رعى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان مساء أمس الأول مهرجان اليتيم الأول الذي ينظّمه مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالمنطقة بحضور الأمين العام للندوة الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي وذلك بقاعة الأمير محمد بن ناصر بكلية التقنية.

وبدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقى الطالب هشام بن سعيد رويس كلمة الأيتام أعربوا فيها عن سعادتهم الكبيرة بهذا المهرجان الذي يجسد اهتمام مكتب الندوة بجازان برعاية الأيتام في المنطقة من خلال الكفالة والرعاية والاهتمام والعناية بالدراسة وتنظيم البرامج الثقافية والتربوية والاجتماعية والنشاطات المتنوّعة، معربين عن شكرهم الكبير لسمو أمير المنطقة لرعاية المهرجان.

إثر ذلك قدمت فرقة الرواد للإنشاد بمكتب الندوة بجازان أوبريت اليتيم، ثم ألقى مدير المكتب عبد ربه بن أحمد الحكمي كلمة أوضح فيها أن مهرجان اليتيم الأول يأتي ضمن مشاركة الندوة في المهرجان الشتوي الأول بجازان.

وبيَّن أن المكتب يقوم على رعاية 300 يتيم بالمنطقة وذلك من خلال مركز متخصص ينفذ البرامج التعليمية والتربوية والتوجيهية والترفيهية للأيتام ليكونوا بإذن الله شباباً صالحين في حياتهم.

بعد ذلك شاهد سمو أمير منطقة جازان والحضور عرضاً مرئياً عن البرامج التي ينفذها مكتب الندوة في جازان والمشتملة على العديد من النشاطات الدعوية والثقافية والتربوية والاجتماعية والتعليمية والنسائية وبرامج المساعدات والبرامج المساندة الأخرى والتي بلغت تكاليفها خلال العام الماضي خمسة ملايين وسبعمائة وتسعة وأربعين ألفاً وتسعمائة وسبعة وخمسين ريالاً، ثم ألقيت قصيدة شعرية بهذه المناسبة.

عقب ذلك ألقى الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي كلمة أكد فيها الاهتمام الكبير والرعاية الدائمة التي تحظى بها الندوة من قبل ولاة الأمر - حفظهم الله - ودعمهم مالياً وسياسياً لبرامج الندوة التي أولت الشباب اهتماماً كبيراً من خلال 35 مكتباً في أنحاء العالم و25 مكتباً داخلياً في المملكة العربية السعودية و20 لجنة نسائية ومجلس الأمناء.

وأبرز اهتمام الندوة بالإنسان من خلال العديد من البرامج المتخصصة التي تنطلق مسيرة الندوة من خلالها لتحقيق أهدافها الكبيرة، معرباً عن شكره وتقديره لسمو أمير منطقة جازان لدعم برامج الندوة في جازان ورعايته لهذا المهرجان.

وأعلن خلال الحفل عن تبرع سمو أمير منطقة جازان بكفالة عدد من الأيتام.

وفي ختام الحفل قام سمو الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز بتكريم الأيتام المشاركين في المهرجان وتسليم كل منهم مبلغ 1500 ريال، كما كرَّم سموه الداعمين والرعاة لمهرجان اليتيم.

كما قام سموه بتكريم المشاركين والرعاة وتكريم صحيفة الجزيرة لرعايتها الإعلامية الحصرية لمهرجان اليتيم.

بعد ذلك تسلَّم سمو الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز هدية من الأمين العام للندوة، ثم التقطت الصور التذكارية لسموه مع الأيتام.

ولم يكن إعلان تكفل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان لعدد من الأيتام شيئاً مستغرباً لكثير من الحاضرين؛ لما يمتلكه هذا الإنسان من قلب رحيم يأبى إلا أن يظهر أصالته لتشمل كل أصناف المجتمع. نظرة أبوية حانية من سموه كانت تراقب كل تحركات الأطفال في المهرجان، وكأن لسان حاله يقول (هؤلاء هم أطفالي.. هؤلاء من أنتظر منهم أن يكونوا يوماً من الأيام عصا تتكئ عليها المنطقة.. هؤلاء هم المستقبل الذي أرتجيه، والذي سيكون مزهراً كإزهار ابتسامتهم).

مسيرة الأيتام مساء أمس الأول لم تكن مسيرة عادية، بل كانت مليئة بالنشوة الممزوجة بالحب والامتنان. الجميع يشاهد الأطفال وهم يتراقصون هنا وهناك فرحاً وطرباً بمقدم رجل أحبته منطقة بأسرها؛ فكل فرد فيها يشهد بأنه رجل من نوع فريد؛ لما حققه ويحققه من إنجازات تشاهدها العيون في كل زاوية من زوايا المنطقة. أما ما حققته الندوة العالمية للشباب الإسلامي لأبناء المملكة عموماً والمنطقة خصوصاً فإنه شيء مشرف يستحق من الجميع كل التقدير والاحترام؛ فلهم الشكر على ذلك؛ فالجهود ظاهرة، والآمال والتطلعات ما زالت حاضرة لنَيل أعلى المراكز في ميدان الأبوة. ما يقدمه العاملون في مكاتب الندوة المتفرقة في أرجاء المملكة مثال صادق وواضح على تكاتف الأمة وتآزرها واهتمامها بفئة تعد من أهم الفئات، ألا وهي الشباب. ومن هذا المنطلق تسعى الندوة إلى توفير كل المقومات للخروج بمجتمع شاب موشح بالاستقامة ومتسلح بالثقافة، ولم تكتفِ بهذا القدر بل تعمل ليل نهار لتوفير بيئة جيدة تلائم شباب المستقبل؛ ليكونوا في أمان من مخرجات العالم المخيفة.