خلق الله سبحانه الموت والحياة ليبلونا أيُّنا أحسن عملاً. فُجعنا هذه الأيام بوفاة واحد من مؤسسي هذا الصرح الإعلامي المتميز، حيث رحل الشيخ صالح العجروش إلى رحمة الله، الذي ترك بلا شك بعد رحيله رصيداً وافراً من محبة كل من عرفه وسمع عنه، ترك بحق مسيرة ناصعة البياض. عرفت أبا خالد (يرحمه الله رحمه واسعة) خلال تشرفي بالعمل في هذه الجريدة الموفقة بإذن الله محرراً في الشؤون المحلية، وكنت آنذاك طالباً في الجامعة، كنا نحن المحررين على علاقة به (يرحمه الله) مثل علاقتنا بمسؤولي الصفحات ورئيس التحرير في مظهرٍ قلَّما يتواجد بين محررين ومسؤول إداري كبير مثله، وبعد انتهاء الدراسة الجامعية طلبت منه (يرحمه الله) أن تعمل المؤسسة على افتتاح مكتب للجريدة في محافظة المجمعة، فأبدى استعداداً ودعّم الفكرة قائلاً: ليس الهدف هو الكسب المادي بقدر ما هو خدمة هذه المؤسسة المواطن إعلامياً وإعلانياً، الذي كان بحق عاملاً من عوامل نجاحها وتبوُّئها مقدمة الصحف اليومية.
إن التاريخ يشهد أن التلاحم الرائع بين القيادتين الإدارية والتحريرية ممثلة في الأستاذ خالد المالك ومنسوبيها جعل لهذه الجريدة مكانة مميزة حققت معه الانتشار والتألق وتحقيق أرقام قياسية في التوزيع والإعلان.
كان (يرحمه الله) يجسد الأسلوب الإداري الأمثل في إدارة العمل، ولا أنسى حينما طلبت منه بإصرار زيارة محافظة المجمعة فحرص أن يرافقه عدد من العاملين في المؤسسة من مختلف المستويات، وذلك دلالة على حُسن تواضعه وكرم أخلاقه.. ولم نستغرب جميعاً تلك الحشود من المعزين من مختلف المستويات من مسؤولين كبار وعلماء ووجوه المجتمع وعدد كبير من المواطنين من الذين يعرفون أعماله الخيّرة وحبه لذلك، مع محافظته على إعمال البر والتقرب إلى الله، فالناس كما يقال (شهود الله في أرضه).
إن رحيله (يرحمه الله) خسارة كبيرة لما اتصف به من حب وإخلاص جعلا له منزلة رفيعة في مجتمعه وبين أهله ومعارفه. رحم الله فقيدنا المحبوب رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجزاه عنا خير الجزاء. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.