في رحلة جميلة إلى بلاد اليمن السعيد، مررنا بصنعاء التاريخ وزرنا فيها عدداً من الكليات والمراكز والجمعيات الخيرية التي ستكون مجال حديث عنها في هذه الزاوية بإذن الله تعالى، وزرنا فيها السفير السعودي الأستاذ علي الحمدان الذي سمعنا من ثناء الناس عليه ما أثلج صدورنا.

ثم انتقلنا إلى حضرموت التاريخ في رحلة جوية استغرقت أكثر من ساعة حيث هبطت بنا الطائرة في مطار الرَّيان بمدينة المكلا هنا حيث ستشهد هذه المدينة مهرجان عرس العفاف لألف ومائة فتى وفتاة سيزفهم عدد من المسؤولين والعلماء والمثقفين إلى بيوتهم الجديدة وأعشاشهم السعيدة بإذن الله عز وجل.

خمس وعشرون جمعية خيرية قامت بالتنسيق لهذا المشروع الخيري الكبير، بمساعدة عدد من رجال الأعمال وكبار التجار من حضرموت، ومن السعودية، وتم التخطيط السليم لإقامة هذه المناسبة تحت عنوان (مهرجان العفاف)، وهو عنوان يوحي بالهدف من هذا المشروع المبارك، وإنه لهدف كبير، فالعفاف مطلب شرعي اجتماعي حضاري، وبناء الأسرة سببٌ من أسباب استقرار الإنسان نفسياً وعقلياً واجتماعياً، وهو سبب من أسباب النمو الحضاري النظيف للأمة المسلمة في وقت انتشرت فيه الرذائل، وساد فيه الانحراف الخلقي الذي تدعمه عشرات الفضائيات العربية وغير العربية، وآلاف الكتب من روايات وقصص ومقالات وقصائد تدعو إلى الرذيلة وتعمل على نشرها في العالمين.

نعم عمل كبير يستحق الإشادة والتقدير وخطوة عملية مباركة من هذه الجمعيات الخيرية، وبَذْلٌ سخي مشكور مخلوف - إن شاء الله - من رجال الأعمال الذين دعموا هذا المشروع مادياً.

إن الشباب بحاجة إلى الزواج وبناء أسرة مستقرة، ولكن الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وضيق ذات اليد، مع غلاء المهور، وارتفاع تكاليف حفلات الزواج الباهظة، وهيمنة بعض العادات والتقاليد التي تضطر المتزوج إلى مصروفات مالية كبيرة لا فائدة منها، وإنما استسلام لأوهام الظهور بمظهر معين أمام الناس على حساب الإنسان وراحته واستقراره.

الزواج الجماعي وسيلة مهمة للتخلص من ضغوط تكاليف الزواج على الشاب ذي الدخل المحدود، وهو سبيل لتوفير الجهود والأوقات التي تهدر في حفلات الزواجات المبالغ فيها.

مهرجان العفاف صورة عملية مشرقة، تمَّ ترتيبها بطريقة جيدة ففيها احتفال عام وفيها مساعدات مالية للأزواج، وهدايا ثمينة للزوجات، وفيها اجتماعات مباركة لعدد من العلماء والمثقفين ورجال الأعمال وفيها جو اجتماعي جميل، ومشاركة مباركة في مناسبة مباركة.

نبارك لهؤلاء الشباب الذين يسَّر الله لهم هذا الدعم المبارك.

ونحيي كل من أسهم في إقامة هذا المهرجان الكبير.

إشارة

ما أجمل أن تنتشر فكرة الزواج الجماعي في عالمنا الإسلامي.