Al Jazirah NewsPaper Tuesday  05/02/2008 G Issue 12913
الثلاثاء 28 محرم 1429   العدد  12913
بعد عرضيهما الرائعين أمام نيجيريا وغينيا
غانا وساحل العاج بثبات نحو النهائي

يسير المنتخبان الغاني المضيف والعاجي وصيف بطل النسخة الأخيرة بثبات نحو المباراة النهائية للنسخة السادسة والعشرين من نهائيات بطولة أمم إفريقيا لكرة القدم التي يستضيفها الأول حتى الأحد المقبل وذلك بعد عرضيهما الرائعين أمام نيجيريا وغينيا على التوالي في الدور ربع النهائي أمس الأول الأحد.

ووحدهما المنتخبان الغاني والعاجي حققا 4 انتصارات متتالية جميعها كانت أداء ونتيجة وهما أكدا ذلك جلياً أمس عندما نجحت غانا بعشرة لاعبين في قلب تخلفها صفر - 1 أمام نيجيريا إلى فوز ثمين 2-1 فيما لقنت ساحل العاج منافستها غينيا درساً في فنون اللعبة وهزت شباكها في 5 مناسبات.

وما يرشح غانا وساحل العاج إلى خوض النهائي الأحد المقبل على استاد (اوهيني دجان) في أكرا هو الطموح الكبير الذي يحدو كلا منهما في إحراز اللقب. فغانا تلهث نحو اللقب الأول لها منذ 1982 والخامس في تاريخها بعد أعوام 1963 و1965 و1978 و1982 وبالتالي معادلة الرقم القياسي في عدد الألقاب والذي يملكه المنتخب المصري أعوام 1957 و1959 و1986 و1998 و2006م.

أما ساحل العاج فتركض وراء لقبها الثاني بعد الأول عام 1992 في السنغال وتعويض خيبة أملها في النسخة الأخيرة في مصر عندما خسرت النهائي أمام الفراعنة بركلات الترجيح. كما أن القاسم المشترك بين المنتخبين هو أن ضحيتهما كان المنتخب النيجيري، فساحل العاج تغلبت عليه 1 - صفر في الجولة الأولى من منافسات الدور الأول، فيما تخطته غانا في ربع النهائي. وإذا كان المنتخب الغاني مؤازراً بجماهيره الكبيرة التي تملأ مدرجات استاد (اوهيني دجان) وفي مقدمتها الرئيس الغاني جون كوفور، فإن لاعبي ساحل العاج مسلحون بإرادتهم القوية وعزيمتهم لإحراز اللقب للمساهمة في وحدة شعبهم الذي يعيش منذ نحو 6 أعوام حرباً أهلية قسمت البلاد إلى قسمين. ولم يخيّب نجوم غانا وخصوصاً لاعب وسط تشلسي مايكل ايسيان وزميله لاعب وسط بورتسموث سولي علي مونتاري آمال الـ22 مليون غاني عندما تحملا عبء المباراة أمام نيجيريا وقادا منتخب بلادهما إلى دور الأربعة. فايسيان أدرك التعادل بضربة رأسية في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع ثم استلم قيادة خط الدفاع بعد طرد القائد جون منساه في الدقيقة (60).

أما مونتاري فكان أفضل لاعب في المباراة بفضل تألقه في وسط الملعب وخصوصا في الشوط الثاني وكان وراء هدف الفوز الذي سجله مانويل جونيور اغوغو في الدقيقة (83).

وقال ايسيان إنه إنجاز رائع نجحنا في تحقيقه بفضل جهود جميع اللاعبين ومؤازة الجمهور الغفير، مضيفاً النصيب الأكبر من الانتصار ساهم فيه الجمهور لأنه شجعنا رغم تخلفنا بهدف ثم زاد تشجيعاته لنا بعد طرد منساه فلم نشعر أبداً بأننا نلعب بعشرة لاعبين. وتابع: رجعت إلى الدفاع لسد الفراغ الذي تركه منساه خصوصاً أن المدرب (الفرنسي كلود) لوروا عزز خط الهجوم بدلاً من الدفاع فكان لا بد أن أقوم بهذا الدور ونجحت إلى حد كبير في مهمتي. أما مونتاري فقال: عندما تشعر بأنك مساند بقوة من الجمهور فإنك تقوم بمجهود إضافي من أجل إرضائه. أعتقد بأن عزيمتنا كانت اقوى اليوم، نستحق الفوز لأننا كنا الطرف الافضل منذ البداية وحتى الصافرة النهائية للحكم.

يذكر أن ايسيان ومونتاري نجحا في التفوق على زملائهما في تشلسي وبورتسموث، الأول على جون مايكل اوبي، والثاني على جون اوتاكا ونوانكوو كانو علماً بأن الأخيرين لم يشاركا في المباراة الأول بقرار من المدرب والثاني بسبب الإصابة.

من جهته، قال لوروا: (ماذا عساي أقول، أبطال غانا كانوا في الموعد، لقد قدموا مباراة رائعة ويستحقون التأهل إلى الدور نصف النهائي).

وتابع: كانت لدي ثقة كبيرة في اللاعبين مثلما هو الأمر دائماً، كانوا أبطالاً. نجحوا في العودة من بعيد وحولوا تخلفهم صفر - 1 إلى فوز 2 - 1 وبعشرة لاعبين. وأضاف: بعد الطرد قررت تعزيز خط الهجوم رغبة في الفوز على الرغم من أنه كان بإمكاني تعزيز الدفاع ومحاولة جر نيجيريا إلى التمديد أو ركلات الترجيح، لكن ثقتي في قدرة لاعبي الفريق على تحقيق الفوز كانت كبيرة وجعلتني أخاطر بالهجوم فلم يخيبوا ظني وانتزعنا الفوز.

وأوضح نقترب شيئاً فشيئاً من اللقب ومباراة بعد مباراة يصعب الفوز علينا، قلتها عقب نهاية الدور الأول وأكررها الآن، لدينا منتخب قوي أتمنى أن تثمر مجهوداته برفع الكأس الأحد المقبل.

وختم أمامنا مباراة قوية الخميس أمام تونس أو الكاميرون، يجب أن نحتفل بالفوز اليوم ونستعد اعتباراً من الغد. معنوياتنا عالية وستزداد بعد تأهلنا الى دور الأربعة. يذكر أن لوروا يمني النفس باللقب القاري الثاني بعد الأول مع الكاميرون عام 1988 في المغرب علماً بأنه يشارك في النهائيات للمرة السادسة بعد أعوام 1986 و1988 مع الكاميرون و1990 و1992 مع السنغال وعام 2006 مع الكونغو الديموقراطية.

من جهته، ضرب المنتخب العاجي المدجج بالنجوم بقوة وسحق غينيا بخماسية نظيفة كان بطلاها قائده ديدييه دروغبا وسالومون كالو صاحب الثنائية.

وعلى غرار جميع مبارياته في البطولة الحالية بادر المنتخب العاجي إلى الهجوم منذ البداية وتناوب لاعبوه على إهدار الفرص الحقيقية للتسجيل خصوصاً ارونا ديندان الذي عاكسه الحظ أكثر من مرة، قبل أن يبتسم لمهاجم ليون الفرنسي عبد القادر كيتا بتسديدة ماكرة من الجهة اليمنى خدع بها الحارس الغيني. وصال المنتخب العاجي وجال في الشوط الثاني ودك مرمى غينيا برباعية وكان بإمكانه تسجيل أكثر من هذه الحصة لو نجح ديندان في ترجمة الفرص السهلة التي سنحت أمامه.

وقال مدرب ساحل العاج الفرنسي جيرار جيلي لعبنا بانضباط كبير وإرادة قوية من اللاعبين، لدينا منتتخب لا يشك في إمكانياته وبإمكانه هز الشباك في أي لحظة سواء مرة واحدة أو أكثر. وأضاف: نحن هنا من أجل تحقيق نتيجة رائعة وليس لدينا شك في ذلك. ويعقد لاعبو ساحل العاج آمالاً كبيرة على النسخة الحالية لإحراز اللقب بهدف توحيد بلادهم التي تمزقها الحرب الأهلية، وقال كالو نجاحات المنتخب العاجي في النهائيات القارية توحّد بلادنا المتشنجة بالحرب الأهلية. يذكر أن ساحل العاج مقسومة إلى قسمين منذ أيلول - سبتمبر 2002 بسبب محاولة الانقلاب التي نفذتها القوات الجديدة بقيادة زعيمها غيوم سورو والتي استولت على النصف الشمالي للبلاد، أما الرئيس العاجي لوران غباغبو فاحتفظ بالسيطرة على القسم الجنوبي. من جهته، قال دروغبا: إننا نسير على الطريق الصحيح لتحقيق هدفنا المنشود وهو إحراز اللقب لتضميد جراح الشعب العاجي والمساهمة في تحقيق وحدته. وأوضح دروغبا، الذي سجل 3 أهداف حتى الآن، أنه يفضل تتويج منتخب بلاده باللقب على إحرازه لقب هداف البطولة، وقال: أي مهاجم يحلم بنيل لقب هداف النهائيات، بيد أنني أعتقد بأن تتويجنا باللقب سيكون أفضل لأن المصلحة العامة أهم من الإنجازات الشخصية. يذكر أن ساحل العاج واجهت غينيا في غياب قطب دفاعها وآرسنال الإنكليزي حبيب كولو توريه بسبب الإصابة. في المقابل، توقفت مسيرة المنتخب الغيني عند الدور ربع النهائي للمرة الثالثة على التوالي، والأكيد أن غياب قائده باسكال فيندونو لطرده أمام المغرب، كان له الأثر الكبير على أداء منتخب بلاده، حيث ظهر ذلك في المباراة أمام ناميبيا في الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول عندما سقط في فخ التعادل 1 - 1 ثم بدا جلياً أمام ساحل العاج والدليل الخماسية النظيفة. أما نيجيريا ففشلت للمرة الأولى منذ عام 1982 في تخطي الدور ربع النهائي، حيث أحرزت اللقب عام 1990 وكان الثاني لها بعد الأول عام 1980 وحلت ثانية أعوام 1984 و1988 و1990 و2000 وثالثة أعوام 1992 و2002 و2004 و2006م.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد