لندن - وكالات - طهران - أحمد مصطفى خريف

اعتبر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أمس الثلاثاء أن احتمالات تدخل الولايات المتحدة عسكرياً في إيران تراجعت على المدى المتوسط ولو أن طهران لا تزال تحاول الالتفاف على قرارات الأمم المتحدة بشأن برنامجها النووي.

واعتبر جون تشيبمان المدير العام للمعهد الذي يتخذ مقراً له في لندن أن إمكانية وقوع مواجهة عسكرية تضاءلت بعد نشر تقرير وكالات الاستخبارات الأمريكية في كانون الأول - ديسمبر الذي أفاد أن الجمهورية الإسلامية علقت برنامجها النووي العسكري عام 2003م.

وقال تشيبمان معلقاً على صدور تقرير المعهد السنوي حول القوات المسلحة في العالم بعنوان (الميزان العسكري 2008م): إن تقرير الاستخبارات الأمريكية (قلل من إمكانية حصول تحرك عسكري أمريكي على المدى المتوسط).

لكنه أضاف أن إيران التي تزودت بطاردات مركزية متطورة لتخصيب اليورانيوم تسمح بالحصول على وقود لمحطة نووية إنما كذلك على المادة الأولية لقنبلة ذرية، (لم تبدِ أي إشارة (إلى نيتها) الالتزام) بقرارات مجلس الأمن الدولي.

وبدأ مجلس الأمن الدولي في نهاية كانون الثاني - يناير النظر بشكل غير رسمي في مجموعة عقوبات جديدة ضد إيران للاشتباه بسعيها لامتلاك السلاح النووي تحت ستار إنتاج الكهرباء.

وأصدر مجلس الأمن الدولي بحق إيران ثلاثة قرارات نص اثنان منها على عقوبات، لإرغامها على التعاون بشكل أكبر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم.

من جانب آخر أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني أن هناك خلافاً بين الدول أعضاء مجموعة 1+5 حوا استصدار قرار ثالث للعقوبات الاقتصادية ضد طهران.

وقال للصحفيين بطهران: إن بعض الدول المتطرفة تبذل مساعي محمومة لاستصدار قرار جديد ضد إيران ولا زالت تتابع توجهاتها غير المنطقية وتتجاهل التقدم الحاصل في ضوء تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية .

وأضاف حسيني أن التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية يمضي قدماً بشكل جيد وطهران أجابت على نقاط الغموض التي طرحتها الوكالة لحد الآن .

وأضاف حسيني أن مسؤولي الوكالة أعلنوا بشكل صريح عن تسوية بعض نقاط الغموض التي كانت تطرح سابقاً متابعاً القول : إن تعاون إيران مع الوكالة الدولية يمضي قدماً وفقاً لإطار العمل المتفق عليه بين الجانبين.

وفي معرض إجابته على سؤال يتعلق بالعلاقات الإيرانية- المصرية قال: إن زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني غلام علي حداد عادل للقاهرة جاءت في إطار مشاركته في اجتماع اتحاد البرلمانات الإسلامية وعلى هامش هذه المشاركة تم مناقشة موضوع العلاقات بين البلدين .

وأشار إلى الموضوعات التي جرت مناقشتها في هذه المحادثات وقال : نظراً لإرادة مسؤولي البلدين فإن هذه القضايا قابلة للتسوية.

وحول موقف إيران من استصدار قرار ثالث ضد إيران قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: إن إصدار قرار جديد ضدنا آنذاك سنعلن عن موقفنا.

وحول الجولة الجديدة من المحادثات الإيرانية الأمريكية بشأن العراق قال حسيني : وفقاً للتشاورات التي أجريناها مؤخراً على هذا الصعيد فإننا سنعلن قريباً مستوى وموعد هذه المحادثات ..

وحول زيارة الوفد العراقي لإيران بغية مناقشة معاهدة الجزائر قال حسيني : إن موعد هذه الزيارة لم يتغير ونحن مستعدون لإطلاق حوار مع الجانب العراقي في إطار معاهدة الجزائر وبعض القضايا الأخرى مثل كري نهر اروند رود.

وفي جانب آخر من تصريحاته أعرب حسيني عن أسفه حيال استدعاء سفير إيران لدى باريس وقال : إن هذه الخطوة جاءت إرضاء لإسرائيل.

وقال حسيني: إن طهران تستنكر هذا الإجراء وأضاف أن تلميحات رئيس الجمهورية التي تنم عن واقع المنطقة اتخذت ذريعة لاستدعاء سفيرنا لدى باريس .