانات المياه محكمة الغلق التي صممها اخصائيون في الأمانة بعد إزالة وإتلاف أكثر من (30) ألف خزان مياه مكشوف من المنازل مقابل توزيع خزانات حفظ مياه محكمة الغلق من قبل أمانة محافظة جدة.

وألمح إلى أنه ولأول مرة في التاريخ العلمي للمملكة يتم بنجاح تربية البعوض الناقل لحمى الضنك (أنثى بعوض الايدس) داخل مختبر الأمانة والوصول إلى الجيل التاسع منه ويجري حالياً تربية البعوض بنوعية (الايدس والكيولكس) لمعرفة خصائص دورة حياة كل منهما والحصول على أجيال لاختبارات المبيدات عليها وتقييم فعالياتها من وقت لآخر.وقال في هذا الصدد إن اختبارات حساسية البعوض للمبيدات المستخدمة التي تجرى كل ثلاثة أشهر في مختبر الأمانة أفادت انخفاض فعالية بعض المبيدات التي كانت تستخدم مثل (افنونا) و(البيجارد) مما أدى الى تغييرها بمبيدات آمنة أخرى وأكثر فاعلية مثل (الديماند) و(الايكون)..لافتاً إلى أن اختبارات الكشف عن فيروس حمى الضنك داخل البعوض البالغ باستخدام تقنية تفاعل البلمرة التسلسلي التي تجريها وحدة الأمراض المعدية بمركز الملك فهد البحوث الطبية بجامعة الملك عبدالعزيز تحت متابعة الأمانة أوضحت وجود نسبة ضئيلة لا تتعدى (2.3%) من بعوض (الايدس) الحامل لفيروس المرض وهي نسبة تعتبر منخفضة جداً بالمقارنة مع المقاييس المعروفة في البلدان الأخرى المتضررة من حمى الضنك..

وتم حتى الآن فحص (3552) من بعوض انثى الايدس ومن نتائج هذا الفحص تم تحديد خمسة أحياء تعد (إيجابية الفحص) وهي بلديات البلد وذهبان وبريمان والمطار والقنفذة وبناء على ذلك تم تكثيف إجراءات المكافحة الميدانية بهذه الأحياء لتخفيض كثافة البعوض بها إلى الحد الأدنى والتأكد من ذلك عن طريق برنامج الاستكشاف الحشري التابع للأمانة.

وأفاد د.أزهري أن برنامج توزيع المصائد المشترك بين أمانة جدة ووزارة الصحة والزراعة ما زال مستمراً بصورة يومية وبمعدل (40) قراءة أسبوعية يتم فرز نتائجها في مختبر البعوض التابع للأمانة وتجتمع اللجنة التنسيقية أسبوعياً لمناقشة نتائج الفرز وتوقيع المحضر الأسبوعي الذي ترفع صورة منه إلى جميع الجهات الحكومية المشتركة في هذا البرنامج.

وأشار التقرير إلى أن تحليل نتائج الاستكشاف الحشري للبعوض الناقل لحمى الضنك بجدة بين أنه خلال العام الماضي 2007م كانت كثافة البعوض ثابتة من الأسبوع الأول حتى الأسبوع الـ(35) نتيجة للمكافحة الحشرية المركزة خارج المنازل فيما سجلت الفترة من الأسبوع (36) وحتى الأسبوع الـ(48) والتي تشمل معظم فترة الصيف زيادة مضطردة للبعوض حيث تستقر إناث البعوض خلال هذه الفترة داخل المنازل مما يصعب المكافحة ويتم التعامل مع هذه الزيادة بتكثيف الزيارات الميدانية لفرق المكافحة المنزلية إضافة إلى برنامج المكافحة المركزة للبيوت تحت الإنشاء.

وأعلن د.أزهري أنه يجري حالياً الإعداد لبرنامج توعوي يستهدف الطلاب في بعض الأحياء خاصة الشعبية الأكثر تضرراً بحالات حمى الضنك وبكثافة البعوض العالية مثل حي البلد وسيتم البدء في هذا البرنامج الذي يعمل على إعداده حالياً أكاديميون ومختصون من الأمانة مع بداية الفصل الدراسي الثاني بعد التنسيق مع الجهات الحكومية والأهلية في هذه الأحياء التي تبين نتائج الاستقصاء الحشري وجود عدد كبير من البؤر الملائمة لتوالد البعوض إضافة إلى استحداث برنامج تدريب للعاملين في برنامج الحملة المنزلية بهدف تأهيل عدد كبير من الكوادر الوطنية في هذا المجال.

إضافة إلى القيام بحملة توعية لغير السعوديين وسلط الضوء على أبرز معوقات المكافحة ومنها ارتفاع منسوب المياه الجوفية في بعض الأحياء مما يساعد في زيادة بؤر توالد البعوض إضافة إلى عدم تغطية خزانات المياه في المباني تحت الإنشاء رغم جهود الأمانة في هذا الخصوص من برامج توعية وتطبيق الغرامات وايقاف التراخيص إضافة إلى تبني مشروع استبدال الخزانات المكشوفة.

حيث إن انقطاع المياه عن عدد كبير من منازل أحياء جدة، يدفع أصحابها إلى تخزين المياه في خزانات مكشوفة عادة تمثل بؤراً لتوالد البعوض الناقل لحمى الضنك إضافة إلى قلة الوعي العام خاصة في أوساط العمالة الوافدة وذلك بتخزين المياه بشكل عشوائي وعدم إحكام غلقها، هذا إضافة إلى وجود بؤر توالد بعوض داخل البيوت كتسربات مياه التكييف واصص الزهور وغيرها علاوة على براميل مياه غسيل السيارات بواسطة العمالة المتجولة. وبين التقرير في هذا الصدد أنه تم منذ أيام اكتشاف (50) برميلاً بها مياه مخزنة في أحد أحياء بلدية العزيزية وجرى التعامل مع هذه البراميل الموبوءة فوراً.

وشدد مساعد وكيل الخدمات لشؤون النظافة والبيئة في ختام تصريحه على أن هذه البرامج والمبادرات ستسمر للقضاء على حمى الضنك بجدة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد