Al Jazirah NewsPaper Wednesday  06/02/2008 G Issue 12914
الاربعاء 29 محرم 1429   العدد  12914
أنت
الزواج
م. عبدالمحسن بن عبدالله الماضي

الحديث النبوي الشريف تنكح المرأة لأربع: (لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها).. لخص مشروع الزواج بأنه إذا انحصر في مال المرأة فهو مشروع تجاري.. وإذا انحصر في جمالها فهو مشروع غريزي.. وإذا انحصر في الحسب والنسب فهو مشروع اجتماعي.. وإذا انحصر في ذات الدين فإنه تجارة مع الله والله يضاعف لمن يشاء.. ولا شك أن من يدرك المزايا الأربع معاً.. وهو أمر صعب المنال.. يدرك الفضل أجمعه.

السؤال الذي أريد أن أطرحه: في العلاقة الزوجية أيهما يأتي أولاً المصلحة المباشرة ممثلة في إشباع غريزة الجنس.. أم المصلحة المستمرة ممثلة في تكوين عائلة بكل ما فيها من زينة الأبناء والدفء الأسري.. أم أن أهمية الزواج ليست في هذا ولا ذاك وإنما في المصلحة المؤجلة وهي أن يكون لديك رفيق في نهاية عمرك وألا تموت وحيداً.. أو ربما لا تكون كل هذه الافتراضات وأنها تكمن في مصلحة العِشْرة وغريزة إعمار الأرض والتي لا تتحقق إلا بما ذكره الله في كتابه العزيز {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً...}.

الزواج صناعة وإنتاج يقوم على تكامل الأهداف وتعاون الأطراف.. ودون أي منها يسقط هذا الزواج في وحل فساد الصناعة ورداءة الإنتاج وبوار البضاعة الناتج عن تنافر الأهداف وتناقض المصالح.

في الغرب يصفون الزواج بالمؤسسة.. فهي شراكة متساوية في الربح والخسارة والأخذ والعطاء.. ومتكاملة في الإدارة والتنظيم والقيادة.. ومساندة في الأداء والعمل ضمن فريق واحد.

هناك من يصف الزوجين بأنهما كالعينين.. متساويان في الأهمية.. قريبان في الموقع.. متعادلان في الحجم.. متكاملان في القوة.. وأنهما يرمشان معاً ويتحركان معاً ويدمعان معاً وينظران إلى نفس الشيء معاً.. ثم بعد ذلك ينامان معاً.

وهناك من وصف العلاقة الزوجية أنها كشعرة معاوية إن شدها طرف وجب على الطرف الآخر إرخاؤها خوفاً من أن تنقطع.. وما يعنيه انقطاعها من انهيار للأسرة.. التي تمثل النواة الأساسية للمجتمع.

وهناك من يقول ساخراً (إن الزواج (أحياناً) يتم عن حب).. والحب كما يقول الناس (أعمى).. إذاً فالمؤسسة الزوجية أشبه ما تكون بمؤسسات ذوي الاحتياجات الخاصة.. الرحمة هي المكون الأساسي لها.. وطلب أجر الآخرة هو الدافع الأول للقيام بها.. والقدرة هي السبب الأول لاستمرارها.

تشير الإحصاءات العالمية إلى أن زواجاً واحداً من بين ثلاثة ينتهي بالطلاق.. والدراسات العالمية أيضاً تقول إن هذا الطلاق يتم في الغالب بين الأزواج الأنداد المتكافئين.. أما حالات الزواج التي يكون لأحد الطرفين فيها الهيمنة والسيطرة فهي غالباً تستمر.. فهل قبول الثلثين الباقيين استمرارية الزواج نوع من الإذعان والاستسلام للطرف الآخر.. أم التضحية من أجل الأبناء.. أم الاستمتاع بحالة الضعف؟.. أم أنه لا خيار أمام الطرف المسْتَضْعَف سوى الاستسلام خاصة إذا كانت الخيارات الأخرى المتاحة أمامه هي الموت أو الطلاق؟.. والطلاق في بعض المجتمعات المنغلقة أشبه بالموت بالذات بالنسبة للنساء!.

ويبقى السؤال مفتوحاً وتظل الإجابة عليه حقاً مشاعاً.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5913 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد